د بندر عباس اللامي: العراق بين لعبة الفرس وذيوله وأطماعهم

في ظل متابعة تطورات المشهد العراقي، تتوضح صورة لعبته الكبرى المعقدة: إيران، التي اعترف قادتها وآخرها وليس أخيرها اعتراف محمود نجادي بان ايران هي من سهّلت الغزو الأمريكي – البريطاني عام 2003 للعراق امتدت اليوم بخطواتها إلى السيطرة الداخلية المتكاملة. تُدير شبكة من الولاء الطائفي، المؤسسات الخيرية، الميليشيات المسلحة، وحتى اللعب السياسي والمذهبي على أرض العراق.
تلاعب طهران الخفي عبر الاحتلال
كما اسلفنا طهران مهدّت بالتعاون مع أمريكا الطريق لغزو العراق، ثم أسست ميليشيات تسيطر على القرار السياسي والأمني،مستثمرة الفراغ الطائفي والمذهبي الموروث من الاحتلال وأسست مئات الميليشيات (أعداد ذُكرت بـ 75 كيانًا)، وتغلغلت إلى مؤسسات الدولة.ودعمت أحزابًا وخططًا طائفية لضرب تطور الدولة الوطنية وتعزيز النفوذ الإيراني .
كما نقلت مصادر أن إيران قد سلّمت معلومات للقوات الأمريكية عام 2003 كجزء من تفاهم ضمني بين الطرفين .
ازدواجية مذهبية: وهم التحرر، والحقيقة الوصاية
إيران لم تكتفِ بالدعم المسلح فقط. بل وظفت الطائفية والتأثير الروحي. وأدركت أن السيطرة لن تُبنى فقط بالمال أو السلاح، بل بـ”غطاء ديني”فأنشأت شبكة من المؤسسات الخيرية والوجهاء الموالين .
وحشدت فتاوى وغطى ديني يؤيد الحشد والتدخل باسم الولاية وتلاعبت بديموغرافيا الجنوب: منح الجنسية للمهاجرين الإيرانيين، وغيرهم والتأثير على المذهب الشيعي العراقي الحقيقي!
احتلال مزدوج: غزوة خارجية، نفوذ داخلية
ان الاحتلال الأمريكي البريطاني لم يكن فقط غزوًا خارجيًا، بل ساهم،بشكل مخطط له في إرساء نفوذ طهران طوال العقدين الماضية .واصبحت الميليشيات التي شكّلتها أمريكا اليوم تهديدًا، والطبقة الحقيقية التي تدير البلد، يجمعهم هدف واحد إبقاء العراق ضعيفًا، طائفيًا، خارجًا عن القرار السيادي.
تمزق الهوية والقرارات
العراقيون الشرفاء وهم الغالبية المطلقة من ابناء شعبنا يعبرون عن مواقفهم ولكن للأسف عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلا من أقوال العراقيين على منصات مثل ريديت ان العراق اليوم مو بس وطن… بل ساحة تتصارع فيها الأيديولوجيات… اختطفها قادتها لمصالحهم الخاصة”وايران دولة توسعية… وجود دولة عراقية قوية يعني إضعاف نفوذها” ويتكرر توصيف أن الفرس جعلوا العراق كيكة تُقسم بين أطراف داخلية وخارجية .
تداعيات هذا التوجّه على العراق
1.استمرار ضعف الدولة ومؤسساتها فالسياسة والمحاصصات والطائفية تشل النظام.
2.إضفاء الطابع الوكولي على النخب فالسياسيون أصبحوا يعبرون عن أجندات طهران، لا مصالح شعبهم.
3.غياب القرار الوطني حيث نُصّب العراق ليكون ساحة تصفية الحسابات بين عواصمٍ إقليمية. أي تهديد خارجي، يتم تصويره كأن استهداف إيران يستهدفه – بوسائل مباشرة حتى – الشعب العراقي.
4.تفكيك الهوية الوطنية كما ذكر ناشطون، العملية تجرّد المواطن من انتمائه الوطني وتحوّله إلى طائفي أو إقليمي .
متى يستيقظ شعب العراق؟
الإزدواجية الطائفية والسياسية التي استثمرتها إيران ليست وليدة اليوم؛ بل تُعتبر نتاج احتلال مزدوج: أمريكي خارجي، وإيراني داخلي. والنتيجة ليست فقط ضياع السيادة، بل مأساة شعبية مستمرة ألمت بالشعب العراقي بعد احتلاله البغيض.
وما لم يتصدى العراقيون – عبر وعي مدني، دعم المؤسسات الوطنية المستقلة، ونخبة وطنية حرة – لهذا الواقع، فإن مشروع إيران في العراق سيبقى حاضرًا، مُتحكمًا، مُستبدًا.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز