هنا اوروبا

تأخر الشتاء يبدد مخاوف أوروبا من نقص الغاز

تشير التقديرات إلى أن أوروبا يمكن أن تواجه بداية ضعيفة جديدة لفصل الشتاء، مما سيؤخر بدء موسم الطلب على وقود التدفئة.وبحسب بيانات خدمة كوبرنيوكس لرصد التغير المناخي في أوروبا، من المتوقع أن تكون درجات حرارة الطقس في أوروبا خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل أعلى من المعتاد، بعد موجات الحر الأخيرة، ومعتدلة نسبياً في الشهور التي تليها.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الأحوال الجوية المعتدلة خففت حدة المخاوف من حدوث نقص في إمدادات الغاز الطبيعي، في مناطق عديدة من العالم، عندما يبدأ الشتاء في أوروبا، دون تدفق إمدادات الغاز من روسيا.

يذكر أن أكتوبر (تشرين الأول) المقبل هو البداية المعتادة لموسم التدفئة في أوروبا، لكن الطقس الدافئ العام الماضي ساهم في استمرار عمليات ملء مستودعات التخزين في أوروبا، والتي تمثل احتياطي لمواجهة الطلب المتزايد في فصل الشتاء.
وتمتلك المستودعات الأوروبية حالياً بنحو 94% من طاقتها الاستيعابية، ما يعني عدم توافر سعات تخزينية إضافية لاستيعاب كميات الغاز القادمة عبر خطوط الأنابيب أو ناقلات الغاز المسال.
ويمكن أن يضغط ذلك على أسعار الغاز، وبخاصة بالنسبة للشحنات تسليم الفترة القريبة، والتي مازالت أقل كثيراً من مستوياتها القياسية المسجلة العام الماضي، عندما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير (شباط) الماضي إلى ارتفاع أسعار الغاز لمستويات عالية للغاية.
وقال أنطوني يوين، المحلل لدى مجموعة سيتي جروب المصرفية الأمريكية، إن الأسعار يمكن أن تواصل تراجعها بشدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما أن البداية المتأخرة لفصل الشتاء يمكن أن تزيد وتيرة تراجع الأسعار.
وأظهر تقرير اقتصادي، نُشر الخميس، أن استهلاك الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء في الدول الأوروبية الخمس الكبرى، وهي إيطاليا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، سجل تلقبات قياسية خلال عام حتى سبتمبر (أيلول) الحالي، نتيجة زيادة إنتاج الطاقة الشمسية والتذبذب المستمر في الطلب على الكهرباء.

وبلغ الطلب الشتوي على الغاز خلال العام الممتد من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى سبتمبر (أيلول) الحالي 167 مليون متر مكعب يومياً، في حين كان الطلب الصيفي أقل بمقدار 41 مليون متر مكعب يومياً ليسجل 126 مليون متر مكعب يومياً. ووصلت الفجوة الموسمية في الاستهلاك بين الشتاء والصيف خلال العام الحالي ضعف المتوسط خلال السنوات السابقة، ويبلغ 20 مليون متر مكعب يومياً.
وفي حين من الصعب التوسع بسرعة في مشروعات طاقة الرياح البحرية والبرية، من الأسهل والأسرع التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية. وتحول الكثير من الدول الأوروبية إلى التكنولوجيا لتقليل استهلاك الغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير (شباط) من العام الماضي، والذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة، كما أظهر الحد من استهلاك الكهرباء قدرة جيدة على المساهمة في خفض الطلب على الغاز الطبيعي، في كل من الشتاء والصيف.
ويتوقع تقرير خدمة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة تزايد الفارق في الاستهلاك بين الصيف والشتاء خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن النمو المستمر في مشروعات الطاقة المتجددة، وبخاصة الطاقة الشمسية، سيؤدي إلى تراجع استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء خلال فصل الصيف.

زر الذهاب إلى الأعلى