هنا السويد

الفوائد في السويد تتجه للانخفاض مجددًا وسط تباطؤ التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي

يورو تايمز .. 25 يونيو 2025

تشهد السويد تحوّلًا ملحوظًا في السياسة النقدية مع إعلان البنك المركزي السويدي “ريكس بنك” خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 2.0٪ بعد أشهر من الاستقرار عند 4.0٪، وهو ما انعكس سريعًا على قرارات البنوك العقارية الكبرى مثل SBAB التي خفّضت الفائدة على القروض السكنية المتغيرة والثابتة قصيرة الأجل.

هذه الخطوة تأتي في ظل تباطؤ ملحوظ للتضخم الذي تراجع إلى أقل من 3٪ بعد أن تجاوز عتبة 10٪ العام الماضي، إضافة إلى إشارات انكماش اقتصادي في أوروبا وتراجع أسعار الطاقة، ما دفع الحكومة والبنك المركزي لتبني سياسة نقدية أكثر مرونة بهدف دعم الأسر وخفض تكاليف الاقتراض.

تشير المؤشرات الاقتصادية إلى أن الفوائد ستواصل التراجع التدريجي خلال ما تبقى من عام 2025 وحتى 2026، حيث يتوقع أن تنخفض الفائدة الأساسية إلى ما بين 1.5 و1.75٪ في نهاية العام الحالي، مع إمكانية وصولها إلى 1.25٪ خلال العام المقبل إذا استمر استقرار الأسعار وعدم وقوع أزمات جديدة.

في هذا السياق، من المرجح أن تصل فائدة القروض المتغيرة إلى حدود تتراوح بين 2.8 و3.2٪ خلال عام 2026، فيما ستتراجع فوائد الادخار المتغيرة لتستقر ما بين 1.0 و1.3٪ فقط، وهو ما يفرض على المدخرين البحث عن بدائل استثمارية أكثر جدوى في ظل عائد منخفض على الحسابات التقليدية.

من جهتها، شددت البنوك وعلى رأسها SBAB على أن قرار خفض الفائدة لا يهدف فقط إلى دعم المقترضين، بل إلى إعادة التوازن في سوق الإقراض والادخار في ظل منافسة متزايدة بين المؤسسات المالية. وأكد المدير التنفيذي للبنك ميكائيل إنجلاندر أن توقيت التخفيض يأتي قبيل العطلة الصيفية لتخفيف الأعباء على العائلات، مشيرًا إلى أن السوق قد يشهد مزيدًا من المرونة إذا بقيت المؤشرات الاقتصادية تحت السيطرة.

وفي المقابل، لا يُستبعد أن تعيد “ريكس بنك” النظر في هذا المسار إذا ظهرت موجة تضخمية جديدة أو تأثر الاقتصاد السويدي بأزمات خارجية مفاجئة، لذلك يحث الخبراء الأفراد على متابعة تطورات السوق أولاً بأول. وبين التفاؤل الحذر بخفض الفوائد والتخوف من هشاشة النمو، تدخل السويد مرحلة دقيقة تتطلب قرارات مالية ذكية من الحكومة والمواطنين على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى