تعتبر المكنسة الروبوتية "رومبا" جزءاً من منظومة الحياة الذكية التي يعيشها الفرد حالياً، وبما أنها "ذكية" فهي على اتصال دائم بالإنترنت لتتيح للمستخدم التحكم فيها حتى عن بعد، وهذا يعني تخزين البيانات والمعلومات الخاصة بالمستخدم على خادم الشركة التابعة لها المكنسة. من هنا يكمن خطر "التجسس" أو "السرقة" أو "بيع المعلومات".
في منتصف الأسبوع الماضي، صرح المدير التنفيذي لشركة "آي روبوت" المطورة للمكنسة كولين أنغيل، بأن الشركة تخطط لبيع بيانات خرائط منازل مستخدمي "رومبا" التي يتم تجميعها وتخزينها على خادم الشركة وبيعها إلى أكبر شركات التقنية خلال العامين المقبلين، وهذا يعني "أمازون" و"أبل" و"غوغل"، بهدف تحسين منظومة المنزل الذكي وتكامل أجهزته على نحو سلس مثل المكيف ولمبات الإضاءة وكاميرات المراقبة وغيرها من الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
هذا التصريح أثار كثيراً غضب المستهلكين، لاسيما في ظل تنامي الوعي العام بأهمية الأمن الإلكتروني والحماية من القرصنة والاختراق، وأثر سلباً على قرارات المستخدمين المقبلين على شراء المكانس الذكية، لاسيما مكانس "آي روبوت"، كما زعزع ثقة المستهلكين في الشركة.
ومن المعروف أن المكنسة تقوم باستخدام تقنية التعرف البصري الفوري ورسم الخرائط بعمل مسح المنزل غرفة غرفة، لتبني خريطتها التفصيلية لأرضية كل غرفة ورصد للنوافذ والجدران والأثاث وزوايا الحوائط، ليساعدها على السير في خطوط مستقيمة دون عقبات لمسارها.
وأكد أنغيل مراراً على عدم قيام الشركة ببيع بيانات عملائها، وأن قرارها نبع بهدف تحسين تجربة التنظيف الذكية داخل المنزل، ومن أجل إتاحة فرصة للعملاء استقبال إعلانات عن أجهزة ذكية تتوافق مع المكنسة أو أي جهاز ذكي داخل المنزل، من أجل تعزيز مفهوم "المنزل الذكي" وتوافق أجهزته والعمل فيما بينها بأسلوب سلس ومريح وآمن.
كما أكد أيضاً أن المعلومات لن يتم تداولها مع شركات أخرى سوى بموافقة العميل وأخذ "إذن" مباشر منه، مشيراً إلى أن الشركة لم ولن تبيع خرائط عملائها وبياناتهم مع شركات أخرى، موضحاً أن الشركة لم تدخل في مناقشات مع شركات أخرى حول تبادل المعلومات.
وطمأن أنغيل العملاء فيما يتعلق بتخزين الصور والبيانات عبر كاميرا المكنسة، قائلاً "إن سلسلة مكانس رومبا 900 الروبوتية تلتقط خريطة المنزل ومساراته بتقنية التعرف البصري الفوري ورسم الخرائط وتخزنها داخل الروبوت نفسه، والبيانات المستخدمة مثل المدة التي استغرقتها في التنظيف والمسافة التي قطعتها وهل واجهت رموز خطأ أم أنها كانت تعمل بشكل صحيح، هي التي ترسل إلى خدمة الحوسبة السحابية لتظهر على جهاز المستخدم المحمول، فيما عدا ذلك فإن صور المنزل المخزنة والتي تعتمد عليها المكنسة في مساراتها لا يتم إرسالها إلى السحابة أبداً من تلقاء نفسها".
وأضاف أنه لا تظهر الصور إلا في حال "موافقة" المستخدم على إظهار بيانات الخريطة على هاتفه الذكي، حيث تقوم المكنسة بإنشائها وإرسالها إلى السحابة، ومن ثم يستطيع المستخدم مشاهدتها عبر تطبيق "آي روبوت هوم".
24
