موجة حر غير مسبوقة في فرنسا: 15 درجة فوق المعدلات الموسمية!

يورو تايمز / باريس
تشهد فرنسا منذ الجمعة موجة حر استثنائية، وصفها خبراء الأرصاد بأنها “من مستوى استثنائي” خاصة في جنوب غرب البلاد، حيث تجاوزت الحرارة 42 و43 درجة مئوية في مناطق مثل كابتييو وبريف-لا-غاياارد، أي بفارق يصل إلى 15 درجة فوق المعدلات الموسمية. وفي جبال البيرينيه وعلى ارتفاع 1400 متر، سجلت محطة غافارني 35.1 درجة في رقم قياسي تاريخي.
وأعلنت “ميتيو فرانس” وضع 12 إقليماً في حالة إنذار أحمر يوم الاثنين، ترتفع إلى 16 إقليماً الثلاثاء، مع توقع استمرار الموجة حتى منتصف الأسبوع المقبل. وترافق الموجة ليالٍ “استوائية” حيث لا تقل الحرارة عن 20 درجة حتى في ساعات الفجر، مثل 28 درجة في نيس و26 في طولون و20 في باريس.
الخبير الزراعي-المناخي سيرج زاكا أكد أن الوضع “ليس طبيعياً، بل كابوسياً”، مشيراً إلى أن الفوارق عن المعدلات الموسمية غير مسبوقة: 43 درجة في بريف (+15)، 42 في تولوز (+13)، 40 في مونتيليمار (+10)، و35 في رين (+11).
ويرجع خبراء الأرصاد هذا الوضع إلى كتلة هوائية حارة جداً صاعدة من الجنوب بفعل تأثير بقايا العاصفة الاستوائية “ديكستر”، مع تعزيز واضح لحدة الموجة بسبب التغير المناخي الذي يجعل فترات الحر أكثر تكرارًا وطولاً وشدة. فمنذ عام 2000، سجلت فرنسا ضعف عدد موجات الحر مقارنة بما قبل ذلك، ومع ارتفاع متوقع قدره +4 درجات مئوية بحلول عام 2100، قد تصبح درجات حرارة تتجاوز 40 درجة حدثًا سنويًا، مع إمكانية بلوغ 50 درجة محليًا.
كما حذر علماء المناخ من ظاهرة “المرجع المتزحزح” التي تجعل المجتمعات تعتاد تدريجيًا على درجات حرارة مرتفعة جدًا وكأنها طبيعية، رغم أنها تمثل انحرافًا خطيرًا عن المناخ الذي عرفته البلاد لعقود.