هنا اوروبا

ألمانيا: بدء محاكمة “قاتل الـ99”

لم يكن القاتل يفرق بين ضحية وضحية. كانت ضحاياه أمهات وأزواج وأجداد، ولكن كان هناك عامل مشترك يربط بينهم: كانوا جميعاً في غرف العناية المركزة متصلين بآلات وخراطيم تنفس وتغذية. كان معظم الضحايا نائمين أو في غيبوبة عندما قتلوا. كما كانوا عزل يعتمدون على مساعدته وطاقم الممرضين الآخرين في المستشفيات التي ارتكب جرائمه فيها. لكنه لم يكن ملاك رحمة لهم، بل ملاك موت!

 

يواجه الممرض الألماني السابق نيلس هوغل اتهامات بقتل عدد كبير من المرضى على مدى سنوات في مستشفيات بمدينتي أولدنبورغ و ديلمنهورست بولاية سكسونيا السفلى شمال غرب ألمانيا،. عدد الضحايا المهول جعل المحققين يتحدثون عن أكبر سلسلة جرائم قتل في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب. وعلى ذلك، فإن محاكمة الممرض البالغ من العمر 41 عاماً ستأخذ هي الأخرى أبعاداً غير معتادة، حيث سيمثل هوغل يوم غد الثلاثاء (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) أمام محكمة ولاية سكسونيا السفلى بمدينة أولدنبورغ بتهمة قتل 99 شخصاً. ومن غير المستبعد أن تتسع الدعوى المقامة ضد المتهم لتشمل جريمة قتل أخرى، حيث تذكر هوغل أثناء الحديث مع طبيب نفسي مؤخراً حالة قتل إضافية، وذلك حسبما قال متحدث باسم الادعاء العام بمدينة أولدنبورغ مطلع الأسبوع الجاري.

ولا يكتفي الجسم بتجديد نفسه لحمايته من التلف، ولكنه أيضا مسلح جيداً ضد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات والبكتيريا. وذلك من خلال جهاز المناعة الذي يمتلك أعدادا هائلة من الخلايا المتخصصة لمكافحة الجراثيم المعدية.

 

ويقبع الممرض السابق في السجن منذ عام 2015 عندما تلقى حكماً بالسجن مدى الحياة. ولن تغير المحاكمة الجديدة من ذلك شيئاً. وبسبب التزاحم الشديد المتوقع، نُقلت المحاكمة إلى صالة كبيرة مخصصة في العادة لمناسبات الشركات ومؤتمراتها. وسيتم تحويل هذه القاعة الكبيرة التي تبلغ مساحتها 700 متر مربع على مدى أيام المحاكمة، التي تبلغ 23 يوماً، إلى قاعة محكمة تتسع لنحو 350 شخصاً. كما تم حجز نحو 200 مقعد للصحفيين والمشاهدين.

وأصابت هذه الجريمة الكثيرين بالصدمة، ليس فقط بسبب كثرة الضحايا، فالصادم في هذه الحالة أيضاً أنه كان من الممكن أن يكون أي شخص ضحية لهوغل، حيث كان معظم الحاضرين في المستشفى ذات مرة أو قضوا ساعات عند سرير قريب قُتل. ووفقاً للادعاء العام، فإن نيلس هوغل متهم بحقن مرضى من وقت لآخر في الفترة بين عامي 2000 و2005 بعقار يسبب آثاراً جانبية قاتلة، ثم حاول بعد ذلك إنعاش ضحاياه، وهو ما فشل في كثير من الحالات.

وقال المتهم إنه فعل ذلك بسبب الشعور بالملل وللافتخار أمام زملائه بمهارات الإنعاش التي يمتلكها. وساورت الشكوك زملاء نيلس هوغل في المستشفيين اللذين ارتكب فيهما جرائمه، ولكنهم لم يتدخلوا، رغم أنه كانت هناك، وفقاً للمحققين، دلائل ملموسة على ذلك. لذلك، فإن أربعة من الزملاء السابقين للمتهم يحاكمون أيضاً بتهمة المشاركة في القتل عن طريق السكوت. ولا تزال التحقيقات سارية ضد خمسة عاملين سابقين بمستشفى في مدينة أولدنبورغ على خلفية نفس القضية.

 

 

 

 

 

 

 

د ب أ

زر الذهاب إلى الأعلى