تقدمنا بطلب لإعادة التوطين لدى مفوضية اللاجئين قبل 5 سنوات.. وما زلنا ننتظر الجواب

حصلت زينب وعائلتها على حق اللجوء في تركيا عام 2014. في نفس الفترة تقريبا، تقدمت اللاجئة العراقية وعائلتها بطلبات لإعادة التوطين إلى مفوضية شؤون اللاجئين، وما زالت تنتظر جوابا من حينها.

زينب تواصلت مع مهاجر نيوز، حيث أدلت بشهادتها حول ظروف لجوئها في تركيا و"الإهمال الذي تعاني منه، والكثير من اللاجئين العراقيين الآخرين، من قبل مفوضية اللاجئين، حسب تعبيرها.

تركنا بغداد بسبب التهديدات والخطر على حياتنا

اضطررنا لترك بغداد واللجوء إلى تركيا بعد أن تعرضت عائلة زوجي لتهديدات متكررة. قبل لجوئنا، خطف زوجي، الخاطفون طلبوا فدية مالية استطعنا تأمينها بمساعدة العائلة والأقارب. شقيق زوجي خطف أيضا، وآثار التعذيب مازالت واضحة على جسده.

لا نعرف الجهة أو الجهات التي قامت بذلك الفعل الشنيع، إلا أننا نسميها الميليشيات المستفيدة من الفوضى القائمة والفتن المتنقلة.

الميليشيات هددت والد زوجي أيضا، قالوا له سنخطف بناتك. هذا الوضع عشناه على مدى سنوات طوال، إلى أن قررنا مغادرة بغداد نهائيا.

تقدمنا بطلب اللجوء في تركيا وحصلنا عليه. وفي نفس الفترة تقدمنا بطلب لإعادة التوطين لدى مفوضية شؤون اللاجئين. كنا نأمل بأن ننتظر مدة أقصاها سنتين أو ثلاثة قبل أن يعاد توطيننا، إلا أننا أتممنا عامنا الخامس الآن وما زلنا ننتظر.

"لا يمكننا الحصول على تصاريح عمل"

كوننا حاصلون على حق اللجوء، لا يحق لنا إصدار تصريح عمل. زوجي يضطر للعمل "بالأسود" بشكل يومي ليؤمن بعض المال الإضافي لسداد مصاريف العائلة. طبعا هو لا يجد عملا بشكل دائم، قد يعمل هذا الأسبوع لثلاثة أيام، أما الأسبوع القادم فقد لا يجد عملا بتاتا.

هذا الوضع عرض العمال من اللاجئين العراقيين للاستغلال وسوء المعاملة، إذا غالبا ما رفض أصحاب العمل إعطاء زوجي أتعابه، وطبعا لا يمكنه التوجه للشرطة للشكوى كونه يعمل بشكل غير شرعي، ما قد يعرضه للمحاسبة القانونية ودفع غرامة مالية ليس لنا القدرة على سدادها.

حتى التنقل داخل الأراضي التركية محسوب علينا. فقد صدر قانون مؤخرا يمنع على اللاجئين الخروج من نطاق المحافظة التي يقيمون فيها، إلا بعد الحصول على أذونات أمنية خاصة. لذا يطلب منا أن نمر على مركز أمني خاص كل أسبوعين لنبصم هناك ونثبت أننا مازلنا في مكان إقامتنا في المحافظة.

مساعدات من الهلال الأحمر التركي

إضافة لما يجنيه زوجي من عمله اليومي، تقدم لنا  منظمة الهلال الاحمر التركي  مساعدة شهرية قيمتها 600 ليرة تركية (ما يعادل 101 يورو تقريبا فقط)، وهذه المساعدة مخصصة فقط للعائلات التي لديها ثلاثة أطفال كحد أدنى.

منذ أن جئنا إلى تركيا، ونحن نقيم في المنزل أنا وزوجي وأطفالي الثلاثة، إضافة إلى أخو زوجي وأخته ووالدته.

لا يحق لشقيق زوجي وشقيقته غير المتزوجان ووالدته الاستفادة من تلك المساعدة، ما يجعلنا جميعا معتمدين على المبلغ المخصص لعائلتي.

الحياة هنا جدا غالية، إيجار المنزل الذي نقيم فيه 850 ليرة تركية، أي أكثر من المساعدة الشهرية التي تصلنا. حاجاتنا اليومية الأساسية غالية أيضا. الهلال الأحمر يوزع يوميا وجبة واحدة على عائلات اللاجئين ما عدا أيام الآحاد. هذا يعيننا قليلا.

"مستقبل غير واضح"

ابنتي الكبرى بلغت من العمر الآن ست سنوات، أي علي إدخالها إلى المدرسة، ولكن هذا يحتاج إلى مصاريف كثيرة ونحن لا نملك شيئا منها. منذ أن لجأنا إلى تركيا، بعنا كافة مقتنياتنا، اليوم ليس لدينا سوى مساعدة الهلال الأحمر والأموال التي يحصل عليها زوجي إذا وجد عملا.

أخاف على مستقبل أطفالي، كل شيء غير واضح، حتى تعليمهم لا نعرف كيف نؤمنه، كل شيء بحاجة للمال، حتى المدارس الرسمية التركية. أما المدارس العراقية فحدث ولا حرج، أولا هي مدارس خاصة، ويصل قسط الطالب فيها في المرحلة الابتدائية إلى 800 دولار.

الشعور العام بيننا كلاجئين عراقيين هو أن المفوضية تفضل لاجئين من جنسيات أخرى علينا.

قبل أسبوعين اتصلت بالرقم المخصص لنا من قبل مفوضية اللاجئين لأسأل عن ملف عائلتي. بعد محاولات عديدة تمكنت من التحدث مع أحد الموظفين. لدى سؤالي عن الملف تلقيت جوابا غير لائق، لم أصدق ما سمعته، أعدت السؤال فجاءني نفس الجواب، وطلب مني الموظف إغلاق الخط لأن هناك أشخاص آخرين يحاولون الاتصال عليه.

بالقرب منا هنا حيث نسكن، افتتح  مركز اجتماعي يدعى "آسان" تابع للأمم المتحدة، توجهت إليهم طلبا للمساعدة، أجابوني بأنهم لا يمكنهم مساعدتي.

ر.خ / infomigrants