آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: الشرق الأوسط على صفيح ساخن

استنادا إلى ما ورد في التقرير الرسمي لاجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي الطارئ بتاريخ 17 يونيو 2025، يمكن تقديم تحليل سياسي موسّع يغطي الخلفيات الاستراتيجية، الحسابات العسكرية، الرسائل السياسية، والأبعاد الإقليمية والدولية. إليك التحليل المفصل:

أولاً: خلفية استراتيجية
1.⁠ ⁠اللحظة الحرجة حيث يأتي هذا الاجتماع في لحظة تصعيد غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، حيث تم استهداف مواقع استراتيجية داخل طهران، وهو تطور خطير يشير إلى تحول المعركة من “حرب ظل” إلى مواجهات شبه مباشرة داخل الأراضي السيادية.

2.⁠ ⁠انسحاب ترامب من G7 معلوم ان اختيار ترامب مغادرة قمة G7، رغم رمزيتها، يُشير إلى إدراك أمريكي بأن التصعيد بين طهران وتل أبيب قد يتطور إلى مواجهة إقليمية واسعة، تستدعي قيادة أميركية مباشرة دون انتظار الإجماع الغربي.
ثانياً: الرسائل العسكرية
1.⁠ ⁠إخلاء طهران:من خلال دعوة ترامب للمدنيين بمغادرة طهران تُعتبر بمثابة إنذار مبطن بقرب ضربة أميركية أو إسرائيلية واسعة، وربما مؤشرًا على معلومات استخباراتية تشير إلى هجمات مرتقبة ضد منشآت حساسة داخل إيران.

2.⁠ ⁠تعزيز الانتشار الأميركي عبر إرسال طائرات دعم وتموين ونشر سفينة حربية إضافية في شرق المتوسط ورفع حالة التأهب في قواعد العراق والخليج.
هذه الإجراءات تشير إلى احتمال تدخل عسكري وشيك.وتحسب لضربة انتقامية من إيران أو أذرعها في المنطقة.واستعداد لسيناريوهات تشمل حرب إقليمية متعددة الجبهات.

ثالثاً: محاور الأمن الإقليمي
1.⁠ ⁠الميليشيات العابرة للحدود:
وصف الميليشيات المرتبطة بإيران في لبنان، العراق، وسوريا بـ”الميليشيات العابرة للحدود” يُؤطرها كـ أدوات مشروع توسعي، ويعطي مبررًا قانونيًا وأمنيًا محتملاً لأي ضربة وقائية أو استباقية ضدها.
2.⁠ ⁠قواعد الاشتباك الأميركية:
الإعلان أن “الردع الحقيقي لا يأتي بالكلام، بل بالقوة”، يعبّر عن تحوّل في عقيدة الردع الأميركي من استراتيجية احتواء إلى سياسة الردع بالقوة الصلبة.

رابعاً: البُعد السياسي والدبلوماسي
1.⁠ ⁠رفض التفاوض:رفض ترامب الدخول في أي مفاوضات ما لم يكن هناك “إنهاء حقيقي للمشكلة النووية” يعكس:
•تصلب سياسي واستبعاد لمسار الحلول المرحلية أو المؤقتة.
•محاولة فرض شروط أمريكية-إسرائيلية صارمة قبيل أي تسوية.
2.⁠ ⁠توجيه الرسائل المتعددة:
الاجتماع والقرارات الصادرة عنه تحمل رسائل إلى:
•طهران: باب التهدئة مغلق ما لم ترضخ للشروط.
•تل أبيب: واشنطن مستعدة للدعم الكامل.
•حلفاء الخليج: لا تقلقوا، الحماية الأميركية قائمة.
•روسيا والصين: أميركا تملك زمام المبادرة.

خامساً: انعكاسات إقليمية محتملة
1.⁠ ⁠على العراق فهناك تصعيد محتمل ضد الحشد الشعبي أو فصائل مرتبطة بإيران.كذلك خطر تحويل العراق إلى ساحة رد فعل إيراني ضد المصالح الأميركية.

2.⁠ ⁠على لبنان وسوريا:
•احتمال توجيه ضربات استباقية ضد مقرات حزب الله أو وحدات الحرس الثوري.
•تحوّل هذه الجبهات إلى مسارح ثانوية لتصفية الحسابات.
سادساً: تقييم نهائي واستنتاجات
•الولايات المتحدة لا ترغب في الحرب الشاملة، ولكنها مستعدة لها.
•هذا الاجتماع يمثل عودة لنمط إدارة الأزمات عبر استعراض القوة بدل الدبلوماسية الناعمة.
•إيران الآن أمام خيارين:
•الانحناء للعاصفة والتراجع مؤقتًا.
•الرد العسكري الذي قد يفتح أبواب مواجهة مفتوحة.
•القرار الأميركي يُحمّل طهران مسؤولية أي تصعيد لاحق، وهو ما يُستخدم لتبرير أي ضربة قادمة.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى