نزار العوصجي: إما آن الأوان لنتحد؟
بعد مضي واحد وعشرون عاماً على جريمة غزو العراق واحتلاله ، تلك الجريمة التي اقدمت عليها قوى الأمبريالية والصهيونية العالمية ، بمساعدة قوى الشر الإيرانية ، المتمثلة بنظام الولي السفيه ..
نجد ان القوى الوطنية الرافضة للعملية السياسية الساعية لانقاذ العراق من ما آل اليه ، لازالت متناثرة مبعثرة ومفككة ، غير متوافقة وغير متحدة ، مما يضعف قدرتها في التأثير الفاعل على الساحة العربية والأقليمة والدولية ، ومما يزيد من صعوبة إيصال الصوت الوطني الحر الى المحافل الدولية ..
غالباً ما يسألوننا من انتم ، ومن تمثلون ؟
لذا فان عدم التوافق يصعب من مهمة أحرار العراق ، في ايصال صورة الواقع المرير لشعب يرزخ تحت جور العملاء الذين جاء بهم المحتل ، لعرضها على انها قضية شعب مضطهد الى جانب انها قضية أخلاقية وأنسانية ، على المجتمع الدولي تحمل المسؤولية في الحد من أستخدام القوى المفرطة تجاه المتظاهرين السلميين ، المطالبين بوطن خالي من التدخلات الخارجية ، والتصدي لعمليات الابادة الجماعية التي يتعرض لها العراقيين ..
من الملاحظ ان القوى الوطنية العراقية الرافضة للعملية السياسية التي تضم حركات وأحزاب وتنظيمات سياسية مختلفة ، تتفق بالمجمل على مبادئ ومشتركات أساسية ، تتمثل في ضرورة التخلص من النفوذ الأجنبي اياً كان ، واعادة سيادة القرار العراقي للعراقيين ، وعدم السماح لاي تدخلات خارجية من اي طرف كان ، وهذا ما يمكن ان نلمسه من خلال البيانات التي تصدرها القوى الوطنية العراقية الرافضة والمناهضة للعملية السياسية الجاثمة على صدور العراقيين ، حيث يتضح ان الحلول والبرامج التي تطرحها هذه القوى متشابهه في العديد من جوانبها في معالجة الوضع الراهن الذي يعاني منه ابناء الشعب الصابر ، كما ان معظم هذه البيانات تتضمن الحلول التي تركز على اعادة بناء الدولة العراقية على اسس وطنية بعيداً عن الهيمنة الخارجية ..
وهنا يتبادر الى الأذهان تسائل ، ولابد ان نسأل : ان كانت القوى الوطنية الرافضة للعملية السياسية الحالية التي نصبها المحتل ، متفقة من حيث المبدء على انقاذ العراق من الأحتلالين الأمريكي والإيراني ، فلماذا لا تتوحد هذه القوى في اطار تنظيمي واحد لتحقيق أهدافها بشكل أكثر فاعلية ؟؟
إن الواقع الحالي يتطلب من هذه القوى الوطنية أن تعيد النظر في أسلوب عملها وأسلوب تفكيرها ، فالتحديات التي تواجه العراق ليست سهلة ، والتشرذم لا يسهم سوى في اضعاف قدرة هذه القوى على احداث التغيير المنشود ..
ان الوقت قد حان لتوحيد هذه القوى تحت اطار تنظيمي واحد ، بحيث يتم التركيز على العمل الميداني والبرامج العملية التي تعالج الأزمات التي يمر بها العراق بشكل اكثر شمولية وفاعلية ..
من هنا نقول : إما إن الأوان لنتحد في مواجهة المجرمين ؟؟
دعوة وطنية …
( وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) …
ايها الاحرار أينما كنتم ، أنها دعوة مفتوحة لكل الوطنيين الشرفاء ، بكافة مسمياتهم وأنتمائتهم وشخصياتهم وكياناتهم ، من الذين لم يشاركوا في العملية السياسية بعد الأحتلال ، ولم تتلطخ ايدهم بدماء العراقيين الأبرياء ، ولم تدنوا انفسهم لسرقة المال العام ، ولم يتجاوزوا على المال الخاص ، لكي يتكاتفوا ويتحدوا فيكونوا كالبنيان المرصوص ، في الوقوف بوجه قوى الشر والظلام ، التي جاء بها المحتل الأمريكي البغيض في 2003 ، وما تبعه من إحتلال إيراني سافر لا يقل سوءً عنه ، لذا فان الواجب الوطني يحتم على الجميع التسامي فوق كل المسميات ، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة ، ونبذ لغة الأنا وحب الذات ، وبذل الجهود الحثيثة ، في مسعى حقيقي للوصول الى اكبر تجمع وطني معارض للعملية السياسية البائسة ، يمثل العراقيين دون استثناء او تهميش ، يسهم في إنصاف الشعب المظلوم ، ويعيد له كرامته ويحفظ خيراته من عبث الإحزاب والكتل السياسية الفاسدة ، التي تعيث في الارض فساداً وظلماً ..
ومن الله التوفيق والسداد ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز