أخبار الهجرة

إيطاليا: سوهاني.. طبيب نفسي مصري الأصل يعالج المهاجرين في بوزالو

يشعر الطبيب النفسي خسرو منصور سوهاني البالغ 58 عاما، بالسعادة وهو يعالج المهاجرين الأفارقة في نقطة بوزالو الساخنة، لاسيما أنهم يشعرون بالراحة وهو يتواصل معهم باللغة العربية، خاصة أنه مصري الأصل، ويعمل سوهاني في هذا المجال الشاق منذ عشر سنوات تقريبا.

يعمل الطبيب النفسي خسرو منصور سوهاني (58 عاما) منذ عشر سنوات في علاج المهاجرين في نقطة بوزالو الساخنة، وهو معالج نفسي مصري الأصل، أكمل تدريبه الطبي في جامعة كاتانيا  الايطالية. 

 
وقال سوهاني، إن "كل مهاجر يصل إلى هنا يحمل معه مئات القصص والحكايات والطرائف، وقضايا من كل نوع.. والمهاجرون يشعرون بالراحة على الفور لأني أتحدث العربية، واللغة تساعد كثيرا في دولة أجنبية". وأضاف " لقد كان يوم وصول 450 مهاجرا شاقا، لأننا ظللنا نعمل لفترة طويلة، كما أن وجود العديد من الأطفال غير المصحوبين بذويهم جعل من عملية الاستقبال أمرا أكثر صعوبة، ويوجد حاليا 128 منهم في المركز". 
 
وتابع " لقد رأيت أثناء عملية الوصول مشهدا أثر في كثيرا، وهو التضامن الذي أبداه اثنان من أطفال بوزالو عندما اقتربا من طفلين هبطا لتوهما من سفينة تابعة لحرس السواحل، وقام كل منهما بخلع البلوفر الذي يرتديه ومنحه لطفل أفريقي، وقالا لهما ارتديا هذا بسرعة حتى تغطوا أنفسكما، نحن لدينا كثير منها في بيتنا". وظل سوهاني يعمل طوال ليلة الأحد/ الإثنين الماضي مع نحو 447 مهاجرا كانوا على متن سفينتي "مونتي سبيروني" و"بروكتور"، حيث أجرى فحوصا وقدم النصيحة الطبية المناسبة لهم، ولم يترك بوزالو حتى الساعة التاسعة صباح الإثنين الفائت، وبعدها توجه إلى عيادة طبية في راجوزا في المركز المتعدد المهام في شارع كولوياني، وهو مركز دعم ومساعدة المهاجرين، والذي أنشأته وزارة الداخلية بالمشاركة مع مدينة راجوزا. 
 
وأوضح سوهاني، أن طفلا غير مصحوب بذويه كان يمتلك قميص فريق مانشستر عندما وصل إلى المنطقة الساخنة، وقلت له مازحا "لن أدعك تغادر قبل أن تشجع أي فريق إيطالي، وكان رد فعله صادما لي، حيث قال والدموع تملأ عينيه: سوف أفعل أي شئ تريده، لأني هربت من الجحيم". وأضاف أنه "في الليلة الماضية، كانت هناك امرأة إريترية في غاية القلق، وعيناها مليئتان بالخوف، وتريد ما يطمئنها، لذلك ذهبت إليها وقلت لها باللغة العربية: أنا مثل والدك، ويمكنك أن تثقي بي، ووضعت يدي على رأسها، وهو ما يعني أني قريب منها، لكنها انفجرت في البكاء ولم تتركني". وأردف أن "مثل هذه القصص تملأ قلبي، وهذا الصباح ذهبت إلى العيادة على الرغم من أني كنت متعبا، إلا أني كنت سعيدا للغاية، حيث لم يذهب عملى سدى، واستطعت أن أسعد أصدقائي الأفارقة". 
 
 
 
 
 
 
 
 
ansa
زر الذهاب إلى الأعلى