التايمز: إيران خططت لتفجير السفارة الإسرائيلية في لندن

كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أن السفارة الإسرائيلية في لندن كانت هدفاً لمؤامرة إرهابية مرتبطة بإيران.
حذّر مسؤولو الأمن مراراً من تزايد التهديد الإيراني
وقالت الصحيفة إنه يشتبه في أن مجموعة من الإيرانيين خططت لارتكاب هجوم وحشي في السفارة في كنسينغتون، غرب لندن.
وسارع ضباط مكافحة الإرهاب، بدعم من الجيش، إلى اعتقال أشخاص خلال عطلة نهاية الأسبوع، خشية وقوع هجوم وشيك.
وقالت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، إن هذه العملية كانت من أكبر عمليات مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة.
أُلقي القبض على 5 إيرانيين للاشتباه في تحضيرهم لعمل إرهابي في سلسلة من المداهمات، ورفضت الشرطة الكشف عن تفاصيل المؤامرة المزعومة، ولكن يُعتقد أن السفارة كانت الهدف الرئيسي.
وأظهر مقطع فيديو أفراداً مسلحين من شرطة مكافحة الإرهاب والجيش يُداهمون عقاراً في روتشديل بمانشستر الكبرى، قبل اعتقال أحد المشتبه بهم، وأُلقي القبض على الرجال الآخرين في سويندون بغرب لندن وستوكبورت ومانشستر.
ويحتجز 4 رجال، تتراوح أعمارهم بين 29 و46 عاماً، ويخضعون للاستجواب، بينما أفرج عن رجل خامس، يبلغ من العمر 24 عاماً بكفالة.
رفض وزير الأمن دان غارفيس الإدلاء بتفاصيل عن وضع هجرة المشتبه بهم، مشيراً إلى استمرار تحقيق الشرطة.
وأُلقي القبض على 3 رجال آخرين، من إيران أيضاً، في اليوم نفسه في عملية منفصلة، وذلك بموجب قانون الأمن القومي، ويجري استجوابهم بشأن مزاعم عملهم لصالح دولة أجنبية، يُعتقد أنها إيران.
يذكر أنه وُجهت الشهر الماضي إلى رجل يبلغ من العمر 33 عاماً تهمة التحضير لأعمال إرهابية بعد محاولته المزعومة اقتحام السفارة الإسرائيلية في غرب لندن. ويعتقد أن هذه القضية لا علاقة لها بهذه الاعتقالات.
وحذّر مسؤولو الأمن مراراً من تزايد التهديد الإيراني، وأقرّوا بأن التوترات الدولية قد تُسفر عن أعمال عنف في شوارع المملكة المتحدة.
وصرح السير كين مكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5)، بأن إيران قد تركز على أهداف بريطانية، إذا شعرت بأن بريطانيا أصبحت طرفاً في الصراع في الشرق الأوسط بدعمها لإسرائيل.
ومنذ يناير (كانون الثاني) 2022، أحبطت الشرطة وجهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5) أكثر من 20 مؤامرة اغتيال واختطاف مرتبطة بطهران في بريطانيا، استهدفت معارضين ومؤسسات إعلامية.
وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران “ترفض رفضاً قاطعاً أي تورط” في أي مؤامرة مزعومة لمهاجمة السفارة الإسرائيلية في لندن.
خلل
وقال: “تنفي إيران رفضاً قاطعاً أي تورط لها في مثل هذه الأعمال، وتؤكد أننا لم نتلقَّ أيَّ معلومات عن طريق القنوات الدبلوماسية المناسبة”.
وأضاف عراقجي “حثّت إيران المملكة المتحدة على التعاون معها حتى نتمكن من المساعدة في أي تحقيقٍ بشأن الادعاءات الموثوقة. يشير التوقيت وعدم التعاون إلى وجود خلل ما”.
ولفت إلى أن “هناك تاريخاً حافلاً بأطراف ثالثة عازمة على عرقلة الدبلوماسية وإثارة التصعيد، واللجوء إلى إجراءات يائسة، بما في ذلك عمليات تحت راية زائفة. إيران على أهبة الاستعداد للتعاون لكشف حقيقة ما حدث، ونؤكد ضرورة أن تتيح السلطات البريطانية لمواطنينا الإجراءات القانونية الواجبة”.
وتتزامن هذه المعلومات مع تصاعد التوترات مجدداً في الشرق الأوسط بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هذا الأسبوع عن خطط “لغزو” غزة، مهدداً بتهجير ملايين الفلسطينيين.
النفوذ الإيراني
ومنذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أضعفت إسرائيل النفوذ الإيراني في لبنان وغزة وسوريا واليمن وأماكن أخرى.
وتم تفكيك قيادة حزب الله في عملية إسرائيلية جريئة استخدمت فيها أجهزة استدعاء مفخخة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وبعد بضعة أسابيع، قُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في غارة جوية إسرائيلية على بيروت، مما دفع إيران إلى إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على إسرائيل، مما دفع الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية.