بعد “البيجر”.. هل تنفجر الهواتف الذكية وأجهزة تنظيم القلب عن بُعد؟
بعدما شهدت لبنان أقوى سلسلتين لانفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية، مثل البيجر و”Walkie Talkies” وغيرها، كانت تستخدمها عناصر حزب الله، أثارت هذه الحوادث العديد من التساؤلات حول كيفية حدوث مثل الانفجارات وهل يمكن تكرارها مع الأجهزة اللاسلكية الحديثة؟.
برزت مخاوف عالمية بشأن احتمالية استهداف الأجهزة الحديثة، كالهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة والسماعات والساعات وحتى أجهزة تنظيم القلب، وتحويلها إلى أجهزة خطرة تودي بحياة الآلاف من الأشخاص، نظراً لاعتماد أغلبها على بطاريات الليثيوم، كتلك الموجودة في أجهزة النداء الخاصة بجماعة حزب الله، والتي أسفر انفجارها إلى وفاة 22 شخصاً وإصابة ما يقرب من 4 آلاف.
هل يمكن أن يحول القراصنة جهازك المحمول إلى قنبلة موقوتة؟
نظراً لاعتماد الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المحمولة على بطاريات الليثيوم -أيون، لا يمكن استبعاد احتمال وقوع هجوم مماثل باستخدام هذه الأجهزة، على الرغم من أن بعض العوامل تجعل حدوثها صعباً ومختلفاً في نفس الوقت، وفقاً لخبراء في التكنولوجيا.
لا تتمتع بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة على نطاق واسع بالحصانة من الأعطال، لكن نظرية ارتفاع حرارة البطارية عن طريق إشارة لاسلكية لتنفجر بهذا الشكل، أمر صعب وغير مقنع، لأن انفجارات الهواتف الذكية وهي غير شائعة وتحدث في حالات نادرة، غالباً ما تكون بسبب ارتفاع درجة الحرارة من الاستخدام المطول أو التلف الخارجي أو المكونات المعيبة، فتكون المشكلة مجرد مشكلة تصنيع أو استخدام أكثر من هجوم منسق.
لذلك فإن الأمر الأكثر منطقية، هو تفخيخ الأجهزة بمواد متفجرة في مرحلة التصنيع، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، أشار إلى أن انفجارات أجهزة البيجر ربما ناتجة عن العبث بها ودمج مواد متفجرة فيها أثناء التصنيع، وورد أنه تم تضمين مفتاح لتفجيرها عن بعد.
وبحسب خبراء في مجال الأمن السيبراني، درسوا لقطات من الهجمات، فإن قوة وسرعة الانفجارات كانت ناجمة عن نوع من مواد متفجرة، كما أشير إلى أن أجهزة البيجر تلقت إشارة بمثابة مفتاح تشغيل أدى لتنشيط متفجرات مزروعة مسبقاً.
وأكد الخبير الأمني، ميكو هيبوينن، في شركة WithSecure ومستشار الجرائم الإلكترونية في اليوروبول، أن هذه الأجهزة اللاسلكية لم تنفجر بفعل عطل تقني عادي أو اختراق سيبراني، بل خضعت لتعديلات متعمدة لتسبب انفجارات بهذا الحجم والقوة، وهذا يشير إلى عملية تخطيط دقيقة.
ووفقاً للتقرير، إذا تم تطبيق تكتيك مماثل على الهواتف الذكية، فسوف يتطلب ذلك تدخلاً دقيقاً في سلسلة التوريد أو طريقة لإحداث الانفجارات عن بعد، ربما عبر إشارة راديو منسقة أو نبضة إلكترونية.
من الناحية النظرية، يمكن تطبيق المفهوم على الهواتف الذكية، فمع برمجياتها المعقدة واتصالاتها الشبكية، يصبح التلاعب أكبر عن بعد، خاصة إذا كان من الممكن استغلال ثغرة في البرامج الثابتة للجهاز.
ومع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذا الهجوم على نطاق واسع سيكون أكثر تحدياً بشكل كبير بسبب النماذج المتنوعة لعلامات الهواتف الذكيةوأنظمة البرامج، كما أن بروتوكولات الأمان المتنوعة للهواتف الذكية الحديثة تضيف طبقة أخرى من الحماية يصعب اختراقها بشكل جماعي.
لا تنفجر.. ولكن!
وخلص التقرير إلى أن الهواتف الذكية لا تنفجر بمفردها، حتى لو تم التلاعب بها من قبل المتسللين لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار المتدفق إليها، فلن تنفجر بشكل جماعي.
ومع ذلك، حتى مع سيناريو التلاعب بالهاتف الذكي لتسخين بطاريته، فإنها ستنتفخ ويذوب الهاتف، لكنه نادراً ما ينفجر.
وفي الحالات التي نشاهد فيها انفجار هاتف شخص ما، فإن الحريق يكون صغيراً، وليس انفجاراً كبيراً.
بالإضافة إلى ذلك تعتمد الهواتف الذكية حالياً على أنظمة تبريد متطورة تضمن تبديد أي حرارة متراكمة في الجهاز، فيما تعمل طبقات الجرافيت على توزيع الحرارة بالتساوي على الجهاز، بعيداً عن المكونات الحيوية مثل المعالج.