آراء

د. حسن السوداني : ماذا يريد الساسة السويديون من المهاجرين العرب؟

سئل مجنون, لماذا عمل الجسر؟ أجاب: كي يمرّ النهر من تحته!*

 

 

بين فترة واخرى تبادر بعض منظمات المجتمع المدني في السويد لاستضافة بعض الساسة من احزاب السلطة او المعارضة السويدية والا(ستماع) الى أطروحاتهم التي يغلب عليها طابع البيع والشراء ! بيع الكلام وشراء الاصوات!! وأتذكر جيدا اول استضافة سياسية بادرت إليها مجلة ننار لمحافظة مالمو كترين قبيل انتخابات 2014 وسؤالها عن مكانة المهاجرين في سلم الاهتمام في البرنامج الحكومي القادم في حال فوز الاشتراكيين الديمقراطيين في كرسي الحكومة : اجابت: نعم لابد ان يكون لهم اهتمام في البرنامج الحكومي؟ وكلمة (لابد) تعني لا شئ الان في البرنامج مخصص لهم! في مناسبات اخرى كان اليساريون اكثر صدقا في التعبير عن مشكلات المهاجرين والوقوف مع قضاياهم غير انهم ابعدوا عن حكومة لوفين في اول ايامها وسقطت ورقة التوت التي كانت مصفرة اصلا! وفي لقاء صحفي اخر أجريته شخصيا مع رئيس حزب المودرات في مالمو توبياس لصالح مجلة ننار ايضا سألته عن خلو الصف الاول والثاني وربما العاشر في حزب المودرات من الاسماء العربية : صمت قليلا ثم اجاب .. نعم هذا صحيح!! 

اما حزب الفولك وهو حزب يميني فيه الكثير من القيادات المعادية للمهاجرين ولديه برامج تدعم عودتهم لبلادهم (للتخلص من جهرهم) فاجندته معروفة وسبق ان لعبت على توريط العمامة الدينية في دعم انتخابهم في جولة 2010 وأصبحت وقتذاك فضيحة أطاحت بالمرشح العربي الذي سعى لذلك التوريط!

 الحزب الاخر "البيئة" هو الحزب الذي يغني اغنية (ابريق الشاي) وسط معركة الهراوات المشتعلة بين الأحزاب ولا علاقة له الا بتحسين الصحة والاشجار وزراعة نبات الخروع ! لذلك فهو يستهوي الكثير ممن فقدوا الثقة بالسياسيين ولن تتعدى حظوظه الدرجات الامتحانية السابقة!

الحزب العنصري سفاريا ديمقراط يصرح بلا وجل انه معادي للاجانب (العرب والمسلمين) تحديدا بكل ما أوتي من قوة ويستخدم قاعدة (فرح الدفان بالموتى) فكل ما يصيب اوربا من ارهاب (المهاجرين) يصب في جيبه وهو استثمار مجاني مربح جدا!!

 

الحضور من المهاجرين لتلك اللقاءات غالبا ما يتسم بطابع الإنصات السلبي المدهون بالدهشة وانتظار انتهاء اللقاء واخذ سلفي على طريقة نانسي عجرم ثم لصقه بجداره الفيسبوكي مع ابتسامة عريضة مصحوبة باستغراب السياسي السويدي من حجم التكاتف عليه لالتقاط الصور!!!اما منضموا  اللقاءات فيتلقون التهاني كمن زوج ابنته العانس من شيخ خليجي!!

خلاصة القول : السياسيون السويديون يريدون اصوات المهاجرين والمهاجرون يريدون التقاط سلفي مع السياسيين!!!!

 

*مقولة ما ادري المن!!

 

 

# كاتب واكاديمي من السويد

 
زر الذهاب إلى الأعلى