آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: عملية الأقصى الثمن الباهظ

بناءً على التحليل، عملية الأقصى كانت خطوة استراتيجية لفصائل المقاومة الفلسطينية من وجهة نظرهم، ولكن من حيث النتائج الإنسانية والدبلوماسية، يمكن القول إنها أسفرت عن ثمن باهظ، بما في ذلك مقتل العديد من المدنيين وتدمير غزة بشكل شبه كامل. في النهاية، لا يبدو أن هذه العملية قد حققت حلًا طويل الأمد للصراع، بل قد تؤدي إلى تصعيد مستمر وتفاقم الأزمات الإنسانية دون تحقيق حلول سياسية شاملة.

السؤال حول ما إذا كانت عملية الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، ومنها حماس، في 7 من تشرين الاول 2023 تستحق كل هذه النتائج، هو سؤال معقد ويعتمد على عدة عوامل تشمل الظروف السياسية، العسكرية، الإنسانية، والدبلوماسية.

نستطيع أن نؤكد أن أحكام القانون الدولي المعاصر بحق كل الشعوب في مقاومة العدوان وشرعية المقاومة الوطنية, أو شرعية حرب التحرير للتخلص من الاحتلال, ليست مسألة طارئة فاجأت القانون الدولي, وإنما هي وجدت وطرحت في مطلع القرن المنصرم عندما جرت المحاولات الأولى لقوننة قواعد الحرب . وفي طليعة الوثائق والاتفاقات القانونية والمواثيق التي تكرس أو تدعم المبادئ المتعلقة بحق المقاومة ومشروعيتها مثل اتفاقية مؤتمر لاهاي 1899 و 1907 وميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات حول حقوق الانسان وهكذا تكون المقاومة قد دخلت ضمير الانسانية التي أسبغ عليها الرأي العام العالمي الشرعية، وكرستها نصوص قانونية في اتفاقية دولية عديدة.

اولا:مبررات العملية من وجهة نظر الفصائل الفلسطينية

أ- المبررات العسكرية والرمزية:

يرى كثير من القادة الفلسطينيون ان عملية الأقصى كانت ردًا على استمرار الاحتلال الصهيوني المستمر، وعلى ممارساته وتجاوزاته في القدس والمسجد الأقصى، وعلى الوضع السيئ الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في غزة بهذا التوصيف فأن الهجوم كان جزءًا من حق المقاومة ضد الاحتلال الذي اقرته كل التشريعات ومنها الامم المتحدة، خاصة بعد سنوات من الحصار والتصعيدات المتكررة. في هذا السياق، يمكن أن يُنظر إلى العملية على أنها محاولة لكسر حالة الجمود ولفت انتباه العالم إلى القضية الفلسطينية مرة أخرى.

ب– تعزيز الدعم الشعبي:

قد تعتقد بعض الفصائل الفلسطينية أن الهجوم قد يعزز التضامن الشعبي في الداخل والخارج، ويمثل ردًا قويًا على محاولات إسرائيل لتغيير الواقع الديموغرافي في القدس الشرقية وغيرها من المناطق الفلسطينية. في هذا الإطار، قد يُعتبر الهجوم بمثابة تذكير للعالم بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال قائمًا.

ج- تعزيز التضامن الوطني: على الرغم من الدمار والمعاناة، قد يشعر بعض الفلسطينيين بزيادة التضامن والتماسك الوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة في ظل تصاعد المشاعر القومية.

د- التحفيز على المقاومة: بعض الفصائل المسلحة قد ترى في الحرب فرصة لتقوية نفوذها وتوسيع قاعدة تأييدها بين الفلسطينيين، وخاصة في غزة

ه- الاعتراف الدولي: حرب غزة قد تساهم في زيادة الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية، ما يؤدي إلى مزيد من الضغوط على إسرائيل في الساحة السياسية الدولية.

ثانيا: من وجهة نظر إسرائيل:

أ– المكاسب الأمنية والعسكرية:

إسرائيل قد ترى أن العملية تمثل تهديدًا كبيرًا لأمنها القومي، وأن الهدف من العملية هو زعزعة استقرار المنطقة وتعزيز القدرة العسكرية للفصائل الفلسطينية. الرد العسكري الإسرائيلي جاء بقوة، بهدف القضاء على الخلايا المسلحة وتدمير القدرات العسكرية للفصائل في غزة. من وجهة نظر إسرائيل، قد تكون هذه العملية قد أسفرت عن “توجيه ضربة قاسية” لحركات المقاومة.

ب– الرد الدولي والانعكاسات الدبلوماسية:

إسرائيل قد ترى في العمليات الهجومية من حركات المقاومة تهديدًا لاستقرارها ولتحقيق السلام المستدام. العملية خلقت أيضًا ردود فعل دولية سلبية ضد إسرائيل بسبب حجم الخسائر البشرية والمادية في غزة، مما وضع ضغوطًا دبلوماسية على الحكومة الإسرائيلية، خاصة من قبل الدول الغربية والمنظمات الدولية التي عبرت عن قلقها من الأوضاع الإنسانية.

