عدد العمال الأوروبين في المملكة المتحدة يضرب رقما قياسيا
لندن-خاص
سجل عدد مواطني الإتحاد الأوروبي العاملين في المملكة المتحدة رقما قياسيا، مدفوعا بزيادة كبيرة في عدد المواطنين البلغاريين والرومانيين الذين وجدوا وظائف، بحسب صحيفة الفايننشال تايمز الصادرة الخميس.
وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة في لندن أن عدد العاملين من الإتحاد الاوروبي في بريطانيا يقدر بحوالي 2.37 مليون بين أبريل ويونيو من هذا العام، بزيادة 126 ألف عن نفس الفترة من عام 2016، وهو أعلى رقم منذ أن بدأت تدوين البيانات قبل عقدين من الزمان.
وهذا يشير إلى أن قرار المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد الأوروبي لم يكن له بعد تأثير كبير على عدد الأوروبيين في سوق العمل.
ويعزى هذا الإرتفاع جزئيا إلى الزيادة الحادة في عدد العاملين من بلغاريا ورومانيا، التي زادت بأكثر من الربع إلى 337 ألف خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
وقد أزدادا تدفق العمال من هذين البلدين منذ منح مواطنيهما حق الوصول الكامل إلى سوق العمل في المملكة المتحدة قبل ثلاث سنوات.
وعلى النقيض من ذلك، إنخفض عدد العاملين من ثماني دول من أوروبا الشرقية بما في ذلك بولندا وليتوانيا ولاتفيا- الذين تمكنوا من العمل في المملكة المتحدة منذ إنضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004 – من أكثر من 1 مليون شخص في الربع الثاني من عام 2016 إلى 997 ألف شخص في نفس الفترة من هذا العام.
ووفقا للإحصاءات الأخيرة، فقد فقد رتفع عدد العمال من 14 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا بشكل طفيف من 947 ألف إلى ما يزيد قليلا على مليون شخص.
وأكد الإحصائيون أنه على الرغم من إرتفاع عدد العمال من مواطني الاتحاد الأوروبي في وبريطانيا، فإن معدل النمو قد تراجع بشكل ملحوظ خلال الفصول الثلاثة الماضية.
وقال مات هيوز، كبير إحصائيي سوق العمل في مكتب الإحصاءات الوطنية: "لا يزال عدد العمال المولودين في أماكن أخرى في الاتحاد الأوروبي في إزدياد، ولكن معدل التغير السنوي قد تباطأ بشكل ملحوظ".
وأوضح مكتب الإحصاءات الوطني أيضا أن التقديرات تتعلق على عدد الأشخاص العاملين، ولا ينبغي أن تستخدم كدليل لتدفقات المهاجرين الأجانب إلى البلد.
وفي حين أن البيانات لا تشير إلى نوع الوظائف التي يقوم بها مهاجرون من الاتحاد الأوروبي، فإن بحثا منفصلا أجراه معهد تشارترد لشؤون الموظفين والتنمية يبين أن حوالي ثلث هؤلاء الذين ينتمون إلى ثماني دول أوروبية في أوروبا الشرقية (EU8) ورومانيا وبلغاريا (EU2) انخرطوا في مهن إبتدائية مثل التنظيف والبناء والمواد الغذائية.
و يعمل ما لا يقل عن نصف مواطني تلك الدول أكثر من 40 ساعة في الأسبوع، مقارنة مع 15 في المئة من الموظفين البريطانيين.
وتعليقا على البيانات، قال جيروين ديفيز، محلل سوق العمل في مركز سيبد، إن المخاوف الأولية بشأن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على عمال الاتحاد الأوروبي ربما تكون مبالغة.
وقال "ربما ليس من المستغرب ان الاقتصاد البريطاني لا يزال يولد عددا كبيرا من الوظائف، وان مستوى الاجور الممنوحة للعمال الرومانيين والبلغاريين لا يزال كبيرا مقارنة بما سيحصلون عليه في وطنهم".