ترامب يصنع التاريخ مجدداً.. ثاني رئيس أمريكي يعود للبيت الأبيض
سجل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اسمه في التاريخ كونه ثاني رئيس أمريكي يشغل فترتين غير متتاليتين بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وهو إنجاز لم يُحقق منذ 132 عاماً، إذ يعتبر ترامب أول رئيس مهزوم يترشح للمنصب ويفوز مرة أخرى منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ماذا حدث منذ 132 عاماً؟
خلال العام 1884، تغلب المرشح الديمقراطي، غروفر كليفلاند، على أزمات عديدة أثرت سلباً على صورته بالمجتمع الأمريكي، وفاز بالانتخابات الرئاسية التي كانت في مواجهة المرشح الجمهوري جيمس بلين، وحقق كليفلاند حينها فوزاً صعباً حيث فاز بفارق 0.5% بالتصويت الشعبي وحصد 219 مقعداً بالمجمع الانتخابي مقابل 182 لمنافسه.
وفي الانتخابات التالية التي جرت عام 1888، خسر كليفلاند السباق الرئاسي لصالح المرشح الجمهوري بنجامين هاريسون حفيد الرئيس السابق وليام هنري هاريسون.
وبهذه الانتخابات، فاز كليفلاند بالتصويت الشعبي إلا أنه خسر المجمع الانتخابي بفارق 65 مقعداً.
وبعد حوالي 4 سنوات، توجه كل من كليفلاند وهاريسون مرة ثانية بانتخابات العام 1892.
وأثناء حملته الانتخابية، دعا كليفلاند لتخفيف الرسوم الجمركية وعارض بشدة اقتراح حقوق التصويت الذي اقترحه الجمهوريون سنة 1890.
كما أيد كليفلاند فكرة معيار الذهب وعارض نظام المعدنين الذي توجه نحوه الجمهوريون خلال فترة تميزت بتعكر الوضع الاقتصادي الأمريكي، وحقق كليفلاند بجولة الإعادة بينه وبين هاريسون، فوزاً غير مسبوق ليصبح بذلك أول رئيس يفوز بولايتين غير متتاليتين.
ومع صدور النتائج، تفوق كليفلاند بالتصويت الشعبي وحصد 277 مقعداً بالمجمع الانتخابي مقابل 145 لمنافسه هاريسون.
ورغم أن كليفلاند كان الرئيس الوحيد الذي نجح في الفوز بفترتين غير متتاليتين، فإنه لم يكن الوحيد الذي حاول ذلك.
انضمام ترامب لنادي الفرد الواحد
وبعد مرور أكثر من قرن من الزمان، لا يزال كليفلاند عضواً في نادي “الفرد الواحد” الذي تولى الرئاسة مرتين على فترات غير متتالية، ويبدو أن ترامب انضم إليه ليصبح ثاني رئيس في الولايات المتحدة يتولى الرئاسة الأمريكية لفترتين غير متتالين.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن دونالد ترامب، الذى حسم سباق انتخابات أمريكا 2024 لصالحه، قد أضعف التحالف المؤيد للديمقراطيين، مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية الامريكية قد كشفت عن عمق الانقسام فى الولايات المتحدة حيث شهد المرشحين السياسيين تحولات بناء على الطبقة الاجتماعية والعرق والسن في ظل تهديد مستمر بالتضليل المعلوماتي والعنف.
وأشارت البيانات الأولية إلى أن ترامب ربما استفاد من بعض التحولات أكثر من هاريس، كما استفاد ترامب أيضاً من إحباط الناخبين بشأن الاقتصاد.