يورو تايمز ..باريس 27 يونيو 2025
تغمر المياه عشرات السنتيمترات من شوارع العاصمة الفرنسية باريس بعد كل هطول غزير، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة البنية التحتية الحضرية على استيعاب هذه الفيضانات المفاجئة.
في مثل هذه الحالات، يكمن السبب في كون 74% من أراضي باريس مغطاة بأسطح غير منفذة تُهيئ مسارًا للأمطار نحو الشوارع بدل الترشيح الطبيعي إلى الأرض .
يزيد الأمر تعقيدًا هذه الحقائق:
- الهطولات الشديدة والمفاجئة، مثل تلك التي شهدتها العاصمة مؤخرًا، ترتب تدفقات مياه كبيرة في وقت قصير.
- على الرغم من وجود شبكة صرف تحت الأرض غربودة منذ عهد هوسمان، إلا أنها غير مزوّدة بسعة تخزين كافية لطبيعة هذه الفيضانات السريعة، حيث يتم توجيه المياه مباشرة إلى القنوات أو مياه نهر السين عبر أنظمة طوارئ .
تنتج هذه الضغوط عن مشكلات بنيوية أساسية تشمل:
- صلابة الأسطح (بيتونيّة وقصبية) تخلق طبقة غير نفاذة تعيق الترشيح الطبيعي وتزيد السرعة والكميات السطحية خلال المطر .
- شبكة صرف لا ترتقي لطموحات المدينة، فالأقنية تعمل بشكل جاذبي (gravitaire) وغير مزودة دائمًا بمنشآت لتخزين فائض الأمطار مؤقتًا .
- التطور العمراني السريع بدون تصاميم مقاومة للطوفانات، كما أن مدينة مثل باريس تشهد رفضًا من السكان لمساحات مفتوحة أو منخفضة تمتص المياه (مثل الحدائق المطرية).
حاليًا، تعمل سلطات المدينة على سياسات تهدف إلى خفض نسبة الأسطح غير المنفذة إلى 60% بحلول 2050، وتطلق مشاريع مثل الأرصفة المسامية، الساحات الخضراء، والأنظمة الحضرية الصديقة للمياه (SuDS) لتخفيف الضغط على الأنظمة التقليدية .
