في أعقاب أعنف صيف في السويد ، قررت الفتاة السويدية غريتا ثونبرغ المضي في الإضراب المدرسي أمام البرلمان لجعل السياسيين يتصرفون فهي لن تهتم بالمدرسة أبدا إذا لم يهتم السياسيون بالحقائق
دفع هذا الإدراك البسيط غريتا ثونبرج ، البالغة من العمر 15 عاماً ، إلى الاحتجاج بأكثر الطرق فعالية فهي ترفض الذهاب إلى المدرسة للفت الانتباه إلى أزمة المناخ.
استحوذ احتجاجها على خيال بلد ضربته موجات حرارية وحرائق غابات في صيفها الأكثر سخونة منذ أقدم سجلات قبل 262 سنة.
في كل يوم لمدة أسبوعين ، كانت ثونبرج تجلس بهدوء على الحجارة المرتفعة خارج البرلمان في وسط ستوكهولم ، توزع منشورات تقول: "أنا أفعل ذلك لأنكم لا تهتمون لمستقبلي".
ثونبرج فتاة صغيرة مع ابتسامة عابرة وصغيرة ، هي ليست قائد نمطي من قادة الثورة والتغيير في واقع أزمة المناخ .
تقول ثونبرج "أنا أفعل هذا لأن لا أحد آخر يفعل أي شيء"، وتقول: "من مسؤولياتي الأخلاقية أن أفعل ما أستطيع"، "أريد من السياسيين أن يعطوا الأولوية لمسألة المناخ ، وأن يركزوا على المناخ وأن يتعاملوا معه كأزمة".
عندما يخبرها الناس أنها يجب أن تكون في المدرسة ، فإنها تشير إلى الكتب المدرسية في حقيبتها. وتقول : "لدي كتبي هنا" ، بلغة إنجليزية ممتازة لا تشوبها شائبة، "ولكنني أفكر أيضاً: ما الذي أفتقده؟ ماذا سأتعلم في المدرسة؟ لم تعد العلوم والحقائق مهمة ، فالساسة لا يستمعون إلى العلماء ، فلماذا عليّ أن أتعلم؟.
قد يكون احتجاج ثونبرج مفاجئًا لأي شخص يعرف السويد كبلد رائد في مجال المناخ ونصير للبيئة، هذا العام سنّت البلاد "قانون المناخ الأكثر طموحا في العالم" ، وتهدف إلى أن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2045 مع تحقيقها لأهداف مؤتمر باريس للمناخ عام 2015.
تقول ثونبرج : "هذا متأخر جدًا جدًا ، يجب أن نجد الحلول بشكل أسرع". "السويد ليست جنة خضراء ، لديها واحدة من أكبر آثار الكربون".
يريدها والداها التخلي عن احتجاجها والعودة إلى المدرسة، تقول ثونبرج : "أساتذتي في المدرسة منقسمون وحائرون". "لأن كأناس يعتقدون أن ما أفعله جيد ، لكن كمعلمين يقولون إنني يجب أن أتوقف".
أحد المدرسين الذين قاموا بالانضمام إلى احتجاجها هو بنجامين فاجنر ، 26 عاماً. ويتوقع أن يخسر ثلاثة أسابيع من اجرة عمله، وقد يخسر عمله نتيجة لإضرابه.
يقول فاغنر: "إن عدم قدرتنا على إيقاف التغير المناخي يشبه الجهود المبذولة لوقف الحرب العالمية الأولى – كنا نعرف منذ سنوات أن هذه الأزمة قادمة، لقد رتبوا جميع أنواع المؤتمرات ، لكنهم لم يمنعوا ذلك".
فاغنر يضيف : "غريتا مشاغبة ، فهي لا تستمع للكبار، لكننا نسير بسرعة هائلة نحو كارثة ، وفي هذه الحالة ، فإن الشيء الواعي والمعقول الوحيد هو أن تكون غير معقول.
هناك مؤشرات على أن المزيد من السويديين يستمعون لهذه الاحتجاجات، فقد كان حزب الخضر ، وهو شريك في حكومة ائتلاف يسار الوسط ، يعاني من ضعف في الاستطلاعات قبل أن تتعرض البلاد لأكثر من 60 حريق في الغابات، احتدمت لأسابيع بسبب الجفاف الذي لم يسبق له مثيل، الآن ارتفع دعم الحزب بنسبة النصف إلى حوالي 6٪.
جانين ألمريكسون ، عضوة في البرلمان عن حزب الخضر تقول: "إنني معجبة للغاية بشجاعة غريتا وإصرارها"، "لكنني أشعر بالحزن أيضاً لأنها تشعر أنها يجب أن تكون هناك ، الأحزاب السياسية في السويد لم تفعل ما يكفي". "وبفضل فصل الصيف الحار أصبح من الأسهل على الناس تخيل ما يمكن أن يعنيه تغير المناخ بالنسبة لنا وللآخرين في أوروبا إذا استمررنا في تجاهل ما يحدث".
خارج البرلمان ، انضمت ستيلا ديلي ، 45 سنة ، وهب مديرة فنية ، إلى الاحتجاج مع ثونبرج .
تقول ديلي: "أشعر وكأنني أموت في الداخل إذا لم أحتج". قد تكون السويد منظمة بشكل جيد لإعادة تدوير سلة المهملات ، على سبيل المثال ، ولكننا لا نفعل شيئًا لخفض كمية الزجاجات البلاستيكية والتغليف، نحن بحاجة إلى تغيير جذري ".
ثورة ثونبرج الخاصة لأزمة المناخ تسببت في اضطرابات في عائلتها. فقد تركت والدتها ، مغنية الأوبرا الشهيرة مالينا ارنمان ، مهنتها الدولية بسبب تأثيرات المناخ على الطيران.
تقول والدتها : "أجبرتنا غريتا على تغيير حياتنا" ، يقول والدها سفانتي. "لم يكن لدي أدنى فكرة عن المناخ، بدأنا النظر فيه والاهتمام أكثر ، قرأت جميع الكتب".
"كان معلموها يخبرونها بإطفاء الأنوار وتوفير الورق ، ثم الانتقال إلى نيويورك لقضاء عطلة". "بالنسبة لغريتا ، لم يكن هذا جيدا بما فيه الكفاية، الجميع يعتقد أنه يمكننا حل الأزمة بدون جهد ، دون التضحية"."أثناء إضرابها ، قامت بالكثير من الواجبات المدرسية وقراءة ثلاثة كتب" ، يقول والدها.
"من المفترض أن تكون في المدرسة، لا يمكننا دعم تحركها. لكننا نحترم أنها تريد اتخاذ موقف. يمكنها إما أن تجلس في المنزل وأن تكون غير سعيدة أو تتظاهر وتكون سعيدة".
غريتا تعاني من متلازمة أسبرجر، التي أثرت في الماضي على صحتها. وترى أن حالتها ليست إعاقة لكن هدية ساعدت على فتح أعينها على أزمة المناخ.
تقول غريتا: "أفضل شيء عن احتجاجي هو رؤية المزيد والمزيد من الأشخاص الذين حضروا إلى هنا". "لا أهتم إذا واجهت مشاكل في المدرسة. أعتقد أن شخصًا واحدًا يمكنه إحداث فرق".
Photos source: www.thelocal.se
