احتجاجات في العراق بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا
تظاهر المئات الأربعاء في مدينة الناصرية في جنوب العراق احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية إثر الحرب في أوكرانيا، ما تسبب في معاناة شريحة واسعة من السكان في بلد يواجه نسبة فقر وبطالة مرتفعين.
وشهد العراق في الأسبوع الأخير ارتفاعاً ملحوظاً لأسعار المواد الغذائية الرئيسية لا سيما الطحين والزيت، وباتت المسألة محور النقاش العام في الآونة الأخيرة في بلد غني بالنفط شهد في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تظاهرات ضد الفساد، والبطالة، وتردي الوضع الاقتصادي، وتدهور البنى التحتية، والفساد.
ومنذ الصباح تجمع أكثر من 500 محتج في ساحة الحبوبي حيث لا تزال ترتفع صور شباب قضوا خلال قمع تظاهرات أكتوبر (تشرين الأول).
وقال المتظاهر حسن كاظم وهو معلم متقاعد ورب أسرة من 7 أفراد “نواجه مشكلة خانقة بسبب ارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية”، مضيفاً “بالكاد نتدبر أمورنا”.
ودفع ارتفاع الأسعار الحكومة في جلستها الثلاثاء إلى اتخاذ اجراءات للحدّ من الأزمة في بلد تبلغ نسبة البطالة بين شبابه 40%، وثلث سكانه البالغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة يعانون من الفقر.
من أبرز الإجراءات، دعم رواتب شريحة واسعة من العراقيين، بينهم المتقاعدون من الذين يتقاضون راتباً أقل من مليون دينار شهريا (681 دولار)، والموظفون يتقاضون راتباً أقل من 500 ألف دينار شهرياً (341 دولار)، بمبلغ 100 ألف دينار (حوالى 70 دولار) شهرياً.
ومن الاجراءات أيضاً وفق بيان لمجلس الوزراء “تصفير الرسم الجمركي على البضائع الأساسية من مواد غذائية، ومواد بناء ومواد استهلاكية ضرورية لمدة شهرين، وإعادة النظر في القرار بعد معاينة الأزمة”.
وقال المتحدّث باسم وزارة التجارة العراقية محمد حنون إن أكثر المواد الغذائية التي تأثرت بالأزمة هي “أولاً زيت الطعام، لأن هناك أزمة كبيرة في العالم لأن أوكرانيا لديها ثقل كبير في موضوع الزيوت وأيضاً الحنطة”.
وأثّرت الأزمة كذلك على “إنتاج القطاع الزراعي”، كما قال، لأن “السماد الكيمياوي المستخدم في الزراعة أغلبه أوكراني”.
وقال متظاهر آخر في الناصرية يدعى محمد حسن، مدرس ورب عائلة من خمسة أفراد، إن “الأزمة تتفاقم بسرعة، وتزايد جشع التجار في التلاعب بالأسعار للمواد الأساسية المتعلقة بحياة المواطنين”.
وشهدت محافظة بابل في وسط العراق أيضاً تظاهرةً الثلاثاء احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، تخللتها أعمال عنف أدت لإصابة ناشط بجروح خطيرة نتيجة تعرضه للضرب، وفقا لمصادر أمنية وطبية، وهو يقبع في المستشفى وحالته مستقرة.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان القبض على “31 متهماً مخالفاً من الذين رفعوا أسعار المواد الغذائية واستغلوا المواطنين”.
وتواجه دول عديدة في العالم العربي خاصةً مصر ولبنان واليمن صعوبة في توفير الخبز على طاولة الطعام، لأن روسيا وأوكرانيا، أول مصدري القمح إليها.
أ ف ب