بروكسل: إعادة شاب إلى السجن بعد إطلاق سراحه على خلفية التخطيط لهجمات إرهابية
قالت النيابة العامة البلجيكية إن منفذ حادث الاعتداء على عناصر الشرطة في محطة قطارات مدينة الاست، في منطقة شرق فلاندرا، قبل يومين، كان معروفاً للسلطات الأمنية، وكان يعاني من اضطرابات نفسية. وفي الوقت نفسه، جرى فتح أكثر من تحقيق حول الحادث: التحقيق الأول حول ملابسات ودوافع اعتداء الرجل البالغ من العمر 34 عاماً، وهو بلجيكي، على عنصرين من الشرطة داخل محطة القطارات، وهو يحمل سكيناً وسلاحاً آخر. والتحقيق الثاني حول دوافع إطلاق رجال الأمن النار على منفذ الحادث. وقال عمدة المدينة، كريستوف ديهاس، إن رجال الشرطة تعاملوا مع الأمر بشكل مهني، وما حدث يعتبر في إطار الدفاع عن النفس.
كان الرجل قد اندفع، مساء الأربعاء الماضي، إلى داخل المحطة وهو يحمل سكيناً في اتجاه عنصرين من الأمن. وعندما طالباه بالتوقف، لم يمتثل، وألقى عليهم سكيناً كانت بيده، ولاحظ رجال الشرطة أن بحوزته سلاحاً آخر قد يكون سلاحاً نارياً أراد إخراجه من جيبه، فأطلقت الشرطة عليه الرصاص، فأصيب وجرى نقله إلى أحد المستشفيات، وحالته الآن مستقرة بعد أن تجاوز مرحلة الخطر.
وكان أحد شهود العيان قد قال إن الشرطة أطلقت رصاصتين على المشتبه به وهو ملقى على الأرض، وكانت السكين في يده، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام في بروكسل، أمس.
يأتي ذلك بعد أن أمرت المحكمة الاستشارية في مدينة هاسلت البلجيكية، في منطقة فلاندرا أيضاً، باعتقال شاب، 22 عاماً، للاشتباه في تخطيطه لتنفيذ عمل إرهابي في هولندا، وآخر في بلجيكا، كان قد جرى إطلاق سراحه في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد إدانته في ملف له صلة بالإرهاب. ويتعلق الأمر بشاب يدعى سمير، 22 عاماً، من سكان مدينة زونهوفن، القريبة من هاسلت، وينتمي لعائلة من صرب البوسنة، وكان قد صدر حكم ضده بالحبس في يونيو (حزيران) الماضي لمدة 3 سنوات، وتأجيل تنفيذ العقوبة لمدة عام، وأيضاً العقوبة نفسها على شقيقته، 20 عاماً، في ملف له صلة بالارتباط بتنظيم داعش.
وعثرت الشرطة على هاتفه المحمول، مع مجموعة من فيديوهات لعمليات إعدام نفذتها عناصر من «داعش». كما قامت شقيقته بترجمة بعض النصوص، التي نشرتها مجلة «دابق» المحسوبة على تنظيم داعش، من الإنجليزية إلى البوسنية، وذلك بحسب ما ذكرته مصادر إعلامية بلجيكية أمس. وأكد الأمر مكتب التحقيق الفيدرالي، الذي قال إن اعتقال الشاب جاء على خلفية التحقيق في ملف له صلة بالإرهاب، ورفض إيريك فان ديرسبت، المتحدث باسم مكتب التحقيق، إعطاء مزيد من المعلومات حول الأمر في الوقت الحالي. وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن الشاب، رغم إطلاق سراحه مبكراً في يناير الماضي، استمر في الطريق نفسها، ومارس الأنشطة نفسها، مع أن المحكمة أشارت في منطوق الحكم إلى رغبتها في تخفيف العقوبة أملاً في الحفاظ على مستقبلهما، وعودتهما إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بعيداً عن التشدد.
ولكن التحقيقات أظهرت عودة سمير إلى ممارسة أنشطة سابقة، مما استدعى اعتقاله الأسبوع الماضي، وعرضه على قاضي المحكمة الاستشارية، الذي أمر بحبسه.
يذكر أنه خلال جلسات المحاكمة العام الماضي، حاول الدفاع تفنيد بعض الوقائع التي أوردتها النيابة العامة، ومنها محاوله استغلال جمله جاءت على لسان المتهم، موجهاً حديثه إلى أحد الحراس، حيث قال له: «يمكن لكم أن تلقون القبض عليّ في جريمة إرهابية، فقط عندما أخرج من هذا السجن»، وأضاف الدفاع أن موكله كان في حاله غضب بسبب ظروف الحبس المشددة.
وخلال الجلسة التي انعقدت في محكمه مدينه هاسلت، طالب الدفاع عن المتهم وشقيقته بالبراءة لهما. وقال إنه يطالب بعقوبة مخففه، مع وقف التنفيذ، أو إلغاء العقوبة بشكل كامل، بينما طالب الادعاء العام بالسجن 3 سنوات على الشاب وشقيقته.