نزار العوصجي: الوعي مهمة مقدسة

يوم أمس إطلعنا بحرقة على تصريح للرئيس التونسي قيس سعيد يقول فيه : سنقف خلف نظام الولي الفقيه .. إلى إخر حديثه الأنفعالي العاطفي ..
لا نريد أستباق الأحداث ..
يبدو أن الرئيس التونسي لا يعلم إلى إين يجر البلاد و ماذا سيحل بها ، كونه لا يدرك حقيقة النظام الإيراني ..
لا يعلم أن أصعب مرحلة يمر بها الأحرار و الشعوب المختطفة إيرانياً هي التي نعيشها اليوم ، فقد وضعنا العالم الجاحد الحاقد بين المطرقة و السندان ، حيث مطرقة عمائم الشر المتجذر ، و الآيدلوجيات الدينية الخبيثة المسلطة على رقاب الشعوب كأدوات جرمية تفتك بها و من جنسها ، برعاية عدو أزلي ساساني حاقد ، يتلاعب بالسياسة مثلما يتلاعب بالدين ..
عدو فارسي متعصب ، حول الخطاب في إيران من ديني متعصب الى فارسي متعصب ، لا يتحدث الا عن رستم و قاروش ..
يستخدم العرب في كل مرة ، حتى لبس العمامة و أهان الكرامة ..
أستغل العاطفة الدينية لطاعة عمياء مذلة تسمى بالمرجعية ، من جهة ، و بين سندان المصالح العالمية الخبيثة التي عولمت البشر نحو الحقد و الكراهية و إثارة الأفكار الضيقة ، التي لا تمت للسلام و الأمن الأجتماعي للأوطان بأية صلة ، من جهة أخرى ..
الأفكار الضيقة التي أذكت فكرة الأقليات المذهبية ، فأخرجت لنا المعمم و من تبعه من رذائل رجال الدين ، منتهجاً السادية و محولاً المجتمع إلى قطعان من المازوخات السمجة ، فهجنوا الفطرة و دمروا الأوطان و أصبح الدم في كل مكان ..
و امام رغبة حقيقية من العرب بالتخلص من نفوذ إيران المارق ، وجد الجميع أنفسهم أمام شر لا بد منه ، يتمثل بالغول العالمي المتوحش ، و نقصد هنا رئيس دولة العولمة الأولى ترامب ، ليواجه كل هذا الإنحراف ، و لضرب هذا المنهج التدميري الذي يغذي الدماء الطائفية في جسد الأمة العربية ..
و ما ان تحققت المصالح ذهب الغرب ليصحح مساره نحو الإستقرار حتى وصلوا الى قناعة للحل من خلال ( القوة تصنع السلام ) ..
و وسط هذه القوة اليوم للأسف الشديد تتناثر الأشلاء العربية ، بسبب إصرار قوى الشر المليشياوية من ذيول و طائفيين و تجار الأديان ، على اغتصاب الأوطان ، فتخللوا داخل الناس و احتموا بهم و حصل ما كان ..
لقد ابتلعت الشعوب الموالية الطعم عن جهل ، و هدرت كرامتها و امنها و استقرارها بأشد ألم ..
و لا خلاص الا بالعقيدة الوطنية التي وهبها الله للناس في فطرة حب الوطن ..
قبل عدة سنوات طرحنا بعض التساؤلات على معشر النخب العراقية ..
لا نعرف متى يصحوا العراقيين و في مقدمتهم معشر المثقفين و النخب ، و الكتاب و المحللين الأستراتيجيين ، من أن ما جرى و يجري من مماحكات و تبادل أدوار و تهديدات و عنتريات بين أمريكا خاصة و الغرب عامة ، وبين جميع العصابات و المافيات و الحركات و الفصائل و فرق الموت الطائفية ، التي أسستها و دربتها أمريكا و بريطانيا و إسرائيل ، و سلمتها للعدو الإيراني الأزلي كي تنهب خزينة العراق المفتوحة على مصراعيها ، و لترهب و ترعب الشعب العراقي و شعوب المنطقة من الخليج الخادر إلى المحيط الهادر ، و في مقدمتها الحركات و التنظيمات الإسلاموية الشيعية و السنية و القاعدية و الداعشية و الحشد الشعوبي ، أي ( الحرس الثوري الفارسي الصفوي الإرهابي ) ، إلخ ؟؟
حتى العمليات الإرهابية المزعومة التي حدثت في العالم هنا و هناك ، و في جزر الواق واق ، مدعومة و ممولة و مسلحة ، و مدربة عناصرها و مجنديها بأسلحة أمريكية و غربية و دعم و تمويل من أموال العرب المنهوبة ..
لذا ندعوكم و نرجوكم ان لا تصدقوا ما يجري من تبادل للأدوار ، و تفجيرات و قتل و خراب و دمار ، بما فيها قصف مطار كركوك ، أو قصف مصفى بيجي ، أو قصف المنطقة الخضراء للتسلية ، أو أربيل ، و سفارة هنا ، و ملحقية هناك !!
ما يؤذي النفس اننا لم نشهد فارسي واحد يدافع عن الذيول ، و لم يعثر على جثة إيراني بين الأشـلاء ..
ان الشعوب تدعوا الله طالبة الرحمة ، و الله غني عن العالمين ، إذن ننتظر من الله ان يعطينا من فضله لا أن نمن عليه باعتقاداتنا التي لن يزكيها الا هو ، و لا نعلم مدى صحتها حتى نحن ..
بالنتيجة لن يصح الا الصحيح ، و ستنتصر العقيدة الوطنية ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز