2000 فرنسي يُقدّمون طلبات هجرة إلى إسرائيل خلال يومين
لا زالت نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية تتعاقب في المشهد المُجتمعي، مُشكّلة صدمة مُعاكسة بعد تحوّل الثقل السياسي خلال أسبوع واحد من أقصى اليمين لأقصى اليسار، إذ كشفت مصادر إعلامية عن تقديم ما يقرب من 2000 طلب هجرة من فرنسيين إلى إسرائيل، وذلك على الرغم من تصنيفها من قبل محللين سياسيين كدولة غير آمنة اليوم.
وتمّ تسجيل هذا العدد الكبير خلال الـ 48 ساعة الأولى التي أعقبت الجولة الثانية من الانتخابات المبكرة، مع توقعات مصادر دبلوماسية بعدد قياسي من طلبات الهجرة من فرنسا إلى إسرائيل، تعبيراً عن القلق بشأن المستقبل.
وذلك بينما دفعت نتائج الجولة الأولى التي سيطر عليها اليمين المُتطرّف إلى تخطيط آلاف الفرنسيين من أصول مُسلمة لمُغادرة فرنسا، قبل أن يُلغوا مخططاتهم بعد فوز اليسار المؤيّد للمُهاجرين بشكل عام، في تحوّل جذري حدث خلال أيام فقط.
وبحسب معلومات كشفت عنها مجلة “ماريان” ومجلة “قيم اليوم” فإنّ الوكالة اليهودية تلقت عدداً كبيراً من ملفات الهجرة من فرنسيين بعد نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي فاز فيها اليسار المؤيّد للاعتراف بالدولة الفلسطينية ويُطالب إسرائيل بوقف حربها فوراً على غزة، فيما يعيش اليهود في فرنسا وأوروبا بنوع من القلق المُتزايد أكثر من أيّ وقت مضى فيما يتعلق بتصاعد مُعاداة السامية بعد النتائج التي حققها حزب فرنسا الأبية الذي يقود الجبهة الشعبية الجديدة (اليسار).
انفجار في حوادث مُعادة السامية!
وأدّت هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى إبطاء تطلعات الفرنسيين من أصول يهودية للاستقرار في إسرائيل، حيث شهدت الأحداث أعمال عنف غير مسبوقة. وبحسب تقرير نشره المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا في يناير (كانون الثاني) 2024، فقد زادت الأعمال المعادية للسامية في فرنسا بنسبة 1000% بين عامي 2022 و2023.
كما ذكرت بيانات أخرى كشفها تقرير حديث صادر عن اللجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الإنسان في فرنسا، أنّ أفعال مُعاداة السامية زادت بنسبة 284% خلال عام 2023، من 436 إلى 1676 حادثة. وبحلول الربع الأول من عام 2024، ارتفعت الحوادث المُصنّفة على أنها مُعادية للسامية بنسبة 300% مُقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
لكن هل إسرائيل دولة آمنة؟
ورغم تخوّف الكثيرين اليوم من الاستقرار في إسرائيل التي تشهدت اضطرابات غير مسبوقة على الحدود الشمالية والجنوبية على حدّ سواء، ترى الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس أنّ الوضع المأزوم في إسرائيل منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لا يبدو أنّه يُثبّط عزيمة المرشحين الفرنسيين للهجرة إليها، لكنّها أشارت إلى انفجار في طلبات حمل السلاح وحصول الإسرائيليين على جنسية إضافية كنوع من التدابير الاحتياطية، مُعتبرة أنّ المُجتمع الإسرائيلي يُنظّم نفسه بمفرده في كثير من الأحيان لحماية نفسه بعد الفشل الأمني الذريع لدولتهم.
وتُؤكد الصحافية الفرنسية المختصة بشؤون الشرق الأوسط، أنّ هجمات حركة حماس واحتجاز الرهائن، وتكثيف إطلاق حزب الله للصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، كل ذلك أدّى إلى التشكيك في القدرات الدفاعية لإسرائيل، فمن شمال البلاد إلى جنوبها، يجد المجتمع المدني الإسرائيلي نفسه مُهتزّاً بشدة بسبب انعدام الأمن القادم من الخارج والذي يسعى الجيش والحكومة لاحتوائه.
ومن جهة أخرى، تقول شبكة “فرانس أنفو” الفرنسية الإذاعية أنّ ما يقرب من ثلث السكان في إسرائيل يؤكدون أنهم مستعدون لمغادرة البلاد بسبب الحكومة والاضطرابات العميقة في الداخل، ومن أجل ذلك يستخدم الكثير من الإسرائيليين خدمات محامين متخصصين في الحصول على جوازات سفر أوروبية.