آراء

روبرت ملحم: تشرين.. ندم المقاطعة او صدمة النتائج؟

أفرزت نتائج الانتخابات التشريعية العراقية الكثير من الخلافات وادخلت العراق في نفق مظلم بين المعارض المشكك بنزاهتها من جهة والملتزم بالصمت من الفائزين بمقاعد مقبولة.

رغم إعلان شريحة كبيرة من النشطاء والاعلاميين وخاصة الأكثر تأثيرا في الحراك التشريني عن مقاطعتهم للانتخابات وعدم الاعتراف بها واعطائها الشرعية كونها لم تاتي حسب مطالبتهم من جهة، واجرائها في ظل انتشار السلاح المنفلت للميليشيات والفصائل المسلحة، إلا وفي خطوة مفاجئة تمكن ناشطون من التشرينين ضمن قائمة ( امتداد ) من الحصول على 10، كما استطاع عدد آخر من المستقلون أن يشكلوا اختراقا كبيرا بحصولهم على ما يقارب 20 مقعدا.

الحراك التشريني جاء بنتائج لم يتخيلها الشارع الشيعي وخاصة مناطق وسط والجنوب التي شهدت خروج الكثير من ابنائها في احتجاجات صاخبة معترضة على سوء المعيشة والخدمات و البطاله تحت عنوان ( نريد وطن ) وبعدها ارتفعت المطالب على إسقاط النظام وتغيير عدد من فقرات الدستور مما أجبرت حكومة ( عادل عبد المهدي ) الى الاستقالة المتهمة بارتكابها جرائم ضد المحتجين بسقوط أكثر من 800 شهيد وما يقارب من 27 الف مصاب بينهم أكثر من 6 آلاف مصاب بإعاقة دائمة.

نتيجة الإعلان عن النتائج الاولية للانتخابات التشريعية العراقية اندلعت الخلافات بين الكتل السياسية الشيعية وخاصة الموالية لايران تحت مسمى الإطار التنسيقي، والكتلة الصدرية بقيادة الرجل الديني الشيعي مقتدى الصدر الفائزة في الانتخابات.

من جهة الإطار التنسيقي ذو الغالبية من فصائل المقاومة والميليشيات مع الحشد الشعبي المعارض على نتائج الانتخابات بسبب الخسارة الفادحة التي هزم فيها نتيجة خطابه السياسي المستهلك واهماله لافراد الحشد وعوائلهم والمعانات التي يمرون بها من الفقر والحرمان وسوء المعيشة وخاصة عوائل الشهداء بعد انتهاء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامي داعش.

التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر والفائز بالغالبية المقاعد البرلمانية في الانتخابات يحاول تشكيل حكومة أغلبية وطنية بقيادته وبالتحالف مع الكتل السنية والكردية في محاولة تهميش كتل الإطار التنسيقي منفردا بالسلطة و متحملا جميع عواقب النجاح أو الفشل حسب ادعائه.

كاتب وصحفي من العراق

زر الذهاب إلى الأعلى