تدوينات مختارة

ناظم السعدي : معادلة الاخلاق بين العالم الافتراضي والواقع

هل أنقلبت معادلة الأخلاق فصرنا نتبجح بمواقف العطاء ونشهر بمن منحناه لقمة طعام او كسوة فقير، وصارت زيارة المريض عنوان تباهي حتى لو كانت تشهيرا بخصوصيته .. طالما هي فرصة للظهور في الفيسبوك . 

اي عالم هذا الذي نسميه الإفتراضي   ولماذا صار ينسينا كل شيء .. قيمنا عاداتنا وحتى أدياننا التي أوصتنا بكتمان مساعدتنا للاخرين وحفظ انسانيتهم وكرامتهم امام الناس والمجتمع .. صرنا نجحد وننسى مواقف الأخرين بومضة عين

 فيصبح كريم الأمس بخيل اليوم حسب مقتضيات الحاجة الأنية والمصلحة.

تغيرت بوصلة الأخلاق وأنحرفت عن جادة الأنسانية الحقيقة، فأصبح الأتجار بالقيم الفاسدة سلوكية طبيعية جدا لمعظم الناس حولنا فنجدهم فرحين بالسحت الحرام ومظاهر الغنى الفارغة لتغطية عجزهم الأخلاقي والثقافي .. وصار لزاما علينا أن نجامل الدفان والشيخ الذي يفتي بالقتل وكل أبطال السحت الحرام ونتنكر لبطولات شهدائنا وهم يدفعون دمائهم ثمنا لكبرياء الوطن ، لتسلم كرامتنا المهدورة في عالم غريب ومنافق حد العظم .

ومن لايخضع  لهذه المهازل  يقام عليه الحد حتما، فيحرم من المشاركة بالنشاطات الأنسانية والثقافية التي صارت تدار من بطلات السيليكون واعلاميو الزمن الهزيل الذين يكشرون عن أنيابهم الصفراء فرحين بحملهم لكاميرات الرياء وتصوير لقطات غبائهن في الولائم الرخيصة التي تضيع كل قيم الثقافة والمنتديات الرصينة بفضل الهرج والمرج والمجاملات الفارغة البعيدة كليا عن محتوى الثقافة ..

 وهناك الكثير الكثير مما لايقال حول هذا الموضوع تحديدا.

 

 
زر الذهاب إلى الأعلى