آراء

نزار العوصجي: ايها العرب ، لا تتوهموا

تشير الدلائل كافة إلى إن من خطط لتدمير الامة العربية هم الفرس المجوس في إيران الشر ، التي يتأصل في داخلها حقد تأريخي تمتد جذوره الى أكثر من 1400 عاماً ، هذا الحقد المتأصل فيها دفعها الى اقناع الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ليشنوا حرباً قذرة على حماة البوابة الشرقية ، مبتدئين بالعراق ، وسط رضى وقناعة تامة للكيان الصهيوني ، الذي يمني النفس بزوال الامة العربية برمتها من الوجود ، لهذا وجدوا ضالتهم فيما يخطط له الفرس ، بما يتطابق تماماً مع مصالحهم وطموحاتهم ، من دون ان يتدخلوا مباشرة في ذلك بإي شكل من الاشكال ، او يخسروا شيئاً من قوتهم وقواتهم وامكانيتاتهم المادية ..

لم تكلف قوى الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة انفسهم اي عناء لاختلاق الذرائع التي تخولهم ارتكاب جريمة غزو العراق ، في ظل وجود عملاء إيران الذين زيفوا وزوروا الحقائق ، من خلال ترويج اكذوبة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل ، واحتضانه لتنظيم القاعدة ، والتي ثبت فيما بعد بطلانها وعلى لسان قادتهم ، كما لم يجد الغزاة صعوبة في اختراق صفوف المقاتلين ، بعد ان تم شراء ذمة من يصدر الفتوى بعدم قتالهم بمبلغ بخس ، يوازي خستهم وخيانتهم للعراق وشعبه ، حيث تم هذا الامر بتوجيه من سيدهم الولي السفيه ، لتبدء عملية تدمير البنية الاخلاقية والعقائدية وقيم العروبة والانتماء للوطن والأمة ، قبل المباشرة بتدمير البنية التحتية للبلاد ..

لم يدخر ( بعض ) العرب وسعاً في تقديم كافة التسهيلات لقوات الغزو ، بل وتجاوزا الامر ليكونوا جزء من تلك القوات الباغية التي عمدت الى تدمير العراق ، بعد ان خال عليها المشهد الذي صور لهم خطر النظام الوطني على دول المنطقة ، هذا المشهد المسرحي الذي كتب بايدي فارسية ، ليلقى قبولاً لدى قادة بعض الانظمة العربية ، التي باتت اليوم تترحم على قيادات النظام الوطني العراقي ، بعد ان استشعروا عن قرب خطر التمدد الفارسي في جسد الامة العربية ، وبعد ان تيقنوا من ذلك ولم يجدوا امامهم ناصراً او معين ، التجئوا الى قبول سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ليقولوها بصريحة العبارة اننا لسنا اعداء لكم ، بل اصدقاء نفعل كل ما تأمرون به ، لذا عليكم استثنائنا من المخطط التوسعي الإيراني ..

تلك هي الحقيقة كما حصلت دون تزييف ، والايام القادمة كفيلة بتوضيح وكشف معالم هذه المؤامرة وهذا الانبطاح للعيان ، لهذا نقول لكل من له إذنين تسمع : ايها العرب ، ايها العرب ، ايها العرب لا تتوهموا ولا تمنوا انفسكم بأمل لن يتحقق ، فالغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة لا يكنون العداء لإيران مطلقاً ، والصهاينة لا يضمرون الشر لها على الاطلاق ، بل على العكس فقد وجدوا فيها ضالتهم التي ينشدونها وما يبتغون ، لذا فان عدوكم الأول هي إيران الشر ونظامها المجوسي ، ولقد أُعذِرَ من انذر ..
ها أنا قد بلغت ، اللهم فاشهد …

زر الذهاب إلى الأعلى