آراء

سحبان فيصل محجوب: منهج التغيير لا يتغير بلون الفقاعة

غالبا ما تتعرض الأدوات الجماهيرية في التغيير الى تحديات مصيرية لا مناص من مواجهتها الا بالمطاولة والصبر يوازي هذا العمل على انتزاع الفرص المتاحة لتمكين عوامل الثبات وتعزيزها باتجاه العبور الى مرحلة جديدة من المواجهة ، لا يتحقق ذلك الا بوجود الروح الثورية المؤسسة على حالة الايمان آلتي تقود الى التفاؤل وعدم الرضوخ الى تداعيات ما حدث ويحدث من متغيرات على مسرح السياسة والتي هي نتاج مجموعة المصالح على الصعيدين الداخلي والخارجي هذه المصالح وعلى الرغم من تقاطع البعض منها أو توافق البعض الاخر فهي المؤثرة في تكوين ملامح مرحلة يعتبرها الكثير حالة جديدة ينبغي التعامل معها في توظيف القدرات الرافضة في مواجهتها الى أقصاها متناسين بذلك ان مثل هذه المتغيرات هي بحكم المؤقتة والطارئة سرعان ما تختفي لتحل محلها حالة أخرى على وفق الظروف ومعطياتها المختلفة المحلية والخارجية منها فهي فقاعات سوف تزول بلا اثر ، لذا فإن من الحكمة التعامل معها بمنظور يمنع الارتباك أو الاحباط الذي يتمناه أعداء التغيير لتعطيل الارادة الشعبية
إن استنزاف الامكانات في محاولة ابتكار وسائل مضافة أو إحلال أخرى بديلًا عن ماتم استخدامه والذي أثبت فاعليته في التحشيد الفكري والميداني في التصدي ومواجهة الامواج المعاكسة و
ما يطفو عليها من ظواهر سياسية كثيرة تتقاطع مع مصالح المجتمعات سوف يؤدي الى إضعاف عوامل الثبات وشروط تعزيز الارادة الوطنية باتجاه التغيير المنشود ،
فما جرى مؤخراً من إخراج مشاهد تمثيلية هزلية كانت معبرة بنحو لا يقبل الشك عن المستوى المخزي لوقاحة وسفاهة شخوصها على مسرح السياسة العراقية والذي إعتاد المواطن على التندر بها وعدم الاكتراث بتفاصيلها يعد من الحالات التي استطاع المحتل تكريسها وهي جزء من المرحلة التي امتدت منذ سنة ٢٠٠٣ ولحد الان فهي باطارها العام لا تعد حالة جديدة تحتم على الرافضين لواقع الاحتلال ومخرجاته التوجه الى تغيير النهج المناهض وتبني مفاهيم جديدة تؤسس على الحالة الطارئة هذه ، فعلى الثائرين التوجه الى ماهو فاعل في تعزيز قدرات المطاولة واضافة المزيد من عوامل ضمان استمرارية الزخم الجماهيري وعلى اساس القواعد الفكرية المشتركة في المواجهة المتفق عليها منذ ابتلاء العراق بكارثة الاحتلال وتمكين دمى السياسة من السيطرة على السلطة وتسخيرها للمصالح غير المشروعة
البعيدة عن مفاهيم السلوك الوطني النزيه في تحقيق الامن و الرفاهية للمجتمع .

زر الذهاب إلى الأعلى