دراسة: 60% من مرضى الاضطرابات النفسية في الدنمارك يتعرضون للتمييز

يورو تايمز / كوبنهاغن
كشفت دراسة جديدة أعدتها مؤسسة Epinion لصالح مؤسسة الطب النفسي الدنماركية أن نحو 60% من الدنماركيين الذين لديهم تشخيص نفسي مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أو الفصام، أفادوا بأنهم تعرضوا لشكل من أشكال التمييز بسبب حالتهم الصحية.
وأظهرت النتائج أن التمييز يظهر بشكل خاص في أماكن العمل، حيث يغير بعض الزملاء سلوكهم عند معرفة التشخيص، وكذلك في المراكز الطبية أو مكاتب التوظيف، حيث تُطرح أسئلة غير ملائمة أو تُربط الأعراض الجسدية تلقائياً بالحالة النفسية.
وقالت ماريان شجولد، مديرة مؤسسة الطب النفسي، إن هذه النتائج مقلقة للغاية: «لدينا مشكلة مجتمعية كبيرة إذا شعر هذا العدد من المواطنين بأنهم غير مشمولين أو يُعاملون بشكل مختلف». وأضافت أن الاعتقاد السائد بأن الوعي بالصحة النفسية قد زاد خلال العقد الأخير لم ينجح في تقليل التمييز بشكل كافٍ.
الدراسة شملت 1,000 شخص أكدوا حصولهم سابقاً أو حالياً على تشخيص نفسي من طبيب أو اختصاصي. ومن بين النتائج:
- 60% تعرضوا للتمييز بدرجات متفاوتة.
- التمييز يحدث غالباً في العمل أو النظام الصحي أو أثناء البحث عن وظيفة.
- 80% ترددوا في الإفصاح عن حالتهم لأقاربهم أو زملائهم.
وفي مثال شخصي، روت آن كراه سيلزر، التي كانت مصابة سابقاً بالفصام، أنها قوبلت بعدم ثقة من الأطباء، بل وواجهت تعليقات جارحة مثل التساؤل عمّا إذا كانت من «الأشخاص الذين يقتلون الآخرين»، ما دفعها أحياناً إلى تجنب مراجعة الطبيب تماماً.
ويرى الباحث مارتن مارشمان أندرسن من المعهد الوطني للصحة العامة أن الصور النمطية المتجذرة في الثقافة واللغة، مثل تصوير مرضى الفصام بأنهم خطيرون، تسهم في تعزيز التمييز.
ووفقاً لمؤسسة الطب النفسي، ارتفع عدد الدنماركيين الذين يتلقون علاجاً نفسياً بنسبة تقارب 20% خلال عشر سنوات، فيما حصل حوالي 420 ألف شخص على تشخيص نفسي في السنوات الخمس الماضية. وتشير دراسة من جامعة كوبنهاغن إلى أن 82% من السكان سيحتاجون في مرحلة ما من حياتهم إلى علاج نفسي.
وتخلص مؤسسة الطب النفسي إلى أن التمييز ضد المرضى النفسيين لا يزال واسع الانتشار، رغم اتساع نطاق التشخيصات وزيادة الوعي المجتمعي، مؤكدة أن الأمر يتطلب مزيداً من العمل لمكافحة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية.