نزار العوصجي: إلى متى يبقى القرار الوطني العراقي أسيراً؟

مع تسارع الأحداث الجيوسياسية في المنطقة و التي تؤشر بوضوح الى قرب نهاية مشروع الولي الفقيه و زوال حقبة نظام الملالي ، تتعالى الأصوات النشاز التي تمجد بجارة السوء إيران ، و دورها في دعم الفصائل الموالية لها في التصدي للوجود الأمريكي على الأرض العراقية تحت شعار محور المقاومة ، و هذا ما يدفعنا الى السؤال :
ألستم أنتم من تأمر على العراق تحت مسمى المعارضة للنظام الوطني ؟
ألستم أنتم من تذلل و توسل بالمحتل ليغزوا العراق بمزاعم و أكاذيب و روايات لها اول و ليس لها اخر ؟
ألم تقبلوا الأيادي و الأقدام لتمرروا مخطط الحرب ضد العراق ؟
ألستم أنتم من طبع القبلات على بسطال جنود الأحتلال و نثرتم الورد عندما وطأت أقدامهم أرض العراق ؟
أليس غريباً ان تطالبوا اليوم بخروج القوات الأمريكية من أرض العراق ؟
يبدوا أنكم جهلة لم تقرؤا التاريخ جيداً ، بالأضافة الى العمالة التي تنغمسون فيها ، لذا تنسون او تتناسون ان لولا الغزو الأمريكي للعراق لكنتم الأن تفترشون أرصفة الشوارع في الدول التي آوتكم ..
ان جهلكم بالسياسة قد أعمى عيونكم عن حقيقة مفادها ان جيش الأحتلال عبر التأريخ لم يطأ ارضاً ثم غادرها ..
ان من جملة ما يثير الأستغراب انكم تكذبون و تلزمون الشعب ان يصدق كذبكم ، فها انتم تتذرعون بأن ما يسمى بالحشد الشعبي قد تأسس بفتوى من مرجعية النجف لمحاربة الأرهاب ، أو لستم أنتم مصدر الأرهاب الذي طال أكثر من ثلث محافظات العراق ؟
ألستم أنتم من خطط و مول و ساهم و وفر الأرضية الخصبة لنمو تنظيم داعش الأرهابي الظلامي ؟
أنتم تعرفون جيداً ان ما يسمى بالحشد الشعبي ماهو ألا حضيرة جمعت بين اركانها النطيحة و المتردية ، كما انه أمتداد لما يسمى بالحرس الثوري الإيراني ، و قد تشكل بأمر من سيد الشر و الحقد خامنئي ، ليكون بمثابة الخنجر المسموم الذي يغرس في خاصرة العراق و العراقيين ..
كما تعلمون علم اليقين ان حشدكم لم يتشكل بفتوى المرجعية كما تدعون ، و حين تتحدثون عن عدم إمكانية حل الحشد ، و عدم إمكانية سحب السلاح من يد الفصائل المسلحة السائبة الغير منصبطة ، فإن حديثكم هذا يعد بمثابة تجسيد ثلاثي الأبعاد لمعنى العمالة بجميع أشكالها و صيغها ..
أنكم تنفذون صاغرين ارادة الولي السفيه في ان تجعلوا من العراق باحة خلفية لإيران الشر ، فيكون بذلك ساحة لتصفية حسابات النظام الإيراني مع دول الجوار و العالم ، لهذا فانكم ترفضون اي حديث يشخص الحالة و يدعوا الى النئي بالعراق عن خلافات نظام العمائم مع دول العالم ..
لم تكتفوا من نهب خيرات العراق ، لم تكتفوا من نشر الجهل و التخلف بين البسطاء من أبناء الشعب ، لم تكتفوا من زرع الفتنة و نشر الطائفية المقيتة ، لم تكتفوا من ترويج المخدرات و نشر الفسق و الفجور بكافة اشكاله و انواعه و صوره ، و ها أنتم تسيرون في طريق تدمير العراق أقتصادياً لصالح تيجان رؤوسكم الخاوية ، أسيادكم الفرس المجوس ، الذين حصلوا و يحصلون على الحصة الأكبر من موارد العراق و ثرواته ، و التي وصلت الى ما يزيد عن 700 مليار دولار ، قطعها العملاء من افواه العراقيين لأرضاء أسيادهم العجم ، و لم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل تجاوزه ليصل الى حد تسديد ديون إيران الخارجية ..
ألم تسأموا من العمالة ؟
ألم تسأموا من الذل ؟
لم يترك العملاء سبيلاً لتدمير العراق اقتصادياً ألا و سلكوه ، لم يتركوا طريقاً لنهب الأموال ألا أتبعوه ، فعلا سبيل المثال لا الحصر فأن مجلس النواب العراقي وحده يكلف موازنة الدولة العراقية سنويا 581 مليار دينار ، من ضمنها 474 مليار دينار رواتب ..
و بلغة النفط ، و باعتماد معدل سعر برميل النفط 65 دولار ، اي ما يعادل تقريباً 87 ألف دينار عراقي ، فأن تكلفة مجلس النواب السنوية تعادل بحدود 6.7 مليون برميل نفط سنوياً ..
هل يحتاج مجلس النواب هذه الموازنة الضخمة لانجاز اعماله ؟
و ماهي الفائدة المرجوة من وجود هذا المجلس اصلاً ؟
إلى متى يبقى القرار الوطني العراقي أسيراً لدى هؤلاء العملاء ؟؟
لهذا نقول : كفى انتظاراً للوعود الكاذبة من واشنطن أو غيرها !
أمريكا لن تُغيّر شيئاً في العراق ، فالوجوه قد تتبدل ، لكن النظام الطائفي البائس الذي زرعته سيبقى يخنقكم ..
إن كنتَ عراقياً تستحق الحياة ، فلا تنتظر صناديق الانتخابات المزوّرة و لا تترك حريتك في أيدي من نهبوا بلادك ..
أستلهم الوسائل من نضال الأفغان و الفيتناميين ، و من كفاح الشعوب التي واجهت الأستعمار بفوهات البنادق ..
لن يسقط هذا النظام إلا بثورة شعبية حقيقية تنتزع الحق من الطغاة ..
العراق بحاجة إلى رجاله الأحرار الذين يضعون الوطن فوق كل أعتبار ..
«و ما النصر إلا صبر ساعة»..
وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ..
اللهم اني بلغت ، اللهم فأشهد ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز