من “البريكست” إلى رئيس وزراء فرنسا.. من هو ميشيل بارنييه؟
في خطوة غير متوقعة وبعد قرابة شهرين من الجمود السياسي، كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مفاوض الاتحاد الأوروبي السابق في ملف بريكست، ميشال بارنييه، بتشكيل “حكومة جامعة في خدمة البلاد”، ليصبح بذلك أكبر رئيس للوزراء سناً في تاريخ فرنسا الحديث، حيث يبلغ من العمر 73 عاماً.
وبعد مرور نحو شهرين على الانتخابات التشريعية التي لم تسفر عن أي غالبية في البرلمان، أعلن قصر الإليزيه في بيان مساء الخميس، تعيين ميشال بارنييه في منصب رئيس الوزراء وتم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة غابريال أتال المستقيلة.
ولفت بيان قصر الإليزيه إلى أن تعيين بارنييه يأتي بعد “دورة غير مسبوقة من المشاورات” من أجل ضمان تشكيل حكومة مستقرة.
وتعهد بارنييه بالعمل مع “كل من لديهم نوايا حسنة” من أجل تحقيق المزيد من الاحترام والوحدة في بلد منقسم سياسياً بعد أشهر من الاضطراب السياسي.
وقال بارنييه في أول خطاب له في المنصب وهو يقف في ساحة قصر ماتينيون مقر رئيس الوزراء بجوار سلفه غابرييل أتال “الفرنسيون… يحتاجون اليوم.. وقد أعربوا عن حاجتهم.. إلى الاحترام والوحدة والتراضي”.
من هو ميشيل بارنييه؟
وبهذا التعيين، تنتقل فرنسا من أصغر رئيس وزراء في تاريخها غابرييل أتال، إلى أكبرهم سناً، حيث ولد بارنييه في 9 يناير (كانون الثاني) من عام 1951، في لا ترونش في جبال الألب الفرنسية، وكان والده يعمل في صناعة الجلود والمنسوجات.
وفي شبابه، كان بارنييه كشافاً وكورالًا. وتخرج في الكلية العليا للتجارة في باريس في عام 1972.
مناصب وزارية في الحكومات الفرنسية
وخلال العقود الثلاثة الماضية، كان بارنييه عضواً في مجلس النواب وعضواً في مجلس الشيوخ ووزيراً في العديد من الحكومات اليمينية في فرنسا.
وشغل بارنييه العديد من المناصب الوزارية الفرنسية بما في ذلك وزير الخارجية من 2004 إلى 2005، ووزير الدولة للشؤون الأوروبية من 1995 إلى 1997، ووزير البيئة وأسلوب الحياة.
ومن 1993 إلى 1995، كما شغل على المستوى الأوروبي منصب المفوض الأوروبي للسياسة الإقليمية من 1999 إلى 2004، والمفوض الأوروبي للسوق والخدمات الداخلية من 2010 إلى 2014، وشغل منصب نائب رئيس حزب الشعب الأوروبي (EPP) من عام 2010 إلى عام 2015.
كما شغل بارنييه منصب وزير الزراعة والثروة السمكية من 2007 إلى 2009، وكان المفوض الأوروبي للسوق والخدمات الداخلية في عهد الرئيس دوراو باروسو من 2010 إلى 2014.
دور لامع في محادثات بريكست
وفي 1 أكتوبر 2016، عينته المفوضية الأوروبية رئيساً لمفاوضي انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بموجب المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، وخلال هذه الفترة نال تقديراً واحتراماً كبيرين في أوساط المفوضية الأوروبية، وفقاً لصحيفة “لوموند” الفرنسية التي أشادت بمهارته في التوصل إلى اتفاق.
وعمل السياسي الفرنسي كرئيس لفريق عمل العلاقات مع المملكة المتحدة في المفوضية الأوروبية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. فعندما صوتت المملكة المتحدة لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، عقدت سلسلة تلو الأخرى من المفاوضات المكثفة حول شروط الانفصال.
وبعد انتهاء مسلسل “البريكست”، حاول ميشيل بارنييه العودة إلى الساحة السياسية الفرنسية، متطلعاً إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2022، لكنه لم يتمكن في الفوز خلال الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين.
وفي 2020، كاد بارنييه أن يصبح رئيساً للوزراء عندما كان إيمانويل ماكرون يبحث عن خلف لإدوارد فيليب خلال فترة أزمة كورونا. لكن بارنييه رفض العرض المقدم من ماكرون الذي اشترط عليه مغادرة حزب الجمهوريين.
ولكن اليوم، أصبح السباق السياسي في فرنسا مختلفاً، حيث يسعى ماكرون إلى تعيين شخصية من خارج معسكره لتقديم “التجديد” الذي ينادي به الفرنسيون.
بالإضافة إلى ذلك، تنازل بارنييه عن طموحه في الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2027، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية.
24