آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: سؤال الى ساسة العراق الان

توقع كثير من الذين حملوا هم العراق على اكتافهم وزرعوه في ضمائرهم ان ماحل ببلدنا من احتلال بغيض ومآسي بدأت ولن تنتهي مالم تغير الطبقات المستنيرة مابأنفسهم ويغادروا كل الممارسات والاساليب التي طالما كانت صيدا ثمينا للاحتلال.

ولان الاحتلال كما هو واضح جاثم على صدور العراقيين فقد حان الوقت الذي يجب فيه على الوطنيين ان يغادروا تلك الممارسات التي شوهت جانب من وطنيتنا سيما وان تجربة 17 عاما من المعاناة والظلم والتعسف والاضطهاد الذين عشناه كعراقيين في ظل الاحتلال حيث جعل الجهلاء والاميين وضعاف النفوس والحاقدين الذين رمتهم علينا حماقات المحتلين وحقدهم ان يهيمنوا علينا كشعب من الله عليه بالقدرات العقلية الابداعية المتميزة التي أهلته لان يكون مصدر انتاج  الحضارات والعلم والابتكار ومنه انطلقت التجارب الانسانية التي اوصلت البشرية الى ماهي عليه الان وفي المستقبل.

واذا كنا كعراقيين واعين ومخلصين لقضيتنا نرفض باباء وشموخ ما يحاول المحتلين وذيولهم  فرضه علينا من أمر واقع ونظام متهرئ فاسد وفاسق ومتخلف!!

كيف نقبل على انفسنا ان نرضا بأن يتعمد البعض من المتخلفين ان يفرضوا على شعبنا الاساليب والممارسات التي كنا ننتقد الشعوب الاخرى على ممارستها…كيف ينظر الينا من يقرأ تاريخنا الذي نفخر به وسمونا في العلياء بما حققه اجدادنا العظام من انجازات غطت عين الشمس.. واكيد ان كثيرين منهم بدؤا يشككون الان في صحة ماجاء به لولا ان جزء مما وثق عن ذلك التاريخ  كان من مؤرخين اجانب؟!

ان اكثر ما يحز في نفوسنا ان تتغيرسلبا طباع جزء مهم  من العراقيين والمثير والمؤلم بالموضوع ان الذين اسهموا او ارتكبوا الاخطاء بعد الاحتلال مازالوا يستعيرون ذات الاخطاء دون ان يكلفوا انفسهم  عناء النظر الى ما أوصلونا اليه او يدركوا ان تلك الممارسات التي تتنافى وابسط معايير الوطنية  وهذا نقيض خصائص وعنفوان التجربة العراقية  العتيدة وسجلها الحافل العظيم بالمنجزات واذا كنا كعراقيين واعين ومدركين قد تغاضينا مكرهين عن السلوك الشائن للبعض فهذا لايعني  ان العراقيين  يسمحوا  باستمرار تلك الاخطاء الكارثية بل نذهب من ذلك بالتأكيد على ان المواطن العراقي البسيط تشكلت لديه قناعات راسخة لا تراجع عنها وهي اليوم وغدا ستكون في صلب اهتماماته او تفكيره فقافلة الثورة والتغيير ستسير بوعي وجهود وعبقرية العراقيين مهما كانت التضحيات فالمواطن العراقي وصل الى وضع تساوت فيه الحياة المذلة مع الموت المشرف .

لقد حان الوقت لايقاف هذه المهازل المسيئة للعراقيين التي لم يعد السكوت عليها مقبولا وتحت اية ذريعة..وحان الوقت ان نقول لهؤلاء الذين فرضهم الاحتلال علينا عنوة وبصوت العراق الواحد ان مهزلتكم انتهت وان وقت حسابكم من قبل الشعب قد حان ففي العراق هناك عشرات الالاف افضل منكم واذا كنتم قد نجحتم  في غفلة من الزمن في تغييب الوعي الوطني لدى شرائح من البسطاء تحت لافتات الدين او العشائرية او المناطقية او العرقية  ..فنقولها وبفم مليان وبثقة مطلقة لم نعد نقبل بوجود كل من شارك في جرائم الابادة والسلب والنهب والتغييب منذ نيسان 2003 بعدما ثبت فشلهم…وان كان نفر من هؤلاء استحوذ على اهتمام بعضنا من طيبي النفس والاخلاق بالعلاقات الشخصية وبالاساليب التي لم ولن يقبلها الراقيين الاصلاء الذين تربوا في مدرسة العراق وضحوا بالغالي والنفيس من اجل ما آمنوا به وأتمنوا عليه ..وحقيقة انه حتى المواطن العراقي البسيط لم يعد لديه طاقة ليتحمل استمرار القبول بالاوضاع المزرية  او ان يسمح بأن يستمرفلان او علان في حكمه تحت طائلة مسوغات لم يعد لها اية اهمية في حسابات العراقيين!

أما من يستمر ويلوك الحجج ويرمي باللائمة على مرحلة ما قبل الاحتلال فالشعب يبلغه السلام ويقول له نحن معك كل ما كان قائما قبل مجيئكم سئ وسلبي بل يقول لهم الشعب اعتبروا انفسكم كما تدعون استلمتم بلدا خربا … لا فيه ماء ولا زرع ولا بناء ولا علم ولا طب ولا تعليم ولا ولا…الخ واستلمتموه صحراء قفراء فماذا فعلتم به وانتم تقودونه منذ اكثر من 17 عاما مظلما ووضعت تحت ايديكم اموال المعلن منها لايقل عن الف وخمسمائة مليار دولار وهي اضعاف مجموع ميزانيات الحكومات العراقية منذ تأسيس ما يسمى بالدولة العراقية1921 وحتى نيسان 2003 فكيف تجيبون الشعب على هذا السؤال البسيط جدا؟  

أم تحتاجون ان نحذوا حذوا اشقائنا في لبنان عندما نصبوا المشانق لجلاديهم وسارقي قوتهم ومدمري حياتهم سيما بعد فاجعة ميناء بيروت ؟

 

 

# أكاديمي والعميد الاسبق لكلية الاعلام جامعة بغداد

 

زر الذهاب إلى الأعلى