فرنسا تفرج عن جورج إبراهيم عبد الله بعد أكثر من 40 عامًا في السجن.. ما قصته؟

يورو تايمز / باريس
أصدرت محكمة الاستئناف في باريس قرارًا بالإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله، المناضل اللبناني المؤيد للقضية الفلسطينية، والذي يُعد من أقدم السجناء في فرنسا، بعد قضائه أكثر من 40 عامًا خلف القضبان بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين أمريكي وإسرائيلي في باريس عام 1982.
ورغم أن عبد الله كان قد قدّم عشر طلبات للإفراج المشروط منذ عام 1999، إلا أن جميعها رُفضت، ما عدا واحدة عام 2013 كانت مشروطة بترحيله إلى لبنان، وهو ما لم يُنفذ بسبب رفض وزير الداخلية آنذاك مانويل فالس توقيع أمر الترحيل. هذه المرة، أقرّ القضاة أن مدة السجن التي قضاها “مفرطة مقارنة بطبيعة الأفعال وخطورة الشخص الحالية”، وأعربت السلطات اللبنانية عن استعدادها لاستقباله.
مدان بالمؤبد منذ 1987
كان عبد الله، وهو ناشط ماركسي لبناني، يُشتبه بأنه قائد الجناح الأوروبي لـ”الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، وهي مجموعة لبنانية مسيحية يسارية داعمة للفلسطينيين. وقد تم توقيفه في مدينة ليون الفرنسية عام 1984، وبعد العثور على أسلحة ومتفجرات في أحد مساكنه المؤجرة، حُكم عليه بالسجن أربع سنوات بتهم تتعلق بحيازة الأسلحة والوثائق المزورة.
غير أن محاكمته الثانية عام 1987 بتهمة التواطؤ في اغتيال الدبلوماسيين الأمريكي والإسرائيلي، أدت إلى الحكم عليه بالسجن المؤبد، رغم أن النيابة كانت قد طالبت حينها بعقوبة لا تتجاوز عشر سنوات. جاء هذا الحكم في فترة عصيبة شهدت فيها فرنسا موجة من الهجمات الإرهابية.
محاولات الإفراج المتكررة
على مدار أكثر من عقدين، تقدّم عبد الله بعدة طلبات للإفراج عنه، جميعها باءت بالفشل، إما لرفض القضاة، أو لعدم تنفيذ شرط الترحيل إلى لبنان. حتى في عام 2022، عندما توجّه لمحكمة إدارية مطالبًا بإجبار الداخلية على إصدار قرار الترحيل، قوبل طلبه بالرفض.
وفي نوفمبر 2024، حصل أخيرًا على قرار إيجابي من محكمة تطبيق العقوبات، غير أن النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب استأنفت الحكم، مستندة إلى اعتراض الولايات المتحدة – وهي طرف مدني في القضية – على إطلاق سراحه.
رمز نضالي يثير الجدل
رغم التهم الثقيلة بحقه، يعتبر كثيرون عبد الله رمزًا للمقاومة الفلسطينية. وقد نُظمت تظاهرات عدة خلال السنوات الماضية للمطالبة بالإفراج عنه، خصوصًا أمام سجنه في مدينة لانمزين جنوب فرنسا. كما يحظى بدعم بعض الشخصيات اليسارية، مثل النائب الفرنسي إريك كوكرال، الذي زاره مؤخرًا في السجن واصفًا اللقاء بأنه “لقاء نضالي بين رفاق سياسيين”.
في الثمانينيات، ظن كثيرون عن طريق الخطأ أن عبد الله يقف وراء تفجيرات 1985-1986 الدامية في باريس، التي أودت بحياة 13 شخصًا، ما جعله “العدو رقم واحد” آنذاك، قبل أن تُظهر التحقيقات أن الجهات المسؤولة كانت موالية لإيران.