مسلمو فرنسا يلجأون إلى «الخيار المُر» بين ماكرون ولوبان
باريس – رويترز
منذ أن اعتنقت ليزا ترواديك الإسلام، وبدأت في ارتداء الحجاب قبل عقد تقريباً، تقول إنها تعرضت في فرنسا لإساءات لفظية ونظرات مهينة ومضايقات أحياناً، أثناء سيرها في الشارع.
وتخشى ليزا من أن يزداد الشعور بالاغتراب، الذي يسيطر عليها، عمقاً، إذا فازت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بالرئاسة في الجولة الثانية المقررة يوم الأحد.
تقول ليزا إن إصرار لوبان على منع المسلمات من ارتداء الحجاب في الأماكن العامة سيكون تفرقة ضد المسلمات مثلها ممن يلتزمن بالقيم العلمانية لفرنسا.
وأضافت ليزا التي تدير مركزاً لرعاية الطفل في باريس «أنا خائفة بحق من أن تفوز لوبان، إذا حدث ذلك، لا أعرف كيف سيبدو شكل الحياة في اليوم التالي».
وعلى أمل إبقاء لوبان بعيداً عن السلطة، ستصوت لماكرون ولكن على مضض، خاصة أن سجله في التعامل مع دينها أقنعها بأن الشعور المعادي للمسلمين في تزايد في فرنسا.
وتدعم البيانات هذا الشعور، وتظهر أرقام صادرة عن وزارة الداخلية ارتفاعاً حاداً في الأفعال العنصرية والمسيئة للمسلمين في 2021، رغم تراجعها بحق معتنقي ديانات أخرى.
وقالت ليزا إن التصويت لماكرون «خيار مر لكن لا مفر منه».
وتعهد ماكرون بأنه سيواصل مكافحة ما يصفه بأنه «النزعة الانفصالية الإسلامية»، والدفاع عن العلمانية الفرنسية التي يقول إنها تسمح لكل المواطنين بممارسة شعائر دياناتهم بحرية، ويقول إنه ضد حظر ارتداء الرموز الدينية في الأماكن العامة.
وتريد لوبان حظر الحجاب في الأماكن العامة دون أن تحظر باقي الرموز الدينية مثل القلنسوة اليهودية، وتعهدت بمحاربة «الأيديولوجيات الإسلامية» التي تصفها بأنها «شمولية».
وعلى مدى السنوات الخمس المنصرمة، مررت حكومة ماكرون سلسلة من القوانين والإجراءات التي قالت إنها لمواجهة التطرف الديني، وللحفاظ على القيم العلمانية للبلاد، لكن تلك القوانين والإجراءات خلفت عند الكثير من المسلمين مثل ليزا شعوراً بأن الإسلاموفوبيا في تنامٍ.
وتظهر استطلاعات الرأي أن من غير المرجح فوز لوبان، لكنه ليس مستحيلاً.
وفي مسجد في ليون يقول أحد المصلين (42 عاماً) إن الكثير من المسلمين الذين يعرفهم سيجدون أن من الصعب عليهم تقبل التصويت لماكرون، حتى وإن كان في رأيه أن التصويت ضد اليمين المتطرف هو ما يقتضيه العقل.