كشف المستور

ألمانيا تحبط مخطط “مواطني الرايخ” لتنفيذ أنقلاب وروسيا تنفي علاقتها بالمجموعة المتطرفة

أعلن المدّعون الفيدراليون الألمان، أمس الأربعاء، القيام بعمليات دهم في أنحاء البلاد واعتقال 25 شخصاً من أفراد مجموعة إرهابية من اليمين المتطرف يشتبه بتخطيطها لشن هجوم على المؤسسات الدستورية في البلاد، خصوصاً البرلمان، فيما نفت روسيا أي علاقة لها مع جماعات إرهابية.
وأسفرت العملية عن اعتقال 25 شخصاً في جميع أنحاء البلاد. وأعلن المدعون في بيان أنّه يُشتبه خصوصاً في أنّ هؤلاء «قاموا باستعدادات ملموسة لاقتحام البرلمان الألماني بعنف مع مجموعة صغيرة مسلحة».

وقال وزير العدل ماركو بوشمان في تغريدة عبر تويتر «نشك في أنه تمّ التخطيط لهجوم مسلّح على الهيئات الدستورية»، مشيراً إلى «عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب». وشارك أكثر من ثلاثة آلاف عنصر بينهم وحدات النخبة لمكافحة الإرهاب في العمليات التي نُفذت في ساعة مبكرة صباحاً قاموا خلالها بتفتيش أكثر من 130 عقاراً، في ما وصفتها وسائل إعلام ألمانية بأنها واحدة من أكبر عمليات الشرطة التي شهدتها البلاد. وإلى جانب الاعتقالات، استهدف التحقيق 27 شخصاً آخر يشتبه في انتمائهم لخلية إجرامية، وفقاً للنيابة. وأوقف اثنان من المعتقلين ال25 في النمسا وإيطاليا أحدهما ضابط سابق يبلغ من العمر 64 عاماً في الجيش الألماني تربطه صلات بالشبكة الإرهابية، واعتُقل في فندق في وسط مدينة بيروجيا الإيطالية، حيث جرى العثور على «مواد ذات صلة بالنشاط الهدام» للمنظمة. وقال المدعون إنّ «المتهمين يجمعهم رفض عميق لمؤسسات الدولة والنظام الأساسي الحر والديمقراطي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية، الذي غذى لديهم مع مرور الوقت قراراً في القضاء عليها مؤسسات الدولة عبر العنف والشروع في أعمال تحضيرية ملموسة لهذا الغرض». وتم خصوصاً استهداف حركة ألمانية معروفة باسم «رايخسبرغر» (مواطنو الرايخ)، يشترك أعضاؤها في رفض نظام الدولة، ولا يعترفون بمؤسساتها ولا يطيعون الشرطة، كما أنهم لا يدفعون الضرائب… ويصرون على أن الإمبراطورية الألمانية لا تزال قائمة، وذلك على أساس دستور عام 1871. وذكرت الحكومة الألمانية في بيان، أن عملية الدهم ضد «حركة مواطني الرايخ» كانت ناجحة وهذا دليل على أن دولتنا في حالة تأهب. وأشارت وزارة الدفاع الألمانية تعليقاً على اعتقال جندي ألماني، إلى أنه لا تسامح بشأن أي تطرف في الجيش، وقوات الأمن تبحث أي علاقة محتملة لروسيا بالمخطط الذي كشف عنه أمس. 
ونقلت صحيفة ديرشبيغل الألمانية عن مصادرها أن القوات الألمانية الخاصة تعمل في وقت واحد في 11 من أصل 16 ولاية فيدرالية ألمانية. وأضافت الصحيفة أنه جرت أعمال تفتيش في أكثر من 130 منزلاً ومكتباً ومبنى آخر.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحتجزين كانوا يخططون للإطاحة بالحكومة الفيدرالية وخطف وزير الصحة لاوتيرباخ.
وفي موسكو، أعلن الكرملين أنه لا يمكن الحديث عن أي تدخل روسي في التحضير لانقلاب ألمانيا، فهي مشكلة داخلية لا شأن لروسيا بها، بينما نفت السفارة الروسية في برلين أي علاقة مع مجموعات إرهابية من اليمين المتطرف في ألمانيا. أو أي اتصالات مع ممثلي جماعات إرهابية أو كيانات غير شرعية أخرى. وقالت إنها لم تتلق إخطاراً بشأن توقيف مواطنة روسية في إطار قضية «التحضير لتنفيذ انقلاب في ألمانيا».
وقال ممثل عن السفارة «لم تتلق السفارة الروسية في ألمانيا حتى الآن إخطاراً من الجانب الألماني بشأن توقيف مواطنة روسية في إطار عملية مداهمة الشرطة الألمانية قضية الانقلاب في ألمانيا».
 (وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى