نزار العوصجي: المجهول بانتظاركم!
في ظل الحرية والديمقراطية التي إنعم بها علينا المحتل البغيض ، هنالك 67 ميليشيا منفلتة تبث الرعب و تنشر الموت إينما حلت ، و لسان حالها يقول : عليكم إيها العراقيين الأذعان، فكل الطرق التي تسلكونها تؤدي الى مصير مجهول خطته إيدينا شئتم إم إبيتم ، لا يحق لكم الأعتراض ، كما لا يحق لاي شخص إن يبوح بحقيقة معاناته ، و الا كلفه ذلك حياته و وجوده ، إفراحكم مهما كانت بسيطة باتت احزاناً ، فهي مرهونة لفئة لا تعير اي وزن او إهتمام لحياة البشر ، و الخلاصة ان حياتكم لا قيمة لها ..
وجودنا بأمر من المرجعية الدينية ، لذا نحن محصنون لا يمسنا سوء و لا ينطبق علينا قانون ، نفعل ما نشاء و حين نشاء دون حسيب او رقيب .. هكذا يفهمون الحرية ، يداً طليقة تفعل كل ما يحلوا لها ..
لسنا نتجنى على إحد ، فما يعزز حقيقة ماذكر هو ظهور نائب محافظ البنك المركزي في لقاء متلفز و هو يقول : أكثر من ثلاثين منفذاً حدودياً غير رسمي مع الجارة الشرقية ، و جميع هذه المنافذ غير خاضعة لسلطة الحكومة و تديرها مافيات ميليشياوية ، تُدخل من خلالها ما تشاء و تُخرج ما تشاء رغماً عن أنف الحكومة ، و هذه المنافذ هي الملاذ الآمن لتجار المخدرات الإيرانيين و من خلالها يُدخلون للعراق يومياً أطنان من المخدرات بأنواعها الكرستال و الحشيش و الأفيون و الهيروين ..
اضافةً إلى أن التجار الإيرانيين و الشركات الإيرانية التي لديها فروع و مكاتب في العراق ، يدخلون بضائعهم التي غزت السوق من هذه المنافذ الغير رسمية و لا يدفعون الرسوم الكمركية ، في المقابل يخسر العراق مليارات شهرياً بسبب هذه المنافذ الغير رسمية ..
هذا الأمر يدعونا الى التساؤل : ماذا عن الجيوش العراقية و هي بالملايين ، ألا تستطيع أن توجه قوة عسكرية و تعتقل هذه العصابات المافيوية الميليشياوية التي تهين الدولة و تعمل ضد الأمن القومي العراقي و حطمت الأمن الإقتصادي العراقي ؟
أكثر من 300 مستشار لرئيس الوزراء ، أليس من بينهم رجل رشيد و وطني ينصح رئيس الوزراء و يقدم له استشارة بغلق هذه المنافذ التي جعلت 13% من الشعب العراقي يتعاطون المخدرات ، و صار الأب يقتل عائلته و هو لا يعلم و يغتصب بنته و هو لا يعلم بسب هذه المؤثرات العقلية ، التي جعلت الجارة تخطف بنت الجار و تقتلها و تحرقها بدون شعور ، لأنها تناولت الكرستال او الكبتاغون أو أي حبة مخدرة بعد ان اقنعوها بأن هذه الحبات المقدسة بها عطر الخامنئي ، و هي مفيدة لأمراض المفاصل و آلام الظهر و الآم الركبة و آلام الشقيقة ، و تعالج من حالات الكآبة و تعدل من الحالة النفسية و هكذا ..
لا نعلم إن كانت الحكومة ستغلق هذه المنافذ الغير رسمية و تقطع الطريق على تجار المخدرات و تحمي الشعب العراقي من هذه الآفة و تحمي الإقتصاد العراقي و تعتقل الميليشيات و تعيد للدولة هيبتها المفقودة ، إم لا ؟
لاشيئ في العراق يجري اعتباطاً ، بل العكس تماماً ، فكل شيئ يجري وفق مخطط مدروس بعناية فائقة ، مخطط مجبول بحقد فارسي و خبث صهيوني و اطماع و احلام باستعادة امجاد الأمبراطورية الفارسية و العثمانية ، الى جانب توغل صهيوني يفضي الى جعل محافظات شمال العراق و محافظة نينوى بكامل اقضيتها و نواحيها ، دويلة صهيونية فارسية تركية بامتياز ..
فارهاب حزب العمال الكردي التركي قد جعل من شمال العراق ساحة قتال مرير لا ينتهي ، و سيؤدي الى انهيار الوضع الأمني في الإقليم الكردي ، حيث بدأ يترنح بين ضربات الحرس الثوري الايراني و ضربات الجيش التركي ، الذي قد يجتاح شمال العراق ، مما يجعل من المنطقة ساحة حرب تنهي كل الطموحات المنتظرة ..
تركيا ستنتقم بشدة وستجعل من الشمال العراقي جحيم حقيقي ، و الجيش العراقي عاجز و البيشمركة الكردية تتفرج على الدمار دون أن تستطيع فعل أي شيئ ، و النظام الهش في العراق يترنح ، لا أمل فيه ..
خلاصة الأمر ، الكل حاقد على العراق بما فيهم دول الخليج العربي ، و في مقدمتهم الكويت ، التي لا تدخر وسعاً في استهداف العراق و شعبه ، و توسيع رقعتها على حساب ارضه و مياهه و ثرواته في ظل حكم الذيول و العملاء ، عبيد المال و الجاه و السلطة ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز