د. محمد القيسي: هكذا سَرق حزب الدعوة و”أحمد المالكي” ثروات العراقيين
حتى عام 2003 لم يكن يُعرَف عن نمير العقابي الا ذلك العميل الذي جاء على متن سرفات الدبابات الأمريكية ، بوظيفة مترجم، كُلِّف بعدها بإيجاد مصادر تجهيزات محلية لجيش الاحتلال الأمريكي، وهو ما فتح له الأبواب المغلقة والثروة المهدرة من ميزانية العراق المحتل، والتي تبددت على يد القادمين لنهش هذا الوطن وطمس هويته تحت ذريعة تخليصه من “الدكتاتورية”!
وكان العقابي أحد أولئك الذين وجدوا من “المال السائب” فرصة للانطلاق في عالم التجارة والاستثمار ، وطوى صفحة العمل كمترجم لقوات الاحتلال إلى غير رجعة!
ولمن لا يعرف من هو العقابي، يكفي ان نُذكِّره بالقصة “الهوليودية” التي رواها نوري المالكي عندما كان رئيسا للوزراء ، حين تحدث عن تاجر خطير لا تقوى كل أجهزة الدولة على القبض عليه واعتقاله، وكيف قرر المالكي أن يوكل هذه المهمة إلى ولده “أحمد”، الذي لم يكن لديه أي منصب رسمي في الدولة العراقية!
هذا السيناريو أراد من وراءه المالكي أن يضرب عصفورين في حجر واحد، الأول هو ابراز دور ولده احمد كمنقذ وفارس مغوار عندما تعجز الدولة عن مواجهة “الفاسدين”! والعصفور الثاني ، وهو الأهم، أن يتمكن ابنه احمد من الاستحواذ على كامل شركات العقابي وأمواله!
ولأن ذاكرة العراقيين “سمكية” ، لم يعد هناك من يسأل ماذا حل بهذا الرجل الذي اعتقله البطل الهمام أحمد المالكي؟! وانشغل الاعلام بالحديث عن بطولة “حمودي” مدحاً وقدحاً!
ما فات العراقيون ان يكتشفوه بعد هذه “الجنجلوتية المالكية” ، أن “حمودي” قام بتسوية الأمر مع العقابي، وأصبح الأخير واجهة لأعمال وتجارة نوري المالكي، بعد أن تم تدوير الاموال التي نهبوها من الدولة من خلال شركة الأمواج التي تملك الآن عدداً من “المولات” في بغداد، ومنها “”النخيل مول” ومول آخر مقابل جامعة بغداد في الجادرية ، وآخر في المنصور ، ومول جديد ضخم في زيونة مازال قيد الانشاء، والمشروع السكني الضخم “بوابة بغداد”!!
ولا يخفى على أحد أن تلك المشاريع وغيرها أقيمت على أراض في مواقع متميزة في بغداد، حصلوا عليها مجاناً بموجب قانون الاستثمار! والشقق في مشروع “بوابة بغداد” تباع بمئات الملايين من الدولارات.
والمصيبة الجديدة ان حكومة السوداني منحتهم ارضاً متميزة اخرى ( على جزء آخر من ارض مطار المثنى ) لإنشاء مشروع سكني آخر ضخم اسمه “بوابة بغداد – البحيرة”!! وقد افتتحه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
هكذا تنهب ثروات العراقيين ويتم “غسيلها” وبيعها على العراقيين من جديد،!
انها واحدة من قصص نجاح حزب الدعوة (الاسلامية) و قيادته (المجاهدة) في خدمة الوطن والمواطن الذي يحمّلونه مسؤولية العجز في الموازنة!
▪︎ اكاديمي ومستشار التحرير في يورو تايمز