هنا السويد

«التجربة السويدية».. كيف نجحت السويد في تحويل القمامة من «عبء» إلى «ثروة»؟

تعانى الكثير من دول العالم من تراكم النفايات لديها، وصعوبة التخلص منها، بعض الدول تلجأ إلى أسلوب «المحارق» وهو الأسلوب الملوث للبيئة ويحقق أضرارا كبيرا، لكن في السويد فقد اختلفت التجربة بشكل كامل، إذ تسعى السويد إلى استيراد القمامة من الدول الأوربية لاسيما انجلترا والنرويج، بل وتعتبر هذا أحد أوجه نجاحات الحكومات المتعاقبة لديها تحديدا منذ اللحظة التي بدأت في استيراد القمامة فيها قبل 27 عاما أي في عام 1991.
 
في عام 1991 حين تم فرض ضرائب على شركات الكهرباء الخاصة لاستيرادها الوقود الإحفوري – البترول ومشتقاته – بدأت بعض الشركات في استخدام النفايات في توليد الطاقة، وبمرور الوقت أصبحت 99% من نفايات السويد يتم استخدامها إما في إعادة التدوير أو إنتاج الطاقة، بينما لا يتم التخلص سوى من 1% فقط من النفايات، بعدما كانت النسبة سابقا 38% فقط يتم تدويرها قبل ذلك.
 
ولأجل هذا الغرض أنشأت السويد محطات لإعادة التدوير في أحياء عدة لا تزيد مساحة المحطة الواحدة منها عن 300 متر فقط، وذلك بحسب المنشور على موقع «الجمعية الوطنية السويدية لإدارة النفايات»، وفى عام في عام 2016، تم تحويل 2.3 مليون طن من النفايات المنزلية إلى طاقة من خلال الاحتراق، أي حوالي نصف مجموع النفايات المنزلية، كما لجأت السويد في عام 2015، لاستيراد 2.3 مليون طن من النفايات، من بينها النرويج وانجلترا وأيرلندا.
 
واحتاجت السويد في البداية إلى رفع الوعي بأساليب «فصل النفايات» لدى المواطنين، ما أدى في النهاية إلى أن كل أسرة تقوم بفصل هذه النفايات بنفسها، فهناك أماكن خاصة لإلقاء البلاستيك، المعدن، الزجاج، الأجهزة الكهربائية، المصابيح الكهربائية، كما تعمل على فصل نفايات الطعام. ويتم إعادة استخدامها في تحويلها إلى سماد.
 
واستطاعت السويد إنتاج الطاقة الكهربائية عبر 50% من النفايات المنزلية، أما الرماد الناتج عن الحريق فيتم استخدامه في صناعات البورسلين والبلاط ورصف الطرق، ليتبقى 1% فقط من الجزء المحروق وهو الذي يتم التخلص منه، أما الدخان الناتج من محطات حرق النفايات فيتم تنقيته عبر مرشحات معينة تستطيع أن تتخلص من آثاره السامة بنسبة 99.9%.
 
العديد من الشركات السويدية أيضا انضمت هي الأخرى إلى الجهد القومي والوطني من أجل تقليل النفايات، فشركة H&M للملابس مثلا أعلنت قبولها أنها ستتلقى الملابس المستعملة من العملاء مقابل الحصول على كوبونات للخصم، أما شركة Optibag لجمع القمامة فقد طورت ماكينة يمكنها فصل أكياس النفايات الملونة عن بعضها البعض. بحيث يرمي المواطن الطعام في كيس أخضر، ويرمى المعادن والزجاج في كيس أحمر، وتقوم الماكينة بفرز الأكياس تلقائيًا. بهذه الطريقة.
 
على غرار ما اتجهت إليه «السويد» فإن مصر هي الأخرى تتجه إلى عملية التدوير بخطى متسارعة، حيث تتجه الحكومة إلى المزيد من الخطوات في هذا الاتجاه حيث أن مصر تنتج سنويا 22 مليون طن من المخلفات، كما أقر مجلس الوزراء تعريفة لشراء الطاقة المولدة من المخلفات بأنواعها.
 
 
 
 
 
 
 
soutalomma
زر الذهاب إلى الأعلى