ثالثا: النتائج الإنسانية:

أ- الدمار الهائل: الحرب أسفرت عن دمار واسع في البنية التحتية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس، مما يعمق الأوضاع الإنسانية السيئة في غزة.

ب- الخسائر البشرية: سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، بما في ذلك الأطفال، يعد أحد أبرز نتائج الحرب، مما يفاقم المعاناة الإنسانية.

ج- انعكاس سلبي على القضية الفلسطينية: الصراع المستمر يعيق تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، مما يزيد من الانقسام بين حركتي “فتح” و”حماس” ويضعف القدرة على التفاوض مع إسرائيل.

د– الدمار الهائل في غزة:

من المؤكد أن الحرب الناتجة عن عملية الأقصى قد أسفرت عن خسائر بشرية فادحة في غزة، حيث قُتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وتدمير آلاف المنازل والمرافق الحيوية. هذه النتائج الكارثية تثير تساؤلات حول الاستراتيجية العسكرية للأطراف المتورطة، وتطرح تساؤلات عن مدى جدوى العمليات العسكرية في تحقيق أهداف طويلة الأمد.

ه– المعاناة والتهجير:

علاوة على الخسائر البشرية، يعيش المدنيون الفلسطينيون في غزة في ظروف مأساوية نتيجة للحصار والهجمات الجوية والبرية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية ونقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء.

رابعا: من وجهة نظر المجتمع الدولي:

أ– تزايد التعاطف الدولي مع الفلسطينيين:

المجتمع الدولي يراقب عن كثب هذا الصراع، وأدى الهجوم الإسرائيلي المضاد إلى زيادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية. يمكن أن يعتبر البعض أن هذا التصعيد قد يكون له تأثير إيجابي من حيث تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، خاصة في غزة.

ب– مخاوف من تصعيد أكبر:

لكن هناك أيضًا قلق من أن العمليات العسكرية قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة بأسرها، خاصة مع تزايد احتمالات تدخلات إقليمية من دول مثل إيران أو حزب الله، وهو ما قد يُزيد من تعقيد الوضع ويعطي مزيدًا من الغطاء الدولي لتسليح جماعات معينة.

خامسا: عملية الأقصى والثمن الباهض

• من وجهة نظر الفصائل الفلسطينية، هناك اعتقاد أن العملية كانت ضرورية لتحفيز العمل المقاوم ولإظهار قدرة الفلسطينيين على التأثير في الصراع.

• من وجهة نظر الكيان الصهيوني، كان الرد ضروريًا لحماية أمنها الوطني، ولكن النتائج كانت أكثر تدميرًا من المتوقع، ما أدى إلى خسائر دبلوماسية وإنسانية كبيرة ومن الناحية العسكرية، قد تحقق للكيان الصهيوني بعض المكاسب في تدمير منشآت المقاومة العسكرية مثل الأنفاق والصواريخ، وتقليص قدرة الفصائل الفلسطينية على تنفيذ الهجمات.

• الردع العسكري: قد يعتقد قادة الصهاينة أن الحرب تعزز من قوة الردع لديهم وتقلل من الهجمات الصاروخية على المناطق التي يحتلونها في المستقبل، على الأقل على المدى القصير.

• من وجهة نظر انسانية، فإن الثمن البشري والمادي الذي تم دفعه كان مرتفِعًا جدًا. سيما معاناة المدنيين ، خاصة ان الحرب ادت إلى كثير من الاشكاليات والاختلاف بوجهات النظر بل والانقسام والتدمير دون الوصول الى حلول سياسية واضحة.كما أن هناك فقدانًا للأرواح ودمارًا في المناطق الحدودية من جراء الهجمات الصاروخية الفلسطينية، مما يضر بالاستقرار الداخلي في الاراضي المحتلة.

• التكلفة السياسية والدبلوماسية: تصاعد الانتقادات الدولية للكيان الصهيونيبسبب استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين في غزة قد يؤدي إلى عزلتها في الساحة الدولية، ويزيد الضغوط عليها للعودة إلى طاولة المفاوضات.

• تدهور الوضع الأمني في الجنوب: رغم محاولات الصهاينة الفاشلة للقضاء على الفصائل المسلحة، فإنها غالبًا ما تجد نفسها في حالة من التصعيد المتواصل الذي يؤدي إلى زيادة التوتر على حدودها الجنوبية مع غزة.

بعض من حساب الطوفان

45 الف قتيل 

120 الف جريح 

8000 مفقود او تحت الانقاض

80 % من غزة مدمرة 

مقتل اغلب قادة حماس الميدانيين .

مقتل اغلب قادة حزب الله الخط الاول والثاني والثالث .

تدمير واسع في الضاحية الجنوبية 

احتلال اراضي لبنانية حدودية 

سقوط نظام بشار الاسد 

خروج ايران وروسيا من سوريا 

احتلال الجولان بالكامل والقنيطرة .

364 قتيل صهيوني

332 قتيل عسكري صهيوني

109 أسير صهيوني مدني

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى