د. عبدالرزاق محمد الدليمي: المزاح الفارسي الصهيوني والضحك على الذقون
كشفت معلومات مؤكدة عن وجود مجموعات داخل الإدارة الأميركية تعمل لصالح نظام الملالي في إيران وفقًا لتقرير محقق واشنطن وحسب سجلات زوار البيت الأبيض، ومنها الكشف عن قيام ثلاث اشخاص وهم (إسفندياري وفايز وطبطبائي)بالتردد على البيت الأبيض 10 مرات متكررة بين أبريل 2022 وديسمبر 2023، وهي تكشف حقيقة حسب ما يقول خبراء ألسياسة الخارجية ومجموعات ألمراقبة ومصادر ألكونجرس إنها تُظهر بايدن وادارته كانت قد منحت الأشخاص المذكورين و الذين لديهم علاقات مع ألنظام الأيراني إمكانية ألوصول ألواضح إلى أماكن حساسة في مراكز ألسلطة.كما وذكر التقرير أن الأشخاص الثلاثة وهم ( فايز وطبطبائي واسفندياري) لديهم علاقات سابقة مع (روب مالي) المبعوث الخاص السابق للرئيس بايدن إلى إيران وهو يخضع الآن إلى تحقيقات فدرالية . والتي أدت إلى سحب ألتخويل ألامني منه مما منعه من الدخول ألى البيت الأبيض ،و ( روب مالي) هو نفسه ألذي قاد ألمفاوضات حول ألملف ألنووي الأيراني عام ٢٠١٥ خلال فترة ادارة أوباما وإلتي أدت إلى رفع ألعقوبات عن ألنظام الأيراني.و من ألجدير بالذكر أن ألتحالف ألوطني للمُعارضة ألعراقية قد كشف قبل اشهر عن خضوع ( مالي ) إلى تحقيقات فدرالية.
المزاح على الطريقة الفارسية الصهيونية
وجهت اسرائيل ضربات محدودة التأثير ضد مصالح ايرانية في العراق وسوريا وبعض المواقع العسكرية (قاعدة طائرات السوخوي الروسية التي استلمتها ايران قبل فترة قريبة جدا) بالقرب من اصفهان وقبلها جلبت موجة الطائرات بدون طيار والصواريخ التي طارت باتجاه إسرائيل ليلة الأحد 13 نيسان الماضي معها مرحلة جديدة من التوتر وعدم اليقين والمواجهة في الشرق الأوسط.وشنت إيران الهجوم غير المسبوق ردا على غارة إسرائيلية مشتبه بها على القنصلية الإيرانية في دمشق، سوريا، في وقت سابق من هذا الشهر.ويمثل ذلك فصلا جديدا في الخلاف بين الدولتين الذي تفاقم لسنوات وتصاعد منذ أعلنت إسرائيل الحرب على حماس في أكتوبر الماضي.ولا تزال الخطوات التالية غير واضحة، لكن إسرائيل تواجه مناشدات من حلفائها للتراجع عن حافة الحرب المفتوحة واختيار طريق وقف التصعيد.
كيف هاجمت إيران إسرائيل؟
تم إطلاق أكثر من 300 قذيفة – بما في ذلك حوالي 170 طائرة بدون طيار وأكثر من 120 صاروخًا باليستيًا – باتجاه إسرائيل في الهجوم الجوي الهائل خلال الليل. تم إطلاق ما يقرب من 350 صاروخًا من إيران والعراق واليمن وحزب الله اللبناني، وفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري. ومع ذلك، تم اعتراض “99%” من الصواريخ من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وحلفائها، وفقا للجيش الإسرائيلي، مع وصول عدد صغير فقط إلى الأراضي الإسرائيلية.قال مسؤول في الجيش الإيراني يوم الأحد إن هجوم طهران استهدف قاعدة نيفاتيم الجوية، زاعمًا أن هذا هو المكان الذي انطلقت منه الغارة الإسرائيلية في أوائل أبريل على القنصلية الإيرانية.
وقال هاجري إن الصواريخ الباليستية الإيرانية التي وصلت إلى إسرائيل سقطت على القاعدة الجوية في جنوب البلاد ولم تسبب سوى أضرار هيكلية طفيفة. وأضاف هاجري أن القاعدة تعمل وتستمر في عملياتها بعد الهجوم، مع استمرار الطائرات في استخدام القاعدة.وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير للصحافيين يوم الأحد إن الولايات المتحدة قدرت أنه “لا يوجد ضرر كبير داخل إسرائيل نفسها”.
ودمرت السفن الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط ما بين أربعة إلى ستة صواريخ باليستية إيرانية خلال الهجوم، وأسقطت الطائرات في المنطقة أكثر من 70 طائرة إيرانية بدون طيار في اتجاه واحد متجهة نحو إسرائيل. وقال المسؤول إن بطارية صواريخ باتريوت التابعة للجيش الأمريكي أسقطت صاروخا باليستيا في محيط مدينة أربيل بالعراق.
وشنت القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا هجمات استهدفت المواقع العسكرية الأمريكية في تلك البلدان، وحذرت القيادة الإيرانية من أن هجمات حلفائها لن تتوقف حتى تنتهي حرب إسرائيل في غزة.لكن المخاوف من تصاعد الحرب الإقليمية تصاعدت أكثر في أوائل أبريل/نيسان، عندما اتهمت إيران إسرائيل بقصف مجمعها الدبلوماسي في سوريا وإن تلك الغارة الجوية دمرت مبنى القنصلية في العاصمة دمشق، مما أسفر عن مقتل سبعة مسؤولين على الأقل، من بينهم محمد رضا زاهدي، القائد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني، والقائد الكبير محمد هادي حاجي رحيمي.ثم يأتي الهجوم الجوي الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليته عنه في وسط إيران يوم الجمعة 19 نيسان في أعقاب الضربات الإيرانية والإسرائيلية المتبادلة في وقت سابق من هذا الشهر،
ما علاقة ذلك بغزة؟
ووقعت الهجمات الانتقامية وسط الحرب العدوانية الاستئصالية الإسرائيلية المستمرة في غزة وتسبب الصراع في الجيب في أزمة إنسانية كبيرة ومقتل الآلاف من المدنيين، مما وضع المنطقة على حافة الهاوية.ونفت إيران، التي لديها شبكة من الوكلاء في جميع أنحاء المنطقة ويُنظر إليها على أنها داعمة ظاهريا لحماس منذ فترة طويلة، تورطها في هذا الهجوم.
ولكن منذ اندلاع الحرب في غزة، شن وكلاء إيران هجمات محدودة التأثيرعلى مصالح إسرائيل وحلفائها من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار ذات التكنلوجيا التقليدية على السفن التجارية في البحر الأحمر.
والواضح للعيان أن طهران تدعم وكلائها، ولكنها تحاول ان تبرر مايقومون به بأنها لا تسيطر عليهم بشكل كامل، بما في ذلك جماعة حزب الله اللبنانية القوية والمتمردين الحوثيين في اليمن.
معروف ايضا ان الادارات في الولايات المتحدة أيا كانت جمهورية ام ديمقراطية من أشد المؤيدين للكيان الصهيوني في كل اعتداءاتها ضد الفلسطينين ومع ذلك، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار أعضاء فريق الأمن القومي نظراءهم الإسرائيليين أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمل هجومي ضد إيران،والسبب واضح ان نظام طهران يرتبط بعلاقات بينية مصلحية تخادمية مع واشنطن مستمرة من زمن الشاه وتزايدت مع وجود الملالي الذين هم الشرطي الذي يحمي مصالح النظام الرأسمالي وربيبته اسرائيل
ماذا بعد؟
ان منطق الاحداث وتفسرها يدلل على ان كل من ملالي طهران والصهاينة لايسعون تحت اية ظروف الى السعي لخلق التوتر والأزمات أو زيادة مثل هذه الأوضاع في الشرق الأوسط، وكلاهما يكرر التأكيد على ان لايرتكب اي منهما الخطأ الفادح السابق
إن الشرق الأوسط يعيش في خضم صراع إقليمي، وهي معركة جيوسياسية كبرى تلعب فيها إيران دوراً رئيسياً – اللاعب الرئيسي الذي يجير دائما لخدمة الصهاينة لقد مكنت إيران حماس من بناء ترسانتها. وأن تخلق حزب الله، الذي أصبح الآن القوة المهيمنة في لبنان. وتمارس إيران نفوذاً هائلاً في اليمن ولبنان وسوريا والعراق. وهي لا تنظر إلى إسرائيل كمنافس بل العكس في حين تنظر الى العرب كمنافسين وأعداء سيما بعد استطاعت بفضل الاحتلال الامريكي الامبريالي للعراق من التخلص من القوة الوحيدة القادرة على ترويض ملالي طهران وهو العراق.
■ جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز