آراء

د. عبد السلام الطائي: تلبيس ابليس بقانون التجنيس.. انتقال السلطة للمجنسين!

الجزء الثاني

كل جسم غريب يدخل للجسم يقاومه ويصف له الأطباء المضادات الحيوية!

تساؤلات للتأمل والحوار!

▪ علام التجنيس يخص الشيعة ولا يخص العرب والمسلمين السنة وديانات اخرى؟

▪ هل التجنيس سيبيح استبدال رئيس وزراء العراق الشيعي العربي بالهندي كما حصل ببريطانيا!

▪ اليس تجنيس الأفغان والباكستان وهما من دول القاعدة وداعش تصدير للإرهاب الدولي  !

▪ أسيكون النظام المذهبي مبررا لإعلان (إسرائيل) دولة دينية وملتقى للنواة التوراتية بالولائية !

▪ اليس مجمعات اسكان الباكستانيين امتداد للمستعمرات الصهيونية“كيبوتسات” !  

▪ من سمات العراقيين الكرم العربي لا الطائفي فالأخير من سمات غيرنا!

هذه المحاور سنجيب عليها في ورقتنا هذه.

كاكاديميين تربويين، تهمنا الأجيال القادمة لا الانتخابات القادمة. لذا بات واجب علينا تصحيح مسار السلطة لا الوصول اليها.  ومن هذا المنطلق،  ينبغي  إيضاح ما سيحصل من تلبيس لإبليس بقانون التجنيس العراقي المزمع اقراره في البرلمان لتجنب محو عروبة وثقافة وهوية العراق ودول العربية.  تحدثنا في الجزء الاول عن تجنيس احفاد الهنود المشمولين بهذا القانون للذين قاتلوا تحت رايات الجيش البريطاني لقتل العراقيين(1). وبينا نوايا تجنيسهم. سنتناول بهذا الجزء استيطان الباكستانيين والافغان والاخوة اللبنانيين، حياهم الله وبياهم ، كلبنانيين، لا كعناصر  تابعة لحزب الله الإيراني الملطخة أيديهم بدماء اللبنانين والعراقيين والسوريين ! . نرحب بالبنانين، لان الكرم الحاتمي العربي لا الطائفي من سمات العراقيين!

من البديهي القول، ان التجنيس السياسي بلا حدود وطنية عربية اسلامية، سيشكل سابقة خطيرة لا مثيل لها بكل قوانين منح الجنسية في العالم، لذا وجب علينا بيان نواياه الطائفية الجيوسياسية . نظرا لما له من تداعيات على تهديد السلم والامن الوطني والعربي الأهلي البيني عربيا، لا في العراق والمنطقة العربية فقط بل سيكون له ابعاد  إقليمية متعددة، بما فيها تصدير الإرهاب الى المجتمع الدولي بالأفغان والباكستانيين ، الذين يشكلون موطنا وثقلا في تنظيم القاعدة وداعش!. تستوجب منا قبرهذا القانون في مهده لاجتثاث مصدر الارهاب، ايران، قبل فوات الاوان !

▪ التجنيس انتقال سلطة شيعة العراق للمجنسين المستعرقيين ا!

التجنيس كعصا موسى،  يسعى الى تنفيذ المخطط الرامي بتأسيس الإمبراطورية الإيرانية (الشيعية) الممتدة من خراسان الى لبنان. وهو مخطط يسعى الى اجتثاث  العروبة من الدول العربية لتصبح مسمياتها بالدول الشيعية !

وتماشيا مع ما تم ذكره، علينا الأخذ في الحسبان، البعد الثالث لتجنيس الشيعة غير العرب في العراق . حري بنا التنويه، الى نوايا هذا القانون وعلى الأخص منها، استلاب مواقع  الحكم السيادية من شيعة عرب ألعراق حصرا! لكن يبقى التساؤل المطروح، لم لم يتم تجنيس السنة المسلمين ولا التركمان ولا المندائين وغيرهم؟ ان لم يكن للقانون نوايا طائفية جيوسياسية تصب لصالح مخطط تأسيس الإمبراطورية الإيرانية الشيعية الممتدة من خراسان الى لبنان والتي عاصمتها، دولة الحوزة بالنجفوالتي رئيسها فارسي .!

ان تجنيس كل من دب وهب للزيارات او للهجرة غير المقننة والمنظمة بالقوانين والأعراف الدولية، سيؤدي مستقبلا الى استحقاق هؤلاء  المجنسين الترشيح للانتخابات والوصول الى قبة البرلمان لاعتلاء المناصب السيادية. ونظرا لكون العراق منذ عهد النكبة الكبرى 2003 كان ومازال تحت وصاية  او رعاية أمريكا وبريطانيا وايران. لذلك سيحق للمجنسين فيه ولحملة جنسيات دول الاحتلال اعتلاء المناصب الرئاسية، كرئاسة الوزراء والجمهورية والبرلمان ..الخ.

وهكذا سيتم اغتصاب دول الاحتلال، المواقع السيادية من شيعة العراق لتسليمها الى المجنسين  لحكم العراق. فلا تستغربوا مستقبلا من تعين رئيس جمهورية أفغاني في العراق بدل الكردي ورئيس وزراء هندي بدل الشيعي ورئيس برلمان صفويفارسي بدلا من شيعي او سني عربي. ان محاولات احتواء الشيعة العراقيين عربا وكوردا وتركمانا جارية على قدم وساق داخل وخارج العراق. الهدف منها  ان يصبح شيعة العراق جالية تحت عباءة الشيعة المجنسين . سيما بعد استحداث المذهب الثلاث عشري من قبل ايران لاحتواء واجتثاث المذهب الجعفري  العربي الاثنا عشري. .وتماشيا مع ما تم ذكره،  فعلى الصعيد الاجرائي، استبدلت تسمية المذهب الجعفري بالمذهب الشيعي لكون امامه عربي، جعفر الصادق (ع) من اجل ان يصبح اتباع مذهب جعفر الصادق العربي )ع) ، محكومين لا حاكمين لا للعراق ولا للمذهب نفسه.  ومن المرجح ان يكون امام المذهب الجديد مستقبلا، الخميني، الفارسي الهندوسي الاصل، كبديل عن الامام العربي جعفر الصادق (ع). كل ذلك يحصل من اجل ان يصبح تسلسل شيعة العراق ثانويا قياسا بالشيعة المجنسين.  كي يتوافق تسلسلهم مع تركيبة دولة الحوزة الفارسية الباكستانية الهندية بالنجف، التي يتراسها الفرس المجوس !. ولا مناص من القول،  بان الغرض من هذا المشروع الفارسي ليس جعل عرب العراق اقلية فحسب بل شيعة العراق والكويت وسوريا ولبنان اقلية عربية ايضا. 

اما على الصعيد العملياتي، فهذا المخطط يفسر بمثابة استحضارات استباقية إيرانية لتنفيذ المخطط المنادي بإعادة ترسيم الخارطة الجغرافية للخليج ودول المشرق العرب ليكون لها موطئ قدم فيه، ولكي تتم عملية شطر قومية الدول العربية بهذا المخطط  الى مسميات غير عربية أي الى، شيعية وسنية، لتصبح عناوينها، الدولة الشيعية والدولة السنية بدل الدول العربية!.ليتسنى لإيران احتوائها  تحت العباءة الفارسية، لمحو عروبة المنطقة.  ولا يفوتننا ان ننوه، سيكون لهذا التشكيل الاثني المذهبي للدول العربية مبررا لإعلان دولة (إسرائيل) كدولة يهودية دينية! واستخلاصا لما سلف، فان قانون التجنيس هذا سيمهد السبيل لإزالة كل المعوقات المعرقلة لتبوء المجنسين المناصب الرئاسية لتنصيب غير العراقيين لقيادة الحكم في العراق!.وستتذرع ايران وامريكا وبريطانيا بقوانينهم الديمقراطية لمنح هؤلاء المناصب السيادية الحكومية!. مبررين ذلك تحت حجة، ان رئيس وزراء بريطانيا السابق كان هنديا،  وفي أمريكا كان رئيس الجمهورية زنجيا، أوباما ، علاوة على وزراء الخارجية وكوندليزا رايس وباول .. وهكذا سيتم تعكز المحتل الإيراني |البريطاني | الأمريكي،  بقانون التجنيس هذا لنقل السلطة من العراقيين الى المجنسين . ناهيكم عن تعكزهم بالعديد من  الرؤساء ذو أصول عربية حكموا في أمريكا اللاتينية مثل،  

1. عبدو بينيتيز، وهو من أصول لبنانية الذي قام بنقل السفارة الإسرائيلية من القدس الى تل ابيب. فضلا عن وجود خمسة رؤساء آخرين من أصل لبناني، وفلسطيني، وسوريا، وهم:

2. ميشال تامر رئيس البرازيل، من أصل لبناني.

3. كارلوس فلوريس فقوسه، رئيس هندوراس 1998- 2002، فلسطيني الأصل.

4. أنطونيو سقا، الفلسطيني الأصل، حكم السلفادور خلال 2004 – 2009.

5. كارلوس منعم، سوري الأصل، تولة رئاسة الأرجنتين.

اضافة إلى نائب رئيس فنزويلا، طارق العيسمي لهندوراس سلفادور نصر الله ناهيكم عن غيرهم.() فلا تستغربوا أيها العراقيون ان يكون قريبا رئيس العراق هنديا ورئيس الوزراء افغانيا او باكستانيا! وستقول ايران للذين قاتلوا معها ضد جيشنا بالقادسية ولمن قتل شعبنا بعد 2003 ، البقاء لله ( بقا ان خداست)

▪ للتجنيس هدف جيوسياسي!

ما سر تجنيس الأفغان والباكستانيون ؟

لابد من الإشارة، ايران بعد عودة طالبان للحكم أصبحت من والدول الواقعة بمركز الهزات التي حدثت بأفغانستان وفي محيط دائرة ارتداداتها على بلوشستان بالباكستان والاحواز العربية. ولا يفوتننا ان ننوه، ان الباكستان وأفغانستان السنيتان يشكلان خطرا امنيا على ايران.  لان العديد من قواعد  وعوائل طالبان وبلوشستان لهم جذور وامتدادات عشائرية بإيران .  هذا الامر ضاعف من قلق وخوف النظام  الإيراني (الشيعي) من حكومة طالبان وباكستان السنيتان. واستنادا الى ما سبق، فان لمنح الجنسية العراقية  للمعارضة الباكستانية والافغانية  نوايا جيوسياسية إرهابية الا وهي: شرعنة وتقنين جودهم ونشاطهم الإرهابي بالمناطق الحدودية المحاذية لإيران، وتحويل  الاقتتال من قتال حدود بين دولتين، ايران وأفغانستان، الى اقتتال بين طائفتين، سنية وشيعية. باعتباره قتالا بيني ، بين الأفغان الشيعة ودولة الأفغان السنية وكذا الحال بين شيعة الباكستان وحكومة الباكستان السنية!!. وهكذا ستتمكن ايران  من ابعاد الشر عنها. والتخلص من الإدانة الدولية جراء الاشتباكات الحدودية المستمرة بين ايران والباكستان وأفغانستان.

▪ الإمبراطورية الإيرانية (الشيعية) من خراسان الى لبنان!

تجدر الإشارة، بان استيطان وتجنيس الباكستانيين والافغان الشيعة هدفه، خلق دويلات طائفية وميليشاوية داخل الدولة للقتال بالمجنسين برا ، لمسك الأرض وكحرس حدود وميليشيات، وبحرا  ليكونوا خفر سواحل تتولي عمليات القرصنة والإرهاب الدولي. ناهيكم عن من سبق تجنيسهم الذين زاد عددهم عن 6 ملايين. اخذين بالاعتبار تهجير ما يقارب 8 مليون عراقي،  يضاف لهم توطين وتوظيف شيعة حزب الله الإيراني  بالمدن الشيعية العراقية المقدسة علاوة على  محافظات، الانبار والغزالية ببغداد وديالى وغيرها. كل ذلك يحصل من اجل تحقيق الخيال السياسي الفارسي لإيران بتأسيس الإمبراطورية الإيرانية (الشيعية)- ظاهرها شيعي وباطنها فارسي صفوي- ليكون وقودها الشيعة العرب والمسلمين، متخذة من الشيعة  قفازات مذهبية، لتحقيق حلمها القومي لإعادة ترسيم حدودها الممتدة من خراسان الى لبنان! . وهكذا يتبين لنا، الغرض من تجنيسهؤلاء لأبعاد الخطر الأمني عن حزب الله الإيراني بلبنان دون أهبة بإلصاق الشر بالعراق. ولا نستبعد قيام ايران بتكليفعناصر حزب الله الإيراني فرع لبنان أيضا، بمحاولات تخريبية إرهابية على الشريط الحدودي المشترك لتركيا السنية لعزلها عن سوريا- كي يصبح الطريق امنا وسالكا الى لبنان والأردن عبر القلمون ودرعا برا وعبر الانفاق من جهة، علاوة على قيام مجنسي الباكستان وأفغانستان المحاذيتان لإيران  بأعمال ارهابية بدولهما من جهة أخرى، لتتمكن ايران  تحقيق امبراطوريتها (الشيعية) الممتدة من خراسان الى لبنان.

▪ مجمعات اسكان ام مستعمرات صهيونية للباكستان بالعراق!  

من منظورنا ، المجمعات الاسكانية الباكستانية هذه ، هي ليست مجمعات اسكانية بل هي مستعمرات إيرانية  تم تصميمها على غرار المستعمرات الصهيونية  (الكيبوتسات). لان المتمعن  بالتصاميم  الإسكانية لها، يستنتج بانها ثكنات عسكرية وامنية مغلقة ظاهرها غير ما بداخلها.  بل في واقع الامر، ما هي الا استنساخا للمستوطنات الإسرائيليةّ  بفلسطين والمسماة ب” الكيبوتسات” ذات المرامي العسكرية والأمنية. لذلك فان  هذه  المجمعات الاسكانية بالنجف وكربلاء وجرف الصخر  والقادسية وغيرها من مدن العراق، عبارة عن انفاق عسكرية ومصانع كبيرة  يخطط لها مستقبلا ان تصبح مواقع لتخزين السلاح وتطوير صناعة الصواريخ والطائرات الالكترونية و الذخائر. 

أحزاب إيران في العراق تعمل على كسر بنية المجتمع عبر قانون التجنيس

▪ التجنيس ملتقى (النواة التوراتية) بالولائية عقائديا!

من وجهة نظرنا التاريخية والعقائدية للفرس واليهود، “، يجمعهما وحدة الهدف لان كلاهما لبعضهما، ساهما مناصفة بقتل صحابة رسول الله. لذلك يجمعهما كره العرب والمسلمين. اخذين بالاعتبار، ان الفرس واليهود يعانيان من عقدة الشعور بالنقص الديموغرافي ! وبطبيعة الحال،  فان الغرض من التجنيس، هو استيطان المجنسين لتغير الغلاف السكاني وتشكيل قواعد فكرية مشتركة  ما بين “النواة الولائية” و”النواة التوراتية . فعلى الصعيد الاجرائي والعملياتي، ما قامت به إسرائيل من استيطان اليهود بدل الفلسطينيين لا يختلف عن ما تقوم به ايران من استيطان الافغان والهنود والفرس والحوثيين والباكستانيين في النجف وكربلاء وبغداد وغيرها. حري بنا التطرق هنا للتذكير، مساهمة المجنسون الباكستانيون والهنود والفرس بقمع انتفاضات الشيعة العرب جنوب العراق وقتل شبابها . ناهيكم عن قتل شباب الاعتصامات السنة بالفلوجة والموصل والحويجة بكركوك وديالى وبغداد والبصرة وغيرها. لذا وجب الاخذ بالحسبان، بان غرض  تدريب هؤلاء “المتسللين” المجنسين على السلاح ، من اجل قتل وتهديد شيعة العراق العرب بالجنوب. اخذين بالاعتبار ان بعض المجنسين ملطخة يدهمبدماء عشرات الوف شباب تشرين الغيارى بالمناطق الشيعية والسنية والازيدية والتركمانية والكردية والمسيحية! .

▪ خاتمة (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)

نافلة القول، ان ايران تتعامل مع اذنابها بعقلية( البازار) تبيع وتشتري، لا صاحب لها ولا صديق . وما مقتل حسن نصر الله  واستشهاد إسماعيل هنية وتخليها عن العديد من اذرعها الميليشياوية الا شاهد ودليل. 

وللتاريخ نقولها كاكاديميين عراقيين ، سوف لن يكون مصير  مخطط إقامة الإمبراطورية الإيرانية “الشيعية” بالمجنسينلإيران في القرن 21 افضل من مصير مشروع تصدير الثورة لخميني في القرن 20 الذي اجهض على يد العراقيين الذين قطروا السم بحلق خميني.

ولن يكون ومصير النواة التوراتية والفارسية بأفضل من حال مشروع تصدير الثورة. لقد تم تحرير القدس على يد القائد العراقي صلاح الدين الايوبي مثلما تم اجهاض تصدير الثورة الخمينية على يد القائد صدام حسين .وسوف يتحول الطوق الصفوي للعراق بسوريا ولبنان الى طوق عربي، عراقي خليجي  لإجهاض الإمبراطورية الإيرانية الفارسية.  وسيمتد هذا الطوق من الضفة الشرقية للخليج، بدولة الاحواز العربية المحتلة الى البحرين،  الأبيض والاحمر .وسوف لن يكون مصير المجنسين المرتزقة افضل من مصير عشرات الوف القتلى والجرحى للغزاة بعد الاحتلال . والحليم من اتعظ بمصير غيره!

وسيعلم الذين حلموا باحتلال 5 عواصم عربية . ان كل ما بني على باطل فهو باطل. ودولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة .تلك هي سنة التاريخ، ولن تجد لسنة الله تبديلا.

رابط الجزء الأول: انقر هنا

أستاذ علم الاجتماع| ستوكهولم والأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان بالدول الاسكندنافية

زر الذهاب إلى الأعلى