ماكرون يأسف لعدم دفاعه بشكل كافٍ عن إصلاح نظام التقاعد ويحذر من صعود زعيمة اليمن المتطرف
أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أسفه لعدم انخراطه بشكل كافٍ في الدفاع عن مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي لقي معارضة واسعة في البلاد.
وفي حوار مع صحيفة «لو باريزيان»، أمس (الأحد)، حذّر ماكرون من وصول زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن إلى الحكم في الانتخابات المقررة عام 2027.
وتراجعت شعبية ماكرون في الفترة الماضية على خلفية مشروع مثير للجدل لإصلاح نظام التقاعد، نصّ خصوصاً على رفع السنّ القانونية للتقاعد من 62 إلى 64 عاماً.
وقوبل الطرح باحتجاجات شعبية زادها غضباً قرار ماكرون في أبريل (نيسان)، تمرير التعديل بموجب آلية دستورية من دون طرحه على التصويت في الجمعية الوطنية لعدم توافر غالبية مؤيدة له.
ومنذ طرح إصلاح التقاعد في يناير (كانون الثاني)، لازم ماكرون بشكل كبير قصر الإليزيه، وترك رئيسة وزرائه إليزابيث بورن في واجهة الترويج لهذا الطرح، والدفاع عنه في أرجاء فرنسا.
وقال ماكرون: «الخطأ المرتكب ربما كان عدم تواجدي بشكل كافٍ لإعطاء مضمون لهذا الإصلاح ودفعه بنفسي… عليَّ الانخراط مجدداً في النقاش العام؛ لأن بعض الأمور ليست واضحة». وأضاف: «لذا أقوم بذلك في كل مكان».
وتقابَل زيارات الرئيس البالغ 45 عاماً إلى مناطق مختلفة بتحركات احتجاجية من معترضين على تعديل نظام التقاعد.
وشدد ماكرون على أن «الغضب» الذي يعبّر عنه الفرنسيون حيال إصلاح نظام التقاعد «لن يحول دون استمراري في التنقل» بين مختلف مناطق الجمهورية.
وأتت تصريحات ماكرون غداة استطلاع للرأي أظهرت نتائجه أن أكثر من 70 في المائة من الفرنسيين غير راضين عن أدائه، في تراجع في شعبيته يعود بشكل أساسي إلى جدل إصلاح نظام التقاعد.
وتقترب هذه النسبة من أدنى مستوى لشعبية ماكرون (23 في المائة)، والذي سُجّل في ديسمبر (كانون الأول) 2018 في ذروة أزمة «السترات الصفراء».
كذلك، أتت تصريحات ماكرون عشية الذكرى السنوية لإعادة انتخابه رئيساً لولاية ثانية، حين تفوّق في الدورة الثانية لانتخابات عام 2022 على منافسته لوبن.
وينظر إلى لوبن المعروفة بمواقفها المتشددة خصوصاً في قضايا الهجرة، على أنها أكبر المستفيدين سياسياً من التحركات الاحتجاجية والإضرابات التي تشهدها فرنسا، منذ زهاء ثلاثة أشهر على خلفية إصلاح نظام التقاعد.
وتخشى أطياف واسعة من أن تصبح لوبن الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة في الانتخابات المقبلة المقررة عام 2027.
وحذّر ماكرون الذي لا يتيح له الدستور الترشح لولاية ثالثة متتالية من أن «مارين لوبن ستصل (إلى سدة الرئاسة) في حال لم نكن قادرين على مواجهة التحديات في البلاد، وإذا درجنا على عادة الكذب أو إنكار الواقع».