هنا السويد

أطباء وممرضون في السويد يقضون ساعات أمام أنظمة حاسوب معقدة بدلًا من علاج المرضى


يورو تايمز / ستوكهولم

كشفت تقارير طبية سويدية حديثة أن أعدادًا كبيرة من الأطباء والممرضين يضطرون لقضاء ساعات طويلة يوميًا في التعامل مع أنظمة حاسوب معقدة وبطيئة، مما يقلل من الوقت المخصص لرعاية المرضى ويؤثر بشكل مباشر على جودة الرعاية الصحية.

وأكدت تقارير صادرة عن كل من اتحاد الممرضين “Vårdförbundet” واتحاد الأطباء “Läkarförbundet” أن مشاكل أنظمة تكنولوجيا المعلومات تؤدي إلى إطالة أوقات الانتظار للمرضى، وتكرار الفحوصات، وحتى وقوع أخطاء طبية أحيانًا بسبب غياب التوثيق الجيد أو عدم قراءة السجلات الطبية بالشكل الكافي.

أنظمة صممت للفوترة بدلًا من الطب

الطبيب يوهان مونفلود، اختصاصي الطب العام، يقول إن أنظمة السجلات الطبية الحالية “تشبه برامج الفوترة، ومليئة بالمجلدات والعلامات التي يجب النقر عليها للوصول للمعلومة المطلوبة، إذا كنت أصلاً تعرف أين تبحث”.

وحذر مونفلود من أن ازدحام السجلات يجعل من الصعب الاطلاع عليها بفعالية، مضيفًا: “قد تحتوي سجلات المريض على مئات الملاحظات، ويصبح العثور على المعلومة كأنه لعبة ذاكرة. هذا قد يؤدي إلى تفويت حالات حرجة مثل نزيف في المعدة”.

5 ساعات يوميًا أمام الشاشات و30 عملية تسجيل دخول

وبحسب تقرير “Vårdförbundet”، تقضي الممرضة في المتوسط 5 ساعات يوميًا أمام الحاسوب، وتضطر لتسجيل الدخول إلى أكثر من 30 نظامًا مختلفًا لأن البرامج لا تتكامل مع بعضها.

وتصف نائبة رئيس الاتحاد ياني شيرنستروم الوضع بأنه خطير، مشيرة إلى أن هناك بلاغات عن أضرار لحقت بالمرضى سببها مشاكل في نظم المعلومات.

وأضافت: “نقضي وقتًا طويلًا أمام الأدوات الرقمية، بينما يفترض أن نقضيه مع المرضى. بل إن بعض المعلومات لا تزال تُرسل عبر الفاكس أو الأقراص المدمجة، وأجهزة الحواسيب والطابعات قديمة وغير فعالة”.

غياب المعايير والمشاركة الطبية

وأشارت دراسة حكومية صدرت عام 2024 إلى أن غياب المعايير التقنية وتعدد الأنظمة من أبرز مسببات “إجهاد تكنولوجيا المعلومات” في الرعاية الصحية السويدية. واتفقت الباحثة سابين كوخ، أستاذة المعلوماتية الصحية في معهد كارولينسكا، مع هذه النتائج، مشيرة إلى أن “الأنظمة لم تُصمم أصلاً لتتكامل بين المناطق المختلفة أو مقدمي الرعاية، ولم يُشرك الطاقم الطبي في تطويرها”.

الأطباء بحاجة للمشاركة

وأبدى الطبيب مونفلود نقدًا ذاتيًا، قائلاً إن الأطباء أنفسهم بحاجة إلى الانخراط بشكل أكبر في تطوير الأدوات الرقمية. وأضاف: “الأنظمة الرقمية الفعالة لديها قدرة أكبر على إنقاذ الأرواح مقارنة بأدوات تقليدية مثل السماعة الطبية”.


زر الذهاب إلى الأعلى