د. عبدالرزاق محمد الدليمي: المراهنون على ترامب؟ تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي!

في نهاية عام ٢٠١٦ بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ارتفع سقف العراقيين الوطنيين ؟!؟!؟على امل ان ترامب سيحدث المعجزات للعراق واهله ومما ترسخ في ذاكرتي حينها ان مجموعة من اصحاب العقد والحل من الباحثين والمتخصصين بامور السياسة وشؤونها عقدوا سلسلة من الاجتماعات التي تخللتها افكار ثورية عاصفة ووو… واتذكر ايضا اني نبهت الاخوة حينها إلى اننا رفعنا سقف التوقعات الايجابية إلى عنان السماء ولكننا لن نرى من ترامب غير ما تعودنا ان نراه من الادارات الأمريكية السابقة وسنراه من اللاحقة فالرؤساء الامريكان معنيين بتنفيذ اجندات وضعت لهم سلفا وهي اساس تعينهم ولذلك لن نرى شيء يثلج صدور العراقيين وهذا ماحدث (ربما ان احدهم يشير إلى قتل سليماني فاقول ان قتله تم بالتنسيق بين الطرفين الامريكي والملالي لكي يسجل انجازا لترامب ولان سليماني اصبح عبأً على ملالي طهران ناهيك عن الخشية منه لأن يكون اسما بديلا للخط الاول بالملالي ؟!)
لذلك على الذين ينتظرون الفرج من الذين كانوا السبب بكل ما حدث ويحدث من كوارث في العراق واهله أن يعيدو توجيه بوصلتهم بما يتلائم مع الواقع والتعامل معه بواقعيه!!!
كيف يجب أن نتوقع التغيير في العراق؟
ان تحقيق التغيير والمحاسبة في العراق يتطلب عدة عوامل مترابطة تتعلق بالجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتحتاج إلى إرادة قوية من الجميع، بما في ذلك الشعب والحكومة والمجتمع الدولي. ولكن، متى يحدث
التغيير والمحاسبة بشكل حقيقي؟ يمكن القول أن تحقيق هذا الأمر يعتمد على بعض العوامل الأساسية:
- إرادة الشعب وتوحيد الصوت:
• التغيير يبدأ من الداخل، وبالتحديد من الشعب العراقي نفسه. الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في 2019 مثال على ذلك، حيث خرج العديد من المواطنين مطالبين بالإصلاح، محاسبة الفاسدين، وتوفير الخدمات الأساسية. إذا استمر الشعب في المطالبة بحقوقه بحزم وبطرق سلمية، يمكن أن تحدث ضغوط قوية على الحكومة.
• المطالبة بحكومة كفؤة وشفافة: لابد من استمرار الضغط على الحكومة لتحقيق مطالب الإصلاح، من خلال التحركات الشعبية المنظمة، مثل الاحتجاجات، وكذلك عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. - إصلاح النظام السياسي:
• النظام السياسي في العراق يعاني من مشاكل بنيوية، مثل التوزيع الطائفي للمناصب والفساد المستشري. لتحقيق التغيير الحقيقي، يحتاج العراق إلى إصلاح دستوري يعالج هذه المشاكل البنيوية، ويحقق نظامًا سياسيًا أكثر شفافية وفعالية.
• انتخابات نزيهة: ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة دون تدخلات أو تزوير، بالإضافة إلى وجود آليات فعالة لمراقبة نتائج الانتخابات. - المحاسبة الفعالة:
• القضاء المستقل: يجب أن يتمتع القضاء العراقي بالاستقلالية التامة ليتمكن من محاسبة الفاسدين والمجرمين دون ضغط من القوى السياسية أو الطائفية.
• المؤسسات الرقابية: دور مؤسسات الرقابة مثل ديوان الرقابة المالية ومكافحة الفساد يجب أن يتعزز، لتكون قادرة على كشف الفساد والمساهمة في التحقيقات. - التعاون الدولي والدعم الخارجي:
• المجتمع الدولي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دعم العراق في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية، من خلال تقديم الدعم الفني والمالي، بالإضافة إلى الضغط على الحكومات للمضي قدمًا في الإصلاحات.
• التنسيق مع الدول المجاورة، خاصة تلك التي تعاني من تأثيرات سلبية جراء الوضع العراقي، لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة. - التنمية الاقتصادية ومحاربة الفقر:
• تحقيق التغيير يحتاج إلى إصلاح اقتصادي يعيد بناء البنية التحتية للبلاد ويعزز القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والتوظيف. توفير فرص عمل وتقليل معدلات البطالة والفقر سيساهم في استقرار المجتمع ويزيد من قدرة الشعب على الضغط من أجل التغيير. - العدالة الانتقالية:
• العراق يحتاج إلى عدالة انتقالية تُحاسب المسؤولين عن الفساد والانتهاكات الحقوقية في الماضي، مع تقديم تعويضات للمتضررين من الحروب أو الفساد، وهذا يمكن أن يساعد في بناء الثقة بين الشعب والحكومة. - الوقت والصبر:
• التغيير الحقيقي يتطلب وقتًا وصبرًا. العراق، بعد سنوات من الحروب والدمار، بحاجة إلى استعادة الثقة بين مختلف مكوناته المجتمعية. التغيير يجب أن يكون تدريجيًا ومستدامًا، بعيدًا عن الحلول السريعة التي قد تؤدي إلى مزيد من التوترات.
التغيير والمحاسبة في العراق لن يحدث بين ليلة وضحاها. إنه يتطلب جهدًا متضافرًا من الشعب والتحرك للضغط الحقيقي على الحكومة والمؤسسات، فضلاً عن محاولات الحصول على الدعم الدولي والإرادة السياسية للإصلاح. لذلك يجب تحريك الشعب استمرارا في المطالبة بحقوقه، لاجبار الحكومة بتطبيق إصلاحات حقيقية، وإذا تم الضغط لتعزيز الشفافية والمحاسبة، قد يتحقق التغيير المنشود في المستقبل؟!
اما احلام اليقظة بمنجزات ترامبية فنقول ترامب تيتي تيتي مثل رحتي جيتي!
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز