آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: اين موقع العرب والعراق في التقارب الروسي الامريكي؟ رؤية موضوعية

يمثل التقارب بين روسيا و الولايات المتحدة أحد المواضيع الحيوية في السياسة الدولية وله تأثيرات كبيرة على مختلف الأطراف في العالم، بما في ذلك الدول العربية. فيما يخص موقع العرب من هذا التقارب، يمكن النظر إلى عدة عوامل وتأثيرات رئيسية على المدى القصير والطويل:

  1. الواقع السياسي والاقتصادي في الدول العربية:
    • التحالفات التقليدية: تاريخيًا، العديد من الدول العربية كانت متحالفة مع الولايات المتحدة، خاصةً في قضايا مثل الأمن الإقليمي و التعاون العسكري، بينما كان للعديد من هذه الدول علاقات محدودة مع روسيا، رغم بعض الانفتاحات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة.
    • التنافس الإقليمي: التقارب الأمريكي الروسي قد يُؤثر على علاقات الدول العربية مع القوى الكبرى. بعض الدول مثل السعودية و الإمارات يمكن أن ترى في التقارب الأمريكي الروسي تهديدًا أو فرصة، اعتمادًا على تطورات الوضع في سوريا أو اليمن أو البرنامج النووي الإيراني.
  2. التقارب الأمريكي الروسي وتبعاته على قضايا المنطقة:
    • الملف السوري:
    • روسيا تلعب دورًا كبيرًا في الأزمة السورية منذ عام 2015 من خلال دعم نظام الأسد عسكريًا، بينما كانت الولايات المتحدة تساند بعض المعارضة المسلحة، وكانت علاقات الدول العربية متباينة بشأن الأزمة. التقارب بين روسيا وأمريكا قد يؤدي إلى إعادة النظر في هذا الملف، لكن ذلك يعتمد على طبيعة التقارب.
    • إذا كانت روسيا وأمريكا تتفق على حل سياسي في سوريا، قد يؤدي ذلك إلى تغييرات في التحالفات العربية وطبيعة الدعم المقدم للمعارضة السورية.
    • إيران:
    • البرنامج النووي الإيراني يشكل نقطة خلاف بين الولايات المتحدة والدول العربية الخليجية، حيث ترى العديد من هذه الدول أن إيران تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي. بينما روسيا كانت داعمة للاتفاق النووي مع إيران في 2015 (الاتفاق النووي الإيراني)، قد يزيد التقارب بين روسيا والولايات المتحدة من التعقيد في هذا الملف، حيث قد يؤدي إلى توازنات جديدة في العلاقات الدولية للشرق الأوسط.
    • النفط والاقتصاد:
    • البلدان العربية المنتجة للنفط (مثل السعودية و الإمارات) قد تتأثر بتقارب روسيا وأمريكا إذا أدى إلى زيادة التعاون بين موسكو وواشنطن في قضايا إنتاج النفط وأسعار النفط العالمية. دول الخليج، على سبيل المثال، قد ترى أن تحسن العلاقات بين روسيا وأمريكا في إطار أوبك+ قد يؤثر على سياساتها النفطية.
  3. الانعكاسات على العلاقات مع القوى الإقليمية:
    • العلاقات مع تركيا: تركيا، كونها جزءًا من حلف الناتو وتحافظ على علاقات مع الولايات المتحدة، قد تجد نفسها في موقف معقد إذا حدث تقارب أمريكي-روسي. في الوقت ذاته، تركيا قد تستفيد من بعض الجوانب من هذا التقارب مثل التفاهمات حول سوريا أو الطاقة.
    •الكيان الصهيوني : بالنسبة للكيان ، علاقاته القوية مع الولايات المتحدة قد تجذبه نحو السياسات الأمريكية في المنطقة، لكن على المدى الطويل، يمكن أن تثير علاقاته مع روسيا بعض التوترات، خاصةً إذا كان هناك توافق بين واشنطن وموسكو حول الملف الإيراني أو القضايا الفلسطينية.
  4. التفاعل مع روسيا:
    • في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الدول العربية، مثل مصر و الإمارات، تعزز علاقاتها مع روسيا على مختلف الأصعدة، سواءً كان ذلك في مجال الدفاع أو التعاون الاقتصادي. يمكن أن يكون التقارب بين روسيا وأمريكا بمثابة فرصة لبعض الدول العربية لتحسين علاقاتها مع أحد الأطراف أو الحفاظ على توازن دبلوماسي في المنطقة.
    • دول مثل مصر قد تجد في التقارب الأمريكي الروسي فرصة لتوسيع خياراتها السياسية والاقتصادية، دون أن تكون مرهونة بشكل كامل بالقوى الكبرى التقليدية.
  5. التوجهات المستقبلية للدول العربية:
    • الحاجة للحياد الاستراتيجي: قد تسعى بعض الدول العربية إلى الحفاظ على سياسة الحياد الاستراتيجي وعدم الانحياز الكامل إلى أي طرف في التقارب الروسي الأمريكي. هذا قد يساعدهم في التفاوض على قضاياهم الإقليمية مثل الأمن، الاقتصاد، والطاقة.
    • التركيز على المصلحة الوطنية: في النهاية، قد يكون لدى الدول العربية القدرة على الاستفادة من التقارب الأمريكي الروسي، سواء كان ذلك في دعم الملفات الاقتصادية أو الأمنية، حسب المصلحة الوطنية لكل دولة.

في ضوء التقارب الأمريكي الروسي، قد تجد الدول العربية نفسها في موقف معقد، حيث سيكون عليها تحديد كيفية التفاعل مع هذا التقارب بناءً على مصالحها الوطنية. بعض الدول قد تكون مستفيدة من هذا التقارب من خلال فرص اقتصادية ودبلوماسية جديدة، بينما قد تواجه دول أخرى تحديات استراتيجية مرتبطة بتغيير موازين القوى في المنطقة.
وضع العراق المحتل
بالنسبة للعراق، فإن التقارب بين روسيا والولايات المتحدة يحمل تأثيرات كبيرة ومعقدة بسبب الوضع السياسي والجغرافي والاقتصادي الخاص بالعراق. العراق يتمتع بعلاقات مع كل من روسيا وأمريكا، ولكنه يواجه تحديات في موازنة هذه العلاقات في ظل تقلبات السياسة الدولية والداخلية.

  1. العراق والعلاقات مع الولايات المتحدة:
    • التحالف العسكري: العراق يعتمد بشكل كبير على التعاون العسكري مع الولايات المتحدة منذ عام 2003، خاصة في محاربة تنظيم “داعش” والإرهاب. الولايات المتحدة تعتبر حليفًا رئيسيًا للعراق في مجال التدريب العسكري و التسليح.
    • التحديات: العراق يواجه تحديًا في الحفاظ على علاقاته مع الولايات المتحدة خاصة مع بعض الضغوط الشعبية والسياسية ضد الوجود الأمريكي في البلاد، حيث تشهد بعض المناطق مظاهرات تطالب بخروج القوات الأجنبية. وجود هذا التوتر قد يعقد موقف العراق في حالة حدوث تقارب أكبر بين روسيا وأمريكا.
  2. العراق والعلاقات مع روسيا:
    • التعاون العسكري: العراق بدأ في السنوات الأخيرة بتعزيز علاقاته مع روسيا في مجال الأسلحة و التدريب العسكري. بعد الانهيار السريع لجيش العراق في 2014 أمام “داعش”، لجأت الحكومة العراقية إلى روسيا لشراء أسلحة متطورة ومعدات عسكرية لمكافحة الإرهاب.بصفقات وصفت بانها مشبوهه ؟!؟
    • الطاقة والاقتصاد: روسيا لديها دور كبير في قطاع النفط والغاز في العراق، حيث تقوم شركة لوك أويل الروسية بالعمل في العديد من حقول النفط في الجنوب العراقي. هذه العلاقات الاقتصادية تُعتبر جزءًا من الاستراتيجية العراقية في تنويع شراكاتها الاقتصادية.
    • دور روسيا في المنطقة: روسيا تُعتبر لاعبًا دوليًا مؤثرًا في الشرق الأوسط، ودورها في الصراع السوري و العلاقات مع إيران يمنحها نفوذًا في العراق. تقارب روسيا مع بعض القوى السياسية العراقية قد يعزز هذا الدور.
  3. التقارب الأمريكي الروسي وتأثيره على العراق:
    • التوازن بين القوى: العراق يواجه تحديًا كبيرًا في التوازن بين القوى الكبرى. إذا استمر التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا، قد يجد العراق نفسه في موقف صعب، حيث سيتعين عليه اختيار ما إذا كان سيواصل الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف رئيسي، أم سيزيد من التعاون مع روسيا، وهو ما قد يُعتبر تهديدًا لبعض مصالحه السياسية والاقتصادية.
    • الوجود الإيراني: إيران تعتبر لاعبًا أساسيًا في العراق، ولها تأثير كبير على السياسة الداخلية والعلاقات العسكرية. التقارب الأمريكي الروسي قد يُحدث تأثيرًا على التوازن الإقليمي، ويزيد من تعقيد العلاقات بين العراق وإيران، خاصة في ظل التعاون الروسي مع طهران في عدة ملفات إقليمية.
    • النفط والطاقة: بما أن العراق يعد من أكبر منتجي النفط في العالم، فإن التقارب بين أمريكا

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى