مقالات رئيس التحرير

د. علي الجابري : ما بين الذئاب الحاقدة .. والذئاب الهاربة؟!

 

الذئاب الحاقدة

 

كانت أشبه بالحلم الذي تحول الى حقيقة مليئة بالتحديات والمصاعب .. هكذا ولدت صحيفة "يورو تايمز" في خضم الحاجة لوجود وسيلة إعلامية سويدية ناطقة بالعربية، تضع المهاجرين العرب في قلب الاحداث، وتنقل لهم الحقيقة بدون تزييف أو ميول حزبية او سياسية أو دينية ، بالاستعانة في أجواء الحرية المفتوحة التي نعيشها في السويد أو بلدان أوروبا الاخرى التي تمكنا من الوصول اليها في وقت قصير، حيث باتت "يورو تايمز" توزع في أكثر من دولة أوروبية.

لم نعاني من أية مشكلات مع القانون والسلطات الحكومية لاننا في بلد يتميز بإنه أول بلدان العالم التي أقرت قانوناً لحرية الاعلام. لكن مشكلتنا الوحيدة التي عانينا منها ووقفنا بوجهها بثبات دون مواربة أو مجاملة أو خوف، هو محاولات بائسة من "الحزبيين" و "المتأسلمين العرب" من "الذئاب الحاقدة" .. فهؤلاء الذي لجئوا الى السويد بذريعة الهرب من القمع والكبت والديكتاتورية كانوا يحاولون حرف مسار الصحيفة لما تشتهي سفنهم، او محاربتها بشتى الوسائل لكي لا تنقل الحقيقة للقارئ.

خابت مساعيهم وبقيت "يورو تايمز" صوتاً مدوياً بالحقيقة ، متمسكة بشعارها الذي عاهدت نفسها على تحقيقه وهو "حرية الصحافة .. حدودها السماء".

وفي عامنا الجديد نقول لكل من يمارسون ضغوطاً لوقف مسيرة "يورو تايمز" اننا مستمرون ، لا نكل ولا نمل ، ولا نخشى في قول الحق لومة لائم .. حتى يدرك الجميع اننا نمارس عملنا الاعلامي بحرية لا أفق ولا حدود لها لنكون صوتاً للناس ، ومصدراً للحقيقة التي لا تغطيها غرابيلهم السود التي تحاول ان تفرض علينا رقابة حزبية ضيقة.. وعلى كل من يحاول محاربة حرية الاعلام أن يذهب الى حيث أتى في بلدان الديكتاتورية وقمع الحريات وفرض الرأي الواحد لان "يورو تايمز" ستقض مضاجعكم في قادم الايام حتى ترعووا وتدركوا أن لا صوت يعلو فوق صوت الحقيقة.

شكراً لكل من ساندنا في عامنا الاول .. شكراً لكل الاصوات الشريفة التي وقفت بوجه المحرضين .. شكراً لكل من وقف ضدنا من تحت الطاولة، لانه عزز فينا روح التحدي والنجاح .. شكراً للزملاء الصحفيين الاحرار في "يورو تايمز" الذين عملوا متطوعين من أجل تحويل هذا الحلم الى حقيقة.

وفي عامنا الجديد سوف نصل الى دول أوروبية أخرى من أجل ان تكون الصحيفة بيد أكبر عدد من القراء من المهاجرين العرب.

 

 

الذئاب الهاربة

 

كثر الكلام عن عودة ذئاب داعش الهاربة من سوريا والعراق الى السويد والعديد من الدول الاوروبية. والخلاف الكبير الان حول كيفية التعامل معهم .. بين إدانتهم كمجرمي حرب، وبين التعامل معهم كمواطنين عائدين لاوطانهم بعد ان غُرِر بهم للالتحاق بمنظمات إرهابية متطرفة .. ويبدو من خلال ما اعلنه الباحث السويدي الشهير "رانستورب ماغنوس" أنه لا توجد قوانين تحاكم جميع من كانوا في "أرض الخلافة" المزعومة إلا إذا توفرت أدلة أو وثائق في هواتفهم أو إتصالاتهم تثبت تورطهم في إرتكاب جرائم حرب أو إبادة؟! وهذه إشكالية خطيرة ربما تدفع ثمنها العديد من بلدان اوروبا بعد ان قرر تنظيم داعش الارهابي نقل معركته الى أوروبا وتنفيذ عمليات إرهابية متفرقة في بلاد الغرب ؟! بالاستفادة من "الذئاب الهاربة" التي أخشى ما أخشاه ان تبدأ بالتكاثر بعد عودة المئات من هؤلاء القتلة ، الذين يمتلكون قدرة كبيرة على الاجرام وتجنيد الاتباع. ولا ننسى ما إعلنه جهاز الامن السويدي "سيبو" حول إرتفاع عدد المؤيدين للتنظيمات الارهابية المتطرفة في السويد في الفترة الاضية ، مع عدم وجود رادع قانوني حقيقي لهم ، بإعتبار ان الميول السياسية والدينية والرأي لا يمكن ان يتم بسببها تجريم المتطرفين ما لم يرتكبوا جريمة ملموسة ؟! وعلى السويد ان تتحضر جيداً للمئات من المتطرفين والقتلة العائدين وهم يحملون "عقداً" وأمراضاً نفسية لا حصر لها ، وهي أسباب كافية لدفعهم على الانتقام متى ما حانت لهم الفرصة. ولات حين مندم ؟!

 

رئيس تحرير صحيفة يورو تايمز  ورئيس اتحاد الصحفيين العرب في السويد

زر الذهاب إلى الأعلى