د. علي الجابري : إخوان اوروبا .. الذراع المالي والمأوى الخفي للتنظيم
لم يعد خافياً حجم القدرات المالية التي يمتلكها إخوان أوروبا، الذين تمكنوا خلال عقود من فرض سيطرتهم على اغلب المساجد الاوروبية، وأسسوا منظمات وشركات تجارية وصناعية واقتصادية تدر عليهم الملايين من الدولارات سنوياً ، ناهيك عن الدعم الحكومي المالي من الحكومات الاوروبية التي تتعامل مع مؤسسات الاخوان كمنظمات مجتمع مدني وجمعيات تستحق الدعم المالي السنوي، وفقاً لاعداد اعضائها المسجلين لديها، حتى وإن كانوا مجرد ارقام لا أكثر؟!.
والى أمد قريب كانت الحكومات الاوروبية لا تدقق كثيراً في طبيعة عمل تلك المنظمات، بإعتبار أنها تعلن أنها تساند الحكومات الاوروبية في كسب المسلمين وتوجيههم بالشكل الصحيح، بعيداً عن التطرف والارهاب ( مع ان اغلب المقاتلين الذين إلتحقوا بالقتال في سوريا والعراق هم من خريجي المساجد الاخوانية) ؟!
ومع ان الاشهر الاخيرة الماضية شهدت تراجعاً حكومياً أوروبياً، وحذراً شديداً في التعامل مع منظمات وجمعيات الاخوان، الا ان القضية أكبر من أن تقتصر على هذا الحذر، لان التنظيم تغلغل في الحياة الاقتصادية في أوروبا ، وبنى مؤسسات تجارية وصناعية تدر عليه الملايين إن لم تكن المليارات، حيث سجلت مئات الشركات بإسم أعضاء وقيادات التنظيم الذين يحملون الجنسيات الاوروبية؟!
هذه الامبراطورية المالية كانت الى الامس القريب ترسل الاموال الى سوريا والعراق ومصر وتونس وليبيا واليمن تحت مسمى الدعم الخيري والانساني، كذلك كانت التبرعات تجمع في مساجدهم علناً تحت هذا المسمى ، لكنها في حقيقة الامر تذهب الى دعم هذا التنظيم المتطرف في تلك الدول، كما ذهبت اموال كبيرة لدعم تنظيم جبهة النصرة وغيره من التنظيمات الارهابية، وهذا الدعم كشفته وسائل الاعلام السويدية بفضحها قيادات في الرابطة الاسلامية في السويد قامت بتحويل الاموال الى لبنان ثم الى سوريا تحت مسمى دعم الشعب السوري ، الا ان الاموال ذهبت لصالح جبهة النصرة. وكانت هذه الفضيحة أحد أسباب اقالة رئيس الرابطة السابق في محاولة لاخفاء الفضيحة والتكتم عليها؟!
والى جانب هذه الاموال التي تذهب الى تنظيمات الاخوان في الدول العربية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها، هناك ما هو أخطر من ذلك على بلدان أوروبا التي لم تنتبه له لغاية الآن ..
أن القدرات المالية والاقتصادية لتلك التنظيمات في اوروبا وامتلاكها لمئات الشركات التجارية والصناعية مكنتها من جعل أوروبا حاضنة للهاربين من تنظيم الاخوان من جميع البلدان العربية، حيث يتم ترتيب عقود عمل وهمية لهم في العديد من دول اوروبا، في شركات تابعة للتنظيم، لتسهيل انتقالهم الى دول اوروبا ، والعمل من هناك ضد بلدانهم سياسياً ، وهو أمر تكفله قوانين العمل الاوروبية، حيث يمكن لاي شركة إستقدام الموظفين من خارج الاتحاد الاوروبي، طالما ان الشركات تدفع الضرائب بشكل منتظم ولم تسجل ضدها أية مخالفات مالية؟!
إن تنظيم الاخوان أجاد إستغلال قوانين العمل الاوروبية لتهريب الكثير من أعضاء التنظيم الهاربين والملاحقين قضائياً في بلدانهم ، حتى أصبحت بلدان أوروبا القاعدة الخلفية لهم لمهاجمة الكثير من الحكومات العربية، تحت غطاء الدفاع عن حقوق الانسان والحريات في المنطقة العربية. وربما تحتاج الحكومات الاوروبية لوقت طويل حتى تكتشف تلك الحيل الماكرة التي يستخدمها التنظيم في تهريب ونقل اعضائه الى اوروبا، ليمارسوا دوراً أكبر في التحريض على العنف والتطرف؟!!