آراء

د. بهاء العاني: الفيتو الأمريكي.. وثيقة خزي جديدة في سجل الإنسانية

بينما كانت أعين العالم تترقب لحظة صدور قرار أممي ينهي واحدة من أبشع المجازر في العصر الحديث ، رفعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها في مجلس الأمن ، لتستخدم “ الفيتو ” … لا لإيقاف حرب ، بل لإدامة مجزرة .
القرار كان يدعو فقط إلى وقف إطلاق النار . إلى لحظة هدنة لالتقاط الأنفاس . إلى فسحة حياة لأطفال غزة ، المحاصرين بالنار والظلم . لكن أمريكا قررت أن لا شيء يستحق الحياة … إذا كان في غزة .
الفيتو الأمريكي ليس مجرد موقف سياسي . إنه موقف أخلاقي ساقط . شراكة مباشرة في سفك دماء الأطفال . انحياز صارخ لمشروع احتلال لا يعرف حدوداً للقتل ولا قاعاً للوحشية .
أوروبا التي أقامت الدنيا لنصرة أوكرانيا ، وقفت صامتة أمام إبادة الفلسطينيين .
ترامب ، الذي إدعى أنه “ رجل سلام ” ، أثبت أنه ليس بأقل إجراماً من نتنياهو ، المجرم المكروه حتى من داخل كيانه .
أما القادة العرب ، فكان موقفهم مخزياً حد الألم . لا تحرك ، لا ضغط، لا صوت . كل الكلمات القاسية لا تفيهم وصفاً.
اليوم ، دماء أطفال غزة تتحملها أمريكا وأوروبا ، والمجرمون لن يكونوا فقط من ضغط على الزناد ، بل من دعم وساهم وسكت .
لكن رغم هذا الخراب ، ينهض الفلسطينيون من تحت الركام …
يرفعون بدمهم راية الحياة .
يقولون للعالم : نحن هنا، رغم كل الخذلان .
لكم الله يا شعب فلسطين … فقد عريتم العالم ، وأحييتم ضمير كل من بقي فيه ذرة إنسانية .

أكاديمي عراقي مقيم في السويد

زر الذهاب إلى الأعلى