الشرطة السويدية تتقمص دور المشترين لكشف الأطفال المعرضين للإستغلال الجنسي
يورو تايمز / ستوكهولم
باشرت الشرطة في المنطقة الجنوبية (Polisregion Syd) العمل بأسلوب جديد يهدف إلى حماية الأطفال والقاصرين من الوقوع في براثن الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، وذلك من خلال قيام ضباط متخصصين بتقمّص شخصية مشتري خدمات جنسية بهدف الوصول إلى الأطفال الذين قد يعرضون أنفسهم لمثل هذا الخطر. ووفق المعلومات المتاحة، فقد تمكنت الشرطة حتى الآن من تحديد أربعة أطفال معرضين للاستغلال.
وأكد الشرطي كريستيان أبراهامسون، رئيس مجموعة التحقيق في الجرائم الجنسية ضد الأطفال عبر الإنترنت في المنطقة الجنوبية، أن الهدف من الأسلوب الجديد وقائي بحت، ويهدف إلى التدخل المبكر قبل وقوع أي اعتداء. وأشار إلى أن الأطفال الذين يتم رصدهم غالبًا ما يكونون أشخاصًا في وضع هشّ ويعرضون أنفسهم على الإنترنت أو مواقع الـ”سُكَر ديتينغ” مقابل مقابل مادي.
وأوضح أبراهامسون أن الفرق الشرطية تتصرف كما لو كانت مشترين محتملين، وتدخل في محادثات مفتوحة مع القاصرين الذين يبادرون بنشر محتوى يشير إلى استعدادهم لتقديم خدمات جنسية مقابل المال، دون أن تكشف الشرطة هويتها في هذه المرحلة. وقال: “هناك شعور بالخزي والذنب لدى الطفل عند اكتشاف الأمر، لكن علينا نحن البالغين أن نتحمل المسؤولية، فعدم التدخل قد يعرضهم لمخاطر أكبر بكثير لاحقًا.”
وأضاف أن هذا الأسلوب لا يشبه حالات الاستدراج (grooming) التي يقوم فيها الجاني بخداع الطفل، بل يعتمد على مراقبة الحالات التي يعرض فيها الطفل نفسه بشكل مباشر. وأكد أن العملية خضعت لمراجعة قانونية دقيقة، وأن الفائدة المتوقعة تفوق أي مخاطر محتملة.
وعندما تقرر الشرطة اتخاذ الخطوة التالية، يتم تحديد موعد لقاء مع الطفل، وعندها يتولى أحد ضباط الشرطة المحليين—مع ممثلين عن الخدمات الاجتماعية—التواصل المباشر مع الطفل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي له.
ويقول أبراهامسون إن ردود الفعل تكون قوية عادة عند مواجهة الطفل، لكنه يؤكد أهمية تلك اللحظة: “الطفل أو الشاب يتأثر بشدة عند اكتشاف الأمر، لكن تجاهل المواجهة سيؤدي إلى وضع أسوأ بكثير لاحقًا.”
المصدر: SVT Nyheter – Polisen imiterar sexköpare för att upptäcka unga i prostitution
