فرنسا: تفكيك شبكة تهريب تؤمن معدات رحلات الهجرة إلى بريطانيا ورئيسها مازال طليقاً

أصدرت يوم الجمعة الماضية، محكمة فرنسية حكمها بالسجن على خمسة أشخاص لمشاركتهم في شبكة تهريب، متخصصة في توفير وتسليم المعدات البحرية اللازمة لرحلات الهجرة غير الشرعية، من شمال فرنسا إلى المملكة المتحدة عبر بحر المانش.

حكمت محكمة بولوني سور مير، يوم الجمعة 4 تشرين الثاني/نوفمبر، على خمسة أشخاص لمشاركتهم في شبكة لتهريب المهاجرين من سواحل شمال فرنسا إلى المملكة المتحدة، بين نهاية العام الماضي وصيف 2022.

وحُكم على ثلاثة رجال وامرأتين، جميعهم اعتقلوا في أيلول/سبتمبر الماضي، بالسجن لمدة تتراوح بين 18 شهرا وعامين مع وقف التنفيذ.

وكشفت التحقيقات أن حوالي 20% من القوارب التي انطلقت من السواحل الفرنسية هذا العام كانت عبر هذه الشبكة، التي نظمت رحلات عبور لحوالي 2,600 شخص تمكن 1,500 منهم من الوصول إلى البر البريطاني.

أكبر عملية مصادرة

بدأت هذه الشبكة عملها في مهجع يقع في ضواحي مدينة ليل شمال فرنسا، حيث كانت تحضر وتخزن أدوات الملاحة.

وصادرت الشرطة 80 صندوقا، يحتوي كلا منهم على قارب قابل للنفخ وأربع عبوات وقود و40 سترة نجاة ومنفاخ. وتعد تلك أكبر عملية مصادرة لمعدات بحرية في فرنسا.

كما تبين أن هذه المعدات مصنوعة في ألمانيا وهولندا، وتُنقل إلى مدينة ليل، ومنها إلى سواحل شمال فرنسا عبر شبكة تضم حوالي 30 سائقا.

ويشدد المدعي العام على أهمية دور السائقين في هذه الشبكة، التي “لا يمكن أن تعمل دون خدماتهم”، ووصف عمل هذه الشبكة بالمنظم و”جيد الإدارة”، حيث يكون لكل فرد دوره.

رئيس الشبكة لا يزال طليقا

وفقا للتحقيقات، أغلب هؤلاء السائقين في العشرينات من العمر وكانوا يقومون بعمليات التوصيل أثناء الليل، بناء على رسائل نصية تصل على هواتفهم وتتضمن مواقع الأماكن التي يجب إنزال الشحنات بها.

محامي الدفاع من جهته، قال إن السائقين لم يكونوا على علم بأن تلك المعدات مرتبطة بعمليات تهريب، وقال إن “هؤلاء شباب لا يطرحون أسئلة (…) القوارب ليست مثل المخدرات أو المال، يقولون إنهم لا يعرفون أنه من غير القانوني حملها”، حتى أن أحدهم كان يعتقد بأنه يعمل مع جمعية إنسانية.

مقابل كل رحلة، حصل السائق على مبلغ يتراوح بين 200 إلى 300 يورو، لكن ورغم أن هذه المبالغ ليست كبيرة إلا أن القضاء الفرنسي يشير إلى أن عملهم “استمر لعدة أشهر”.

ومع ذلك، لم يتم القبض على الرئيس المنظم للشبكة، وهو رجل يشتبه في أنه جمع عدة ملايين يورو. ما أثار استنكار محامي الدفاع الذي قال “لا يمكنك إنهاء اللغز إذا لم يكن لديك كل القطع”.

ولا تزال مساعي الشرطة الفرنسية في تفكيك شبكات التهريب والقبض على المهربين مستمرة. إذ فككت شبكة تهريب تركز عملها شمال فرنسا في أيلول/سبتمبر الماضي، وألقت القبض على ستة أشخاص يتحدرون من العراق والسودان وأفغانستان وفرنسا.

وبحسب أرقام الحكومة أقدم هذا العام نحو 40 ألف شخص على عبور المانش من البر القاري لأوروبا إلى بريطانيا.

ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، لقي أكثر من 200 شخص حتفهم أو فُقدوا، في البحر أو على البر، أثناء محاولتهم للوصول إلى المملكة المتحدة من الساحل الشمالي لفرنسا منذ عام 2014، من بينهم 27 شخصا خلال يوم واحد في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2021.

مهاجر نيوز