عباس الاسدي : ماذا بعد إطلاق سراح المختطفين القطريين في العراق وما دور الحكومة؟
عندما نقول ان العراق عبارة عن ساحة يتغالب فيها من يحمل السلاح لتنفيذ اجندات،ينزعج البعض ويمتعض ويبدأ يصنفنا على اننا دواعش وبعثيين ويطلق شتى انواع التهم، وعندما نُقدم ادلة على مانذكره تبدأ التبريرات المريضة المُنطلقة من دوافع مذهبية ضيقة لاينفع تغطيتها بثوب الوطنية او المعاملة بالمثل لانه لو المقصود هذا فعلا لكان يجب ان يتم التعامل به مع الجميع بدون انتقائية، ضجت الاخبار العراقية والعربية بخبر اطلاق سراح الصيادين القطريين المختطفين في العراق منذ اكثر من عام وكالعادة فالحكومة العراقية اكتفت وقت اختطافهم بتصريحات اعلامية ووعود فارغة باتخاذ اجراءات لازمة لاطلاق سراحهم.
مايجذب الانتباه اليوم هو بيان وزير الداخلية حين قال "أثمن جهود رئيس الوزراء بإدارة ملف إطلاق سراح القطريين المختطفين في العراق".
لذا نسال السيد وزيرالداخلية ورئيس الوزراء المُثمنة جهودة في اطلاق سراح المختطفين هل تمت محاسبة المختطفين؟هل سيتم الاعلان عن الجهة الخاطفة؟ هل بامكانكم ايقاف مثل هكذا حالات اوصلت سمعت العراق الى الحضيض؟ ماهو موقفك ياسيادة الوزير وانت تتحدث عن الجهود المبذولة بادارة ملف اطلاق سراح المختطفين والعالم ينظر لكم وكأنكم تتحدثون عن ملف دبلوماسي او موقف سياسي لا عن حادث ارهابي مرغ أنف السيادة العراقية؟ التي لطالما مرغتها سياستكم، هل الارهاب وسحق هيبة البلد تُعامل من قبلكم بسياسة هادئة ومفاوضة؟ لماذا لم يتم استخدام الاجهزة الاستخبارية والامنية لاطلاق سراحهم ليتاكد الشعب والعالم ان العراق بلد قادر على ضبط الامن وانهاء اي ازمة كهذه.
لكن ليس هذا مبتغاكم سيادة الوزير بل المُبتغى ان يكون البلد ساحة لتصفية الحسابات لصالح توجهاتكم الطائفية وما حصل من اطلاق سراح المختطفين القطريين مقابل اطلاق سراح محتجزين تابعين لحزب سياسي عند فصائل سورية مسلحة مقابل اطلاق سراح القطريين في العراق خير دليل انكم اداة بيد الغير.
المبتغى هو اطلاق العنان للبنادق السائبة ان تصول وتجول وتعمل ماتشاء على الاراضي العراق وتستترون خلفها والاماذا يعني ان تتحرك مجموعة بعجلاتهم وسلاحهم ويختطفون سواح ويحتفظون بهم لاكثر من سنة وانتم غير ابهين.
لو كان عدد الخاطفين خمسة او عشر اشخاص لاقتنعنا انهم مجموعة صغيرة يسهل عليها التنقل والتخفي لكن عدد الخاطفين مئة شخص والمختطفين ست وعشرون شخص دخلوا للعراق بصورة رسمية فماذا يفسر غير انه توافق بين الحكومة والسلاح المنفلت لاجراء هكذا عمليات.
مثل هذه الحوادث تكررت كثيرا منها اختطاف رئيس مجلس محافظة بغداد واختطاف نائب وقتل من معه وتركه في الشارع واختطاف الصحفية افراح شوقي وجميعها تمت بعجلات وسلاح حكومي امام مرأى القوات الامنية المنتشرة ليل نهار في شوارع بغداد وكنا ايضا نشاهد كيف يُطلق سراح هؤلاء وغيرهم بوساطات حكومية لكن لا نسمع عن محاسبة المنفذين ولا الكشف عنهم ومثل هكذا اجراءات حكومية ماهو الا تأييد لاولئك المسلحين واعتراف بدورهم.
أي مظهر سيكون عليه العراق امام العالم وما هو موقف السيادة التي صدعتم رؤوسنا بها في الاعلام.
المضحك ان حدث اطلاق سراح المختطفين تزامن مع زيارة عمار الحكيم لمصر ودعوته للمثقفين العرب لزيارة العراق ماذا سترد لو سألك المثقفين الذين دعوتهم عن اختطاف القطريين في العراق هل ستقول لهم انهم كانوا في ضيافة العراق ام ستخبرهم اننا نبذل جهود تفاوضية مع حكومة الظل الخاطفة لاقناعها باطلاق سراح المختطفين؟
بغض النظر عن هوية المختطفين سواء كانوا قطريين او من جنسية اخرى فهو حادث ارهابي ولا يمكن ان يقال الا انكم شركاء في ذلك الارهاب وفي ضياع العراق اكثر لارضاء جهات خارجية تقودكم كالانعام بل انتم اضل سبيلا.