مقالات رئيس التحرير

د. علي الجابري : يوم لا ينفع مال ولا بنون .. ولا حزب الدعوة؟!

عندما إخترنا شعار "حرية الصحافة .. حدودها السماء"، ليكون منهجاً وإسلوباً وخارطة للطريق الذي قررنا ان نسلكه في صحيفة "يورو تايمز" منذ اليوم الاول لإنطلاقتها، كنا ندرك حجم المخاطر والتحديات التي يمكن ان تواجهنا عندما نرفع سقف حريتنا الى هذا المستوى الذي يزعج الكثيرين ممن ما زالت عقولهم وأفكارهم تقوم على أسس "التطبيل" و"التهويل" و"الانقياد" و"العبودية" لدين أو طائفة أو حزب أو فكر معين حتى وإن كان منحرفاً؟!

وكنا ندرك جيداً أن الكثير ممن هربوا من نيران العبودية والديكتاتورية، ما زالوا يتلذذون بممارستها فكراً وفعلاً ، بمجرد ان يمتلك بعضهم "مخالب" أو تطول "أظافره" لان حزبه تحول من "مظلوم" كما كان يدعي ، الى حزب يمارس الظلم والتسلط على الاخرين، لانه وصل الى الحكم في البلد الام.. 

وهكذا هم من يدعون انهم يمثلون حزب الدعوة الحاكم في العراق هنا في السويد او بعض البلدان الاوروبية، يرفضون تعلم مبادئ الحرية والديمقراطية الكبيرة رغم السنوات الطويلة التي عاشوها في السويد (البلد الذي أسس لمبادئ الديمقراطية في العالم وسن أول قوانينها)، كانوا يلعبون دور الضحية ويدعون المظلومية والان تحولوا الى "منافقين" و إنتهازيين" و "سراق للمال العام"، وتحولوا من (دعاة) الى "مدعين"، يزيفون الحقائق ويلفقون التهم الجاهزة، ويهددون ويرعدون ويزبدون ويتلونون ويستكلبون ويتلونون، ظناً منهم أن حزبهم الذي يحكم العراق بالباطل يمكن أن يخيفنا ، وإن كنا في بلاد الحرية والقانون؟!

هؤلاء الذين خانوا المبادئ وخانوا وطنهم وشعبهم وسرقوا ثرواته وهربوها للخارج، أرعبتهم تغطية "يورو تايمز" لتظاهرات العراقيين في أوروبا، وأغاظتهم حريتنا التي يصل سقفها الى السماء، فبادروا الى تلفيق التهم الجاهزة للصحيفة، كما إعتادوا ان يلفقون التهم الى خصومهم في العراق، وكانوا يظنون اننا سنهتز ونصاب بالرعب من كتابات تافهة وتهم "سخيفة" لا يستوعبها منطق ولا عقل، ونرضخ لهم لنطلب رضاهم؟!

هؤلاء "الدعاة" يحدثونك عن اخلاق الاسلام وقيمه ومبائه في أحاديثهم ، لكنهم يكذبون ويلفقون ويدّعون ويحرفون الحقائق ويخترعون تهماً باطلة بحق من يخالفونهم الرأي والفكر ، ولا تهتز ضمائرهم ولا يرف لهم جفن من خشية الله، ولا يحسبون يوماً لا ينفعهم فيه مال ولا بنون ولا حزب الدعوة؟!

هؤلاء عليهم ان يتمعنوا بشعارنا الذي رفعناه منذ اليوم الاول لنا.. "حرية الصحافة .. حدودها السماء" .. ولو كان هناك سقف أكبر للحرية لاتخذناه شعاراً لنا .. لذا نقول أن معركتنا معكم طويلة ، بالقانون وبالاخلاق وبالمهنية التي إعتدنا عليها، لاننا أصحاب حق .. وهم دعاة الباطل.

أما لو سلكتم طريقة حزبكم في العراق، الذي واجه الاحرار بالاعتقالات والتصفيات والكواتم .. فإن السويد ستعرف جيداً حقيقتكم، ويكون قانونها لكم بالمرصاد.. وقد اتخدنا كافة الاجراءات التي تحمي صحفيي "يورو تايمز" من غدر "الدعاة" الذين إعتادوا تلفيق التهم الجاهزة لمعارضيهم؟! وإن عدتم عدنا ..

 

 

 

*رئيس تحرير صحيفة يورو تايمز

للمراسلة:

dr_aljabiri2@yahoo.com

زر الذهاب إلى الأعلى