نزار العوصجي: رسالة إلى الأدارة الإمريكية
نحيكم تحية السلام قبل البدء بالكلام ، و نبعث لكم بهذه الرسالة القصيرة المختصرة ، عملاً بمقولة : خير الكلام ما قل ودل ..
ان حرصنا على توجيه رسالتنا في هذا التوقيت تحديداً ، لم يأتي من فراغ ، فلقد جرت العادة ان نتابع مجريات الأنتخابات الإمريكية الجارية لديكم ، منذ الساعات الأولى لأنطلاق حملة أستطلاعات الرأي ، و بدء السباق الأنتخابي لتولي موقع رئاسة البيت الأبيض ، و هذا ما دأبنا عليه منذ احتلالكم البغيض لوطننا العراق في عام 2003 ..
متابعتنا ليست لشيئ ، إلا لكي نتبين ملامح صورة المستقبل الغامض و الشائك الذي ينتظرنا ، رغم علمنا بان المتغيرات التي نتطلع اليها قد تكون أشبه بالخيال ، كونها تتقاطع مع جوهر و مضمون رؤيتكم للمشروع الأستعماري الذي تبنونه ، لعلمنا بان اهدافكم المرسومة وفقاً لمصالحكم ، ثابتة لا تتغير بتغير الأدارات او الرؤساء ..
كما ان متابعتنا لأنتخاباتكم ليست من باب الفضول او التدخل في شؤونكم الداخلية لا سمح الله ، فهذا ليس من طبعنا ، اضافةً إلى انه ليس من حقنا ، كوننا لسنا مواطنيين إمريكان ، بل هو من باب الحرص على استقراء ملامح المستقبل ، و تقدير القضاء و القدر قبل وقوعه ( گبل ما يوگع الفاس بالراس ) ، عسى ان نخفف من وزر المصيبة و الكارثة التي يمكن ان تحل على رؤوسنا و ( رؤوس الي خلفونا ) ، بذلك نكون قد انقذنا ما يمكن انقاذه ، لنحفظه بعيداً عن دائرة الخطر ، ليكون عوناً لنا حين تعدون العدة لمشاريع مستقبلية اخرى ، لا نعلم موعدها او مداها ..
نحن نعلم علم اليقين ان الكيان الصهيوني المغتصب هو جزء لا يتجزء من كيانكم ، و ان اعدائكم في العلن هم اصدقائكم في الخفاء ، و نعني بذلك نظام الولي السفيه الفارسي الحاقد في إيران ، نظام الغدر و الخيانة ، الذي لم يكن يوماً حليفاً أميناً و صادقاً لأحد عبر التاريخ ..
كما نعلم ان العدو اللدود للحلف الثلاثي الذي يجمعكم ، هم العرب بمجملهم دون استثناء ، من المحيط الى الخليج ..
و نعلم علم اليقين ان غاية ما تتمنوه انتم و اعوانكم ، الصهاينة والفرس و عملائهم ، هو فناء الأمة العربية و زوال شعبها من الوجود ..
كما لا يخفى علينا ان لغة العداء و الوعيد و التهديد الموجه الى إيران الشر ، التي تبرز الى الواجهة بين الحين و الأخر ، هي للاستهلاك الاعلامي المحلي فقط ، الغرض منها ذر الرماد في عيون المغيبين و السذج من عامة القوم ..
لذا لسنا قلقين من او على شيئ ، ذلك لاننا نعلم حقيقة و بعد اهدافكم المرسومة ، التي تناورون لتحقيقها ، باساليب و انماط مختلفة ، تبعاً للظروف الأنية و المرحلية ..
ان أهمية الموقع الأستراتيجي و هوس
السيطرة على منابع النفط و سرقة ثروات و خيرات أقطار وطننا العربي ، تعد من الثوابت التي لا يمكن ان تتنازلوا عنها ، بغض النظر عن الطرف المنفذ ، او الاسلوب المتبع للوصول الى الهدف المنشود ، عملاً بالمقولة الشهيرة : كل الطرق تؤدي إلى روما ..
تلك المقولة التي نتداولها في أحاديثنا اليومية ، و نعني بها أن كل الأمور تؤدي إلى ذات النتيجة ، لكن المقولة في الواقع أعمق من ذلك بكثير ، فهي استراتيجية سياسية إستخدمتها عاصمة الإمبراطورية الرومانية للسيطرة على مساحة جغرافية واسعة لأكثر من 700 سنة !!
كما لا يخفى علينا ان معظم إموال العائدات النفطية لدول الخليج العربي بما فيها العراق ، مرهونة لديكم و مكنوزه في بنوككم ، تنعشون بها اقتصادكم و تخدمون بها مصالحكم ، و تستخدمونها في تمويل الميليشيات و العصابات و المنظمات الإرهابية المرتبطة بكم التي تأتمر بأمركم ، حين توكلون اليهم مهمة زرع الفتنة و افتعال الأزمات ، التي تؤدي الى الأقتتال في مناطق محددة و مختارة من وطننا العربي ، وقت ما تشاؤون ..
بذلك يقتتل العرب فيما بينهم ، بسلاح مصانعكم ، المنتج بأموال العرب ، المدفوعة سلفاً ..
و الأمثلة على ذلك كثيرة لاحصر لها ..
العالم كله يعلم زيف شعارات الحرية و الديمقراطية و حقوق الأنسان التي تتبجحون بها زوراً و بهتاناً ، طبقاً لمقولة الشاعر الراحل معروف الرصافي رحمه الله حيث قال :
لا يَخدعَنكَ هُتاف القومِ بالوَطَنِ
فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن ..
نعم نعلم كل ذلك جيداً ، الا ان ما لا نعلمه هو السقف الزمني المفترض لأنتهاء مشاريعكم و مخططاتكم ، لنتمكن من استقراء ساعة الخلاص منكم ..
فهل ستنتهي بانتهاء عصر النفط ، كما هي الحالة عند انتهاء عصر الفحم ، و انتفاء الحاجة له ، الأمر الذي جعلكم تخرجون مناطق انتاجه من حساباتكم ..
إم ان الأمر سيتعدى ذلك ليكون بفناء الأمة العربية و شعبها ..
أفيدونا يرحمكم الله ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